المشاهد نت

تفاصيل الانفجارات بقاعدة العند الجوية

صورة أرشيفية لقاعدة العند الجوية-24 مارس 2015-وكالة الصحافة الفرنسية

لحج – سعيد نادر

هزت انفجارات عنيفة، صباح اليوم الأربعاء، قاعدة العند الجوية العسكرية، بمحافظة لحج (جنوب اليمن).

وأكدت مصادر محلية في منطقة العند لـ”المشاهد”، أنها رصدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل القاعدة العسكرية، كما شوهدت سيارات الإسعاف وهي تتردد على القاعدة، عقب الانفجارات بدقائق.

وأشارت المصادر إلى وقوع إصابات جراء الإنفجارات، فيما لم تعلن السلطات المعنية عن أية معلومات رسمية حول طبيعة الانفجارات وأسبابها، والخسائر الناتجة عنها.

غير أن ذات المصادر لفتت، نقلا عن جنود من داخل قاعدة العند، إلى أن أسباب الانفجارات قد تعود إلى متفجرات من مخلفات الحرب، انفجرت بسبب سوء التخزين أو حرارة الجو.

ويعود تاريخ قاعدة العند الجوية العسكرية وتأسيسها إلى حقبة الحرب الباردة، حيث مثلت رعبًا عسكريًا في جنوب الجزيرة العربية؛ نظرًا لترسانتها التسلحية الضخمة.

والقاعدة شيّدها الاتحاد السوفيتي عام 1976، والذي كانت تربطه علاقات أيديولوجية وعسكرية بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حينذاك.

وفي عام 1976 نظم الاتحاد السوفيتي أول رحلات جوية “توبوليف تو-95” من قواعده في الصومال إلى قاعدة العند، وقام بتوسيع القاعدة عام 1986 لتغطية الاستطلاع البحري في المحيط الهندي أثناء الحرب الباردة.

وشكلت القاعدة أحد الأسلحة المتقدمة للمعسكر الاشتراكي، في منطقة الخليج والجزيرة العربية، والتي كانت غالبية دولها توالي المعكسر الرأسمالي آنذاك بقيادة الولايات المتحدة.

كما أن موقع القاعدة المتاخم للحدود مع الشطر الشمالي من اليمن قبل الوحدة سمح للدولة في الجنوب شن هجمات عسكرية على الشمال خلال الحروب المتوالية بين الشطرين.

إقرأ أيضاً  «السيول» تُلحق أضرارًا بمديريات لحج (صور)

ولعبت قاعدة العند الجوية العسكرية دورًا محوريًا في حرب عام 1994 بين الشمال والجنوب، وساهمت سيطرة القوات الشمالية عليها بتسهيل الوصول إلى مدينة عدن وإنهاء الحرب.

وفي بداية عام 2015 سيطرة جماعة الحوثي على القاعدة، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية في أغسطس/آب من نفس العام، بدعم طيران التحالف العربي.

وتسيطر على قاعدة العند حاليًا قوات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، كما تتواجد فيها قوات من ألوية العمالقة الجنوبية، تحت إشراف التحالف العربي.

انفجارات اليوم كشفت عن الوضع الذي تعيشه القاعدة في ظل تهالك بنيتها، وتقادم المعدات والآليات العسكرية المتواجدة فيها، والتي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.

وتعرضت القاعدة مؤخرًا لهجمات حوثية عديدة، عبر الطيران المسيّر، كان أبرزها الهجوم الذي نُفّذ مطلع يناير/كانون ثاني 2019، والذي استهدف عرضًا عسكريًا، وأودى بحياة عدد من القادة العكسريين، بينهم نائب رئيس هيئة الأركان، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالقوات الحكومية، وإصابة آخرين.

كما تعرضت القاعدة لهجوم حوثي مسيّر أواخر أغسطس/آب 2021، استهدف هناجر خاصة بجنود يتبعون ألوية العمالقة الجنوبية، وأدى إلى مقتل العشرات من الجنود، تجاوز الـ30 فردًا.

وينتقد مراقبون الاستهداف المستمر للقاعدة من قبل الحوثيين، في ظل إمكانيات التحالف العربي، وقدرته على منع هذه الهجمات، خاصة وأنه يشرف على القاعدة عبر قواتٍ مدعومة.

مقالات مشابهة