المشاهد نت

رنا الأصبحي.. تواجه النزوح بصناعة الحلي والاكسسوارات

تعز – محمد الأصبحي

تمارس رنا الأصبحي حرفة صناعة اكسسوارات الزينة، منذ نزوح أسرتها من جبل حبشي، هربًا من ويلات الحرب وعويل البنادق، في منتصف مارس 2015.

تقول رنا لـ”المشاهد”: “نزحنا إلى قرية نائية يقل فيها عدد المنازل، وتكثر أوقات الفراغ التي كنت أقضيها في تذكر حياتي السابقة، مما جعلني أعيش في حالة اكتئاب”.

وتضيف: “هروبًا من واقعي المؤلم، اتجهت إلى تعلم حرفة صنع الحلي والاكسسوارات”.

وسكنت رنا مع عائلتها في قرية تبيشعة شرقي جبل حبشي، وعملت هناك على تحويل أحد أركانه إلى مشغل خاص لممارسة حرفتها التي تحولت لاحقًا إلى مشروع صغير.

كما تقول رنا: “كبر شغفي للحرفة، فبدأت تسويق منتجاتي في القرية التي أسكنها وما جاورها من قرى أخرى”، مضيفة: “رد فعل المستهدفين هو ما شجعني على الاستمرار في مشروعي”.

وعرفت حرفة الحلي والاكسسوارات الخاصة بالمرأة في اليمن منذ عهد الملكة بلقيس، إذ كانت من أكثر ملكات العالم اهتمامًا بالحلي والمجوهرات، كما لا تخلو وصية الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، من الوصف الدقيق لكل قطعة من قطع الحلي التي كانت تملكها.

ونظرًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية في المجتمع اليمني والغلاء الحاد، بالإضافة إلى انقطاع الرواتب في بعض المحافظات، زاد عدد النساء العاملات في مجالات الحرف اليدوية بشكل كبير.

وبعد انتهاء الحرب في جبل صبر، عادت رنا إلى منطقتها، وهناك استمرت في مشروعها، وخطت خطوة جديدة به، كما تقول، مضيفة: “كنت أعرض جزءًا من مشغولاتي اليدوية في مكتبة القرية إلى جانب ما أبيعه”.

وتضيف: “لم أوقف مشروعي بعد عودتي إلى المنزل، كوني أحببت الحرفة، ولن أستغني عن عائداتها المالية في تغطية بعض مصروفاتي الشخصية”.

يقول طه الشجاع، وهو مالك المكتبة التي تسوّق رنا فيها بعض منتجاتها: “أواجه صعوبة في تسويق المنتجات نتيجة ارتفاع ثمنها نسبيًا بعد إضافة عمولتي الخاصة التي لا تتجاوز غالبًا 100ريال”.

ويضيف الشجاع: “أبيع نسبة ضئيلة جدًا من مشغولات رنا اليدوية في مواسم الأعياد فقط؛ نظرًا لموقع المكتبة النائي، والذي يشكل عائقًا كبيرًا في تسويق المنتجات مقارنة بأسواق المدينة”

مقالات مشابهة