المشاهد نت

تعرف على صانعة الكونكريت

تمكنت داليا من صناعة مشروعها الخاص باستخدام الكونكريت

تعز – حافظ الهياجم

في خضم المشاريع الصغيرة التي تحاول نساء اليمن من خلالها فتح آفاق جديدة لأنفسهن في ظل الحرب والمشكلات الاجتماعية التي ترتبت عليها، برزت داليا العديني بمشروعها الكونكريت (قوالب خرسانية تُصنع يدوياً من الإسمنت، وقوالب سيليكونية عوازل للحرارة، وعوازل ضد الماء وجبس آلوان، وحوامل الفم) لكونه من الفنون الغير متوفرة في السوق.

داليا العديني التي تخرجت من قسم إدارة الأعمال في جامعة تعز عام ٢٠٢١، لم تعمل بشهادتها الجامعية، لعدم وجود فرص عمل، ما جعلها تتجه لتأسيس مشروع تجاري تكسب منه دخلاً مالياً، ويحقق لها بالوقت ذاته المتعة والشغف لتقدم القدر الكافي من طاقتها وإبداعها.

تقول العديني لـ”المشاهد” إن بداياتها كانت متعبة إلى حدٍ ما من حيث صعوبة توفر المواد والقوالب وارتفاع أسعارها، بالإضافة إلى انها واجهت الكثير من الأخطاء في البداية وكانت تفشل مرة تلو أخرى إلى أن وصلت للنتيجة التي تحتاجها، فأطلقت صافرة البداية في الأول من مارس الماضي، مضيفة أنها تشعر بفخر كبير كونها أول امرأة تبدأ في صناعة هذا الفن في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.

البداية

تعرف على صانعة الكونكريت

تعرفت داليا على بعض مهارات هذه الصناعة من خلال بحث حديث على شبكة الإنترنت وتمكنت من الخروج بنتيجة جيدة حول الأشياء التي تحتاج إلى معرفتها، حسب قولها، مضيفة:” لم أتلق أي تدريب في هذا الجانب”.

وتستغرق صناعة الخرسانة الواحدة من ثلاثة إلى أربعة من العمل الجاد والعناية وإضافة التفاصيل الصغيرة لتصل إلى صاحبها بالشكل المطلوب، حد قولها، مضيفة أن بداخل قطعة الكونكريت تشققات وتكسرات معينة تجعله مميزا، بخلاف وجود هذه التكسرات بصناعات أخرى والتي تعتبر عيوباً. وتنتج داليا من خلال الكونكريت، المباخر والكوسترات والمزهريات وحوامل الفُرش أو الأقلام.

وتحصل داليا على مواد القوالب من مواقع تسوق خارج اليمن، والمواد العازلة من محلات بيع العوازل والطلائات، وتختلف مادة عن الأخرى بالسعر حسب ما ذكرت صانعة الكونكريت، كما أنها قامت في البداية بشراء هذه المواد من مبلغ تمكنت من تدبره وأصبحت الآن توفر تكلفة هذه المواد من أرباح المبيعات، حد قولها، مشيرة إلى أنه سيكون لديها متجرها الواقعي بخلاف المتجر الإلكتروني التي تعمل من خلاله حالياً.

إقرأ أيضاً  غياب الطب النفسي يدفع مرضى الأرياف نحو «الشعوذة»

حظي مشروع داليا بقبول جيد في أوساط المحبين لهذه الصناعة وأصبحت تملك جمهوراً يهمه أن يعرف تفاصيل هذا العمل الإبداعي، إذ أن كل قطعة تقوم بصناعتها لابد أن يكون لديها طابع فريد وخاص كونها صُنعت باليد، الأمر الذي يخلق اختلافا وتمايزاً باللون والشكل الملموس، ويميز كل قطعة عن الأخرى.

الترويج للمنتج

في عالمنا الحاضر بات نجاح أي مشروع مرهون بشكل كبير بمدى قدرة القائمين عليه على عملية الترويج والدعاية والتي تحمل أشكالاً ومجالات متعددة من الترويج عن طريق الإنترنت “التسويق الإلكتروني”، أو عبر الفعاليات الخاصة ومواقع التواصل وعروض التخفيضات والخصومات والهدايا المجانية، بالإضافة إلى المسابقات المحفزة للعميل من أجل إشهار المنتج ودفع العميل المستهدف للشراء. 

وتقول داليا أنها قامت بالفعل ببعض هذه الأنشطة الترويجية المتاحة أمامها والتي لعبت دوراً في نجاح مشروعها. وبلغ عدد المتابعات في صفحة داليا على “فيسبوك” حوالي 10 آلاف متابع، وتصل عدد الإعجابات على منشوراتها الترويجية دون اللجوء إلى الإعلانات الممولة 250 اعجاب.

رابط صفحة صانعة الكونكريت على الفيسبوك

وترى نورا القدسي، إحدى المتابعات لصفحة داليا، أن المسابقات الترويجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر أشكالها المختلفة تؤتي ثمارها الأساسية المتمثلة في جمع أكبر قدر من المتابعين والمهتمين لاستهدافهم بالمنتجات التي يرغب أصحاب المشاريع في تسويقها، بالإضافة إلى إعطاء فرصة لتجربة المنتج الذي يقدمونه كنموذج وعينة مجانية ليقوم الشخص المتلقي لهذا المنتج بنقل تجربة واقعية للآخرين وخصوصاً لمن لا يثقون بعملية الشراء عبر الإنترنت.

تغلب على الصعوبات

ومن الصعوبات التي تواجه داليا في مشروعها، هي المواد اللازمة في صناعة الكونكريت والمتمثلة في الإسمنت، وجبس ألوان، والقوالب السيليكونية وعوازل حرارية وعوازل ضد الماء وحوامل الفحم، إذ يصعب توفير بعضها، مثل حامل الفحم الذي قامت بالتعويض عنه بمادة قصدير على شكل حامل فحم، وبعضها باهض الثمن مثل القوالب والعوازل، بالإضافة إلى أن بعضها غير متوفر. ورغم تلك الصعوبات إلا أنها تمكنت من إنجاز هذه والفكرة وأصبح لديها مشروعها الخاص “ويوماً عن يوم سوف يكبر هذا المشروع وتشعر أنها حققت شغفها وحلمها”، كما تقول، مضيفة أن “الأحلام الكبيرة تبدأ بخطوة”.

مقالات مشابهة