المشاهد نت

هل يتقارب الإصلاح مع جماعة الحوثي؟

تبين أن البيان المتداول عن الإصلاح مفبرك

عدن-محمد عبدالله

الادعاء

تداول مستخدمون لموقع “تويتر” وموقع إلكتروني بيانًا منسوبًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، يدعو للانسحاب من الجبهات، ويحمل التحالف العربي مسؤولية الحرب في اليمن.

البيان الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر تطبيق المراسلات الفورية “واتساب”، خلال الفترة ما بين 11 و20 أغسطس الماضي، تضمن اعتذارًا من حزب الإصلاح للشعب ولضحايا الحرب ولـ”مكون أنصار الله، (جماعة الحوثي)، عن تأييده للحرب، وثقته بالتحالف العربي، داعيًا “المكونات الحزبية والسياسية والاجتماعية التي مازالت تؤمن بالتحالف، للعودة إلى جادة الصواب، والوقوف في صف الوطن”.

واتهم البيان التحالف بالتواطؤ مع المجلس الانتقالي الجنوبي “للسطو” على محافظة شبوة والسيطرة على ثروات الوطن خدمة للإمارات. معلنًا قبوله بالمبادرة التي قدمها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

الناشر

المحنبي

الاتحاد برس

عبدالرقيب عبد محمد

تحقق “المشاهد”

من خلال التحقق تبين أن البيان المتداول مفبرك، ولم يصدر عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، وفق حديث مسؤول في الدائرة الإعلامية للحزب مع “المشاهد”.

من خلال التدقيق، تبين أن البيان احتوى على الكثير من الأخطاء الإملائية والمعلومات غير الدقيقة، سواء تلك المتعلقة بقبول “الإصلاح” بمبادرة زعيم الحوثيين، أو تقديم اعتذاره للجماعة، لاسيما وأن الطرفين يخوصان صراعًا منذ بدء الحرب، إذ يقف حزب الإصلاح -ذو التوجه الإسلامي- مع الحكومة المعترف بها دوليًا، ويقاتل إلى جانبها ضد الحوثيين.

بالإضافة إلى ذلك نجد أن البيان تضمن تسمية “مكون أنصار الله”، وهذه التسمية لا يستخدمها حزب الإصلاح في بياناته وتصريحات قياداته، فهو يُسمي الحوثيين “مليشيات الحوثي”.

البيان المفبرك نُشر بالتزامن مع بيان صادر عن الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، في الـ11 من أغسطس الماضي، حول الأحداث التي شهدتها محافظة شبوة، طالب خلاله مجلس القيادة الرئاسي بإقالة المحافظ عوض العولقي، وإحالته للتحقيق، مشيرًا إلى أنه “سيضطر إلى إعادة النظر في مشاركته في كافة المجالات”.

إقرأ أيضاً  فشل إعادة فتح طريق صنعاء -الضالع-عدن

باستخدام أدوات البحث العكسي، وجدنا أن التاريخ الموسوم به البيان المتداول، هو 11 أغسطس، فيما تم تداوله ونشره بدءًا من تاريخ 13 أغسطس، وهذا الأمر أيضًا يشير إلى أن البيان المفبرك تمت صياغته عقب صدور البيان الرسمي لحزب الإصلاح.

وشهدت محافظة شبوة الغنية بالنفط خلال الفترة 7-10 أغسطس، مواجهات مسلحة وُصفت بـ”العنيفة” بين القوات الخاصة ووحدات من الجيش من جهة، وقوات “دفاع شبوة” و”ألوية العمالقة” الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة أخرى، انتهت بسيطرة الأخيرة على مدينة عتق عاصمة المحافظة وبعض المناطق المجاورة لها.

السياق الزمني

الصحفي المهتم بالتحقق من الشائعات وهب الدين العواضي، يرى أن نشر هذه الإشاعة في هذا التوقيت يأتي ضمن محاولات لإفشال التوافق السياسي الحاصل حاليًا بين الأطراف والفرقاء والقوى اليمنية الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا، مع دخول البلاد في منحى سياسي جديد بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي.

وقال العواضي إن “هذا التوافق السياسي رافقه نوعًا ما، اتزان في الخطاب السياسي والإعلامي لكافة القوى والأطراف، وأصبح ينظر له مروجو الإشاعات، أكانوا أفرادًا أو جماعة، على أنه قد يتعارض مع سياستهم ومصالحهم أو قد يكون يمثل تهديدًا لهم”، حد تعبيره.

وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة شبوة، وحالة الخلاف بين حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي بشأن نفوذ وسيطرة الطرفين على أجزاء من المحافظة، أتاح المجال لنشر الإشاعات، وفتح الفضاء لتضليل الرأي العام بنشر أخبار بمعلومات مغلوطة وكاذبة وحرفها عن سياقها الحقيقي، سعيًا منهم لتوسعة حجم وبؤرة الخلاف الحاصل بين الطرفين وتأجيجه أكثر.

المصادر

مسؤول بالدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح، التحليل النقدي، صحفي

مقالات مشابهة