المشاهد نت

مستشفى الطفولة الوحيد بمأرب “مهدد بالتوقف”

مأرب – بشرى الجرادي

حذّر مستشفى الشهيد محمد هائل للأمومة والطفولة بمحافظة مأرب (وسط اليمن)، من توقف خدماته كليًا نهاية الشهر الجاري؛ عقب إعلان منظمات دولية تعليق دعمها لموازنته التشغيلية.

وقال مدير مستشفى الشهيد محمد هائل الدكتور علي السعيدي، إن منظمه الهجرة الدولية أشعرتهم عبر لقاء طارئ لجميع المانحين بعدم موافقه “الأوتشا” علي دعم المرفق الصحي الذي يقدّم خدمات نوعيه وشبه مجانية لآلاف الأسر.

وسيترتب على ذلك القرار، وفقاً للسعيدي، إيقاف المستحقّات التي كانت تقدمها لـ 30 موظف ما بين أخصائي وفنيين وغيرهم، إضافة إلى انسحاب منظمات أخرى كانت تقدم رواتب 46 اختصاصيا وفنيًا وممرضًا، إضافة إلى انتهاء عقد جمعية الأسرة لعدد 16 موظف نهاية هذا الشهر.

وأوضح السعيدي لـ”المشاهد” أن هؤلاء الموظفين سبق وأن تعاقد معهم المستشفى معتمداً على دعم تلك المنظمات، ويعملون هذا الشهر (سبتمبر) تطوعاً، وسيتوقّفون عن العمل بعدها.

وأشار إلى أن انسحاب المنظمات سيؤدي إلى توقف عدّة أقسام في المستشفى بما فيها: الحضانة، والعناية المركزة، ورقود النساء في الطوارئ التوليدية، وعيادة الأطفال.

كما سيؤدي إلى شلل في أقسام المختبر، والأشعة، والتخدير، والعمليات، وعيادة النساء بسبب قلة الكادر العامل فيها، كون بعضها تضم أخصائي أو فني واحد فقط.

ولفت السعيدي، أن جميع الكادر الذي يعمل في قسم الحضانات أشعروه بأنهم سيتوقفون عن العمل نهاية الشهر في حال عدم صرف مستحقاتهم.

ومن ضمن التداعيات التي وصفها بأنها “كارثية” انتهاء عقود اثنين من أخصائيي الاطفال، والذين يستقبلون في الفترة الصباحية بمعدل 60 طفل يومياً، وفي الفترة المسائية نحو 50 طفلًا، وهو ما يشير إلى حرمان حوالي 100 طفل يومياً من الخدمات الطبية.

وأضاف السعيدي، أن المستشفى كان يعتمد بشكل شبه كلي على دعم المنظمات والجهات الداعمة، رغم أنه لم يكن كافيًا لتشغيل المستشفى كما يجب أن يكون.

وعن الخطوات التي اتخذتها إدارة المستشفى، قال الدكتور السعيدي، في حديثه لـ”المشاهد”: أشعرنا كل الجهات بهذا التطوّر، إلا أننا لم نتلقى أي رد يبعث الأمل ويحفز الكادر للاستمرار في العمل.

إقرأ أيضاً  إصابات بحريقين في مخيمات النازحين بمأرب

وأضاف أن المستشفى يعتمد حالياً على ميزانية قدرها 400 ألف ريال يمني خاضعه للضريبة، وهي لا تفي بأدنى الالتزامات.

وقال: إذا لم نحصل على استجابة تحل مشاكلنا سوف نستدعي جميع وسائل الإعلام ونطرح قضيتنا وسنعلق الشارات الحمراء وإغلاق فجوات الخروج التي سببتها لنا المنظمات.

وأكّد حاجة المستشفى لموازنة مستقلّة حتى لو تراجعت المنظمات عن قرارها لضمان بقاء الكوادر، ومنع حدوث أي موقف مفاجئ مثل ما حصل الآن.

موضحاً أن دخل المستشفى لا يكفي لتغطية النفقات كونه يأخذ رسوماً رمزية من المستفيدين من خدماته، وهناك حالات معدمه يتم إعفائها كلياً من الدفع.

وعبّر عن أمله في استجابة المحافظ لدعم المستشفى في ظل تخلي المنظمات عن دعم المستشفى وتمكينه من تقديم خدماته الكبيرة للسكّان.

ويعد مستشفى الشهيد محمد هائل، الوحيد المتخصص بالأمومة والطفولة بالمحافظة، وتستفيد من خدماته آلاف الأسر بمارب، خصوصًا الأسر النازحة، ويعتمد على الدعم الذي تقدمه بعض المنظمات الدولية بما فيها رواتب عشرات الأخصائيين والفنيين والممرضين.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة قد حذّرت في تقرير أصدرته الخميس الماضي من توقف الخدمات الصحية لأكثر من 258 ألف شخص بمأرب خلال الشهر الجاري؛ بسبب النقص في التمويل الذي تعانيه ويهدد بإغلاق عدد من برامجها الصحية.

وقالت إنه في حال استمرار فجوة التمويل ستضطر خلال سبتمبر الجاري إلى إغلاق حوالي ثلاثة من الفرق الطبية المتنقلة (MMTs) التي تسيرها بواقع مرتين شهريًا إلى المناطق التي لا تتمتع بوصول منتظم إلى مرافق الرعاية الصحية الثابتة، كما ستوقف نصف دعمها لمستشفيي الشهيد محمد هائل، والجفينة الميداني.

ووجهت نداء عاجلًا للدول المانحة للحصول على تمويل إنساني حتى تتمكن من مواصلة تشغيل مرافقها الصحية وفرقها المتنقلة في مأرب.

مقالات مشابهة