المشاهد نت

تحركات من أجل السلام في اليمن وأصوات غائبة

تعز – منال شرف :

تتواصل الجهود الدولية والأممية لتثبيت الهدنة الوطنية في اليمن وتوسعتها، كمقدمة لضمان وقف دائم لإطلاق النار، والدخول في عملية سلام شاملة.
وشهد شهر سبتمبر الحالي تزايد الحراك الدولي، من خلال جولات عدة قام بها المبعوثان الأممي والأمريكي، وعدد من السفراء وممثلي الدول الأوروبية.
وتأتي التحركات الدولية في إطار السعي المستمر لضمان تمديد الهدنة وتوسعتها، لما بعد الثاني من أكتوبر القادم.
مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن كان قد ذكر في وقت سابق لـ”المشاهد” أنه مستمر في تواصلاته مع الأطراف اليمنية “للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح الطرق في تعز”، في تأكيد غير مباشر على استمرار المباحثات للتوصل لاتفاق بشأن تثبيت الهدنة.

دعوات دولية

أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، التزام الاتحاد بدعم تسوية سياسية شاملة تؤدي إلى تحقيق سلام دائم في اليمن.
ودعت البعثة، في تغريدة على حسابها في “تويتر”، “الأطراف اليمنية إلى مواصلة الانخراط بشكل بناء مع المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، ومقترحاته لتمديد الهدنة الجارية، وتحويلها إلى سلام مستدام”.
السفارة الصينية لدى اليمن دعت، هي الأخرى، لبذل الجهود المشتركة والدؤوبة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن.
وأوضحت السفارة، في تغريدة على حسابها في “تويتر”: “‏عانى الشعب اليمني من الحرب سنوات. لنبذل الجهود المشتركة والدؤوبة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن. نتطلع إلى هذا اليوم”.

دعوات محلية

وعلى الصعيد المحلي، دعت مجموعة “جنوبيات من أجل السلام في اليمن”، أطراف النزاع إلى الجلوس على طاولة الحوار بإشراف الأمم المتحدة.
وأكدت المجموعة النسوية، في بيان لها، بمناسبة اليوم العالمي للسلام، موقفها الثابت والمبدئي في ضرورة إحلال السلام، كحل وحيد لمواجهة ما أنتجته الحرب في اليمن، التي دخلت عامها الثامن، وما سببته نتائجها من دمار في البنية التحتية، وحرمان المواطن من أبسط مقومات الحياة، بعد تضاعف الأزمة الاقتصادية التي أثقلت كاهله، مع تدهور قيمة العملة، إلى جانب تضرر كل المرافق والمؤسسات الخدماتية والصحية والتعليمية.
وشددت المجموعة في بيانها على أن “تلعب الهيئات الإقليمية والدولية دورها المنشود والمواقف الثابتة باتجاه وقف الحرب التي استنزفت الطاقات البشرية والموارد والثروات الوطنية، التي يجب أن تبذل في سبيل حياة كريمة وآمنة للإنسان المغلوب على أمره”.

إقرأ أيضاً  حرمان المرأة من الميراث بسبب هشاشة القضاء في اليمن 

الجانب الحكومي

قدم رئيس الوزراء اليمني، معين عبدالملك، اليوم، إلى أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، إحاطة شاملة حول أهم المستجدات السياسية والاقتصادية والخدمية والأمنية والعسكرية، بما في ذلك الجوانب المتصلة بالتحركات الأممية والدولية لتمديد الهدنة الإنسانية، وموقف مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من ذلك.
وقال عبدالملك، بحسب وكالة الأنباء “سبأ” الحكومية، إن جماعة الحوثي تواصل تحديها للمجتمع الدولي والإرادة الشعبية اليمنية، من خلال عدم التزامها بتنفيذ بنود الهدنة الأممية، واستمرارها في التحشيد العسكري، وتعزيز الجبهات، والتسليح، والخروقات المستمرة في مختلف الجبهات.
وأضاف: “إصرار جماعة الحوثي على استغلال الهدنة لتنفيذ أجندتها ومشروعها التوسعي الإيراني، غير مقبول، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف وتغذية أسباب الحرب”.
وأكد مجلس الوزراء على موقف الحكومة الثابت من القضايا الرئيسة في ملف السلام والهدنة القائمة، وما يتطلبه ذلك بالضرورة من إلزام الحوثيين بفتح طرق تعز والمحافظات الأخرى، ودفع مرتبات الموظفين من عائدات موانئ الحديدة، والإفراج عن كافة المختطفين والأسرى، ووقف انتهاكاتها المتصاعدة ضد المواطنين، بحسب “سبأ”.

الجانب الآخر

من جانبه، دعا رئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى دعم خيارات السلام الجاد والحقيقي، مضيفًا: “على المجتمع الدولي البدء الفوري في تعديل السلوك الذي دأبوا عليه، باعتباره سلوكًا معيقًا ومحبطًا ومنحازًا”.
وطالب المشاط الحكومة المعترف بها دوليًا، بالانتقال المشترك من استراتيجيات الحرب والسياسات العدائية إلى استراتيجيات السلام.

أصوات غائبة عن عملية السلام

وقال مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إنه شارك، أمس، في ورشة عمل عقدها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ومبادرة الإصلاح العربي، بعنوان “أصوات غائبة عن عملية السلام”.
وبحسب تغريدة للمكتب على “تويتر”، ألقى غروندبرغ كلمة عبر فيها عن الجهود الدؤوبة لنساء اليمن في دفع عجلة السلام، مسلطًا الضوء على “مسؤوليتنا المشتركة لتعزيز مشاركتهن الهادفة”.
تأتي هذه المستجدات تزامنًا مع اليوم العالمي للسلام، فيما يبحث ملايين اليمنيين عن موعد انتهاء الحرب المستمرة في البلاد من 8 سنوات، فهل يجدونه قريبًا؟

مقالات مشابهة