المشاهد نت

يمنيون يشعرون بالنصر على القاعدة

يمنيون يتظاهرون ضد القاعدة في المكلا

المشاهد -صنعاء- غمدان الدقيمي:
يشعر معظم السكان في المناطق اليمنية التي تحررت من التنظيمات الإرهابية خلال عام 2016، كما هو الحال مع نواف دُهيس، وهو مواطن يمني في نهاية العقد الثالث من العمر، بالنصر على هذه الجماعات التي “تسيء للدين الإسلامي”، على حد تعبير بعضهم.
“أثناء تواجدهم (القاعدة) في زنجبار كانوا يخدعون الناس بأنهم يطبقون حدود الله والشريعة الإسلامية، فالناس كانت تخاف منهم، بعد خروجهم تنفس السكان الصعداء”، قال نواف دُهيس في استطلاع لموقع (إرفع صوتك)، حول صورة الإرهابيين قبل وبعد خسارتهم مدينة زنجبار الجنوبية.
ومطلع آب/أغسطس الماضي، استعادت قوات حكومية، بدعم عسكري بري وجوي من قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والولايات المتحدة الأمريكية، عديد بلدات في محافظة أبين بينها زنجبار عاصمة المحافظة الجنوبية، التي سيطرت عليها “جماعة أنصار الشريعة” الفرع المحلي لتنظيم القاعدة الإرهابي نهاية العام 2015.

يمنيون يشعرون بالنصر على القاعدة
يمنيون يتظاهرون ضد القاعدة في المكلا

ويرى نواف دُهيس، وهو موظف حكومي في قطاع التربية بأبين، أن “القاعدة وداعش بممارستهما الإجرامية رسموا صورة سيئة عنهم لدى السكان”، لكنه شدد على ضرورة توفير فرص عمل للعاطلين، وإقامة برامج ثقافية ورياضية للنشء والشباب، حتى لا يقعوا فريسة سهلة للجماعات الإرهابية.
يحتضر
من جانبه، يقول أحمد بارويس إن صورة تنظيم القاعدة بالنسبة له وغالبية السكان في مدينة المكلا عاصمة حضرموت شرقي اليمن “انكسرت تماماً”.
وأضاف لموقع (إرفع صوتك) “كنت أعتقد أن تنظيم القاعدة لن يُقهر، لكن الحقيقة أن مدن ساحل حضرموت كانت مقبرة له”.
ونجحت حملة عسكرية ضخمة مدعومة من تحالف إقليمي بقيادة السعودية في استعادة مدينة المكلا نهاية نيسان/أبريل الماضي، بعد نحو عام من سيطرة تنظيم القاعدة على المدينة الساحلية الجنوبية على البحر العربي.
ويقول بارويس، الذي ينتمي للصوفية، وهي أحد المذاهب السُنية، المنتشرة في محافظة حضرموت، “في ظل حكم القاعدة للمكلا مُنعنا من ممارسة طقوسنا الدينية كالموالد وحلقات الذكر في المساجد وغيرها بحجة أن ما نمارسه بدعة”.
وتابع الرجل الأربعيني “كنت وما زلت أنظر لهذه التنظيمات بأنهم مجموعة من المرتزقة”.
ذرائع واهية
“بمجرد مشاهدتهم يتجولون في شوارع المكلا بأسلحتهم وملابسهم المتسخة وشعرهم الكثيف وهم ملثمون، كنت أشعر بالخوف، عشنا أشهراً صعبة جداً”، بهذه العبارة رسمت فاطمة سالم باوزير، وهي أستاذة جامعية في مدينة المكلا، صورة للحال الذي كانت عليه المدينة تحت سيطرة القاعدة.
وتسرد الأكاديمية باوزير، لموقع (إرفع صوتك)، ممارسات بشعة وجرائم لا حصر لها قام بها التنظيم في المكلا، خلفت حالة رعب وهلع في أوساط النساء والأطفال ستكون لها عواقبها على المدى البعيد، على حد تعبيرها.
وتابعت :”كنا نرى مداهماتهم لمنازل مواطنين بالقوة، من دون وضع أي اعتبار للحرمات، كانت هناك اعتقالات عشوائية وقسرية تحت ذرائع واهية، كالتخابر مع الحوثيين وأتباع الرئيس السابق أو الأمن القومي أو أميركا”.
وأضافت باوزير، عبر الهاتف من مدينة المكلا “كنا نخاف لأنهم كانوا ينفذوا أحكامهم وإعداماتهم في الشوارع. أتذكر أنهم بعد احتلالهم للمكلا بأسابيع قاموا بإعدام إثنين من عناصرهم بتهمة التجسس، وقاموا بصلبهما في جسر المكلا أمام الناس”.
قيود على المرأة
وأوضحت الأكاديمية الجنوبية، وهي أم لثلاثة أطفال، أن التنظيم تدخل في حياة المواطنين العادية، بفرض قيود على المرأة، بينها منع الاختلاط بين الجنسين، وعقوبات على ارتداء الملابس العصرية ونحوها، فضلاً عن تشويه وشطب صور أي اعلان يحتوي على رسوم أو وجه امرأة.
وتقول إن التنظيم قبيل طرده من المدينة بفترة بسيطة جنّد أطفال ومواطنين بشكل إجباري ودفع بهم للقتال في الجبهات ضد الحوثيين.
وفي حديثها عن صورة الإرهابيين بعد استعادة المكلا ومدن ساحل حضرموت، تقول الدكتورة فاطمة باوزير، التي لم تتجاوز العقد الثالث من العمر، “أشعر بالأمان الآن، عاد الناس إلى المنتزهات والأسواق إلى ساعات متأخرة من الليل بعكس ما كانوا عليه فترة وجود القاعد”.
– نقلا إرفع صوتك

مقالات مشابهة