المشاهد نت

فاجن: على الحوثيين تقديم تنازلات لتمديد الهدنة

السفير الامريكي لدي اليمن

تعز – منال شرف :

دعا السفير الأمريكي إلى اليمن، الأربعاء، الحوثيين لتقديم تنازلات إيجابية من أجل تمديد الهدنة الوطنية.

وقال السفير الأمريكي إلى اليمن، ستيفن فاجن، في جلسة مغلقة عبر تطبيق زووم مع عدد من الصحفيين في تعز، إنه من الأهمية أخذ فتح طرقات مدينة تعز بعين الاعتبار، كعنصر هام لتمديد الهدنة القائمة.

وأكد فاجن أن تعز تحتل مكانة خاصة للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، لافتًا إلى أن بلاده تهتم بالإشارة إلى ضرورة فتح طرق تعز عند إصدار بيانات متعلقة بالهدنة.

لم تنسى
وأوضح السفير الأمريكي أن تعز لم تنسى من قبل المجتمع الدولي والحكومة اليمنية، وأن الأمر يتعلق بعدم تمكن الأطراف اليمنية من الوصول لاتفاق بشأنها، لافتًا إلى أن “الحوثيين يشكلون شريكًا صعبًا”.

وذكّر فاجن بإصدار الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بيانات تدين هجوم الحوثيين على منطقة خارج تعز قبل عدة أسابيع “الضباب”، والتي راح ضحيتها عدد من الجنود، باعتبار الهجوم يمثل خرقًا للهدنة.

ونوه فاجن إلى استخدام الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي مختلف الوسائل المتاحة لإقناع الحوثيين بتقديم التنازلات الضرورية، والتعاطي بإيجابية مع العملية السلمية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وخصوصًا فيما يتعلق بفتح طرقات تعز.

وفيما يتعلق بعرقلة الحوثيين ضخ المياه إلى مدينة تعز من حقول الآبار الواقعة تحت سيطرتهم، قال فاجن إنه لا يملك أدنى فكرة عنها، وأنها قضية ينبغي حلها ضمن العملية الأممية، مضيفًا: “تشكل المياه مشكلة متنامية في اليمن، نتيجة لشحة المياه في كثير من أجزائه، ولأن استهلاك المياه أكثر من تدفقها. نحن بحاجة لإنهاء الصراع للتعامل مع هذه القضية”.

وعن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الوضع الإنساني المتردي في مدينة تعز، قال فاجن: “ندرك تمامًا مدى فضاعة الوضع الإنساني لسكان تعز، وقلت باكرًا إنه يجب رفع الحصار المفروض على المدينة، وبالتالي عندما أصدرت الحكومة الأمريكية بيانات في هذا الإطار، قلنا بأن هذا خطوة في غاية الأهمية، وعنصر هام لحالة الهدنة”.

وأضاف: “الحوثيون يتطلعون لتحقيق المزيد في حالة الهدنة هذه، وقلنا لهم بأنه ليحققوا ما يريدونه عليهم أن يقدموا بعض التنازلات، ومن ضمنها فتح الطرقات في مدينة تعز”.

ولفت فاجن إلى أن الدفع بعملية السلام في اليمن أسرع مما هي عليه يأتي بتلبية المساعدة التي تحتاجها تعز، مضيفًا أنه “مثالي أن يتم تمديد الهدنة بعناصر إضافية، بما فيها فتح طرقات تعز”.

وأشار فاجن إلى رغبته بزيارة مدينة تعز، والإطلاع عن قرب على الوضع الإنساني فيها، مؤكدًا: “أنا أرحب بالفرصة التي تمكنني من زيارة تعز، لا أدري إن كان ذلك ممكنًا في المستقبل القريب، ولكني أدرك الحاجة الماسة لهذه الزيارة الشخصية من أحد الشخصيات من الدول العظمى، ليتمكن من الإطلاع عن قرب على الوضع، وشرحه على مستوى العالم”.

دعم الجهود الأممية
ولفت سفير الولايات المتحدة إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قام، منذ تعيينه، بمشاورات موسعة مع المجتمع المدني والنساء والشباب، ليتمكن من تطوير عملية سلمية تأخذ بعين الاعتبار المشاركة الموسعة للمجتمع اليمني بأسره، مؤكدًا دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي الذي قال أنه يعمل وفريقه بشكل جاد وبطرق إبداعية للتوصل إلى حلول بشأن فتح طرق تعز.

وعبر فاجن عن سروره بنشاط النساء اليمنيات وجهودهن لدعم عمليات السلام، مشددًا على أن بلاده تولي أهتمامًا شديدًا بالتواصل مع النساء والشباب والمجتمع المدني، مضيفًا: “إننا في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي منخرطون في تواصلنا، ليس فقط مع أصدقائنا في الحكومة اليمنية، بل أيضًا مع عناصر في المجتمع المدني والنساء والشباب، لنتمكن من العمل معًا على دعم العملية السلمية التي تشرف عليها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في اليمن”.

إقرأ أيضاً  غروندبرغ: استقرار الشرق الأوسط يسمح بتسوية النزاع في اليمن

وأكد فاجن أنه ليس هناك حل عسكري للصراع في اليمن، مضيفًا: “نحن لا نرى أنه بإمكان أي طرف أن يتخلص عسكريًا من الآخر نهائيًا في اليمن. المزيد من الصراع يعني مزيد من الضحايا، وبقاء الوضع العسكري كما هو”.

وسائل ضغط
وفيما يتعلق بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، أوضح السفير الأمريكي أنه تم إقرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية في آخر يوم للإدارة الأمريكية السابقة، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قيّم هذا القرار عبر تواصله مع المنظمات الإنسانية، وقرر أن الإبقاء على هذا التصنيف سيعيق إيصال المساعدات الإنسانية للمستحقين، مضيفًا: “لم نشأ أن نتسبب بمعاناة المدنيين الأبرياء بسبب ذنوب اقترفها الحوثيون، وهذا هو السبب الوحيد لاتخاذ هذا القرار لرفع هذه المجموعة من قائمة الإرهاب”.

وأشار السفير فاجن إلى أن بلاده لديها وسائل عديدة للضغط على الأطراف، مع ضمان محاولة أيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، منوهًا إلى أن الولايات المتحدة رفعت جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، إلا أن “هناك العديد من العناصر الحوثية تم إدراجها في القائمة على أساس أنهم ممولين للإرهاب”.

وأكد السفير الأمريكي أن الهدنة أسهمت في تحسين الوضع في اليمن، وتحقيق الكثير من الفوائد الإيجابية للمدنيين، إلا أنها ليست مثالية، موضحًا: “هناك خروقات يومية، و95% منها يرتكبها الحوثيون، ولكن على الرغم من هذه الخروقات، إلا أن عدد الضحايا المدنيين قد انخفض بمعدل 60%”.

دعم أمريكي
وعبر فاجن عن سروره أن بلاده أكبر المانحين الإنسانين لليمن هذا العام، مضيفًا: “قدمت الحكومة ما مقداره أكثر من مليار دولار كمساعدات إنسانية لليمن، وأغلبه للمساعدة في استيراد الغذاء”، منوهًا بالقول: “على الرغم من كبر المبلغ والدعم الإنساني الذي تقدمه الدول الصديقة الأخرى، إلا أننا ندرك أنها لا تفي باحتياجات اليمنين، والأسلوب الوحيد لضمان تلبية احتياجات اليمنيين هو إنهاء الصراع، وبالتالي فأننا في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حريصون على توسيع الهدنة القائمة، والوصول إلى وقف إطلاق النار، وبالتالي إنهاء الصراع”.

وقال فاجن إن أغلب المبالغ التي قدمتها الولايات المتحدة لليمن، والمتمثلة بمليار دولار، هي عبارة عن مساعدات إنسانية، “المساعدات الإنسانية تكون أغلب الأحيان غير ملموسة”، موضحًا: “حتى ينتقل اليمن من بلد يتلقى مساعدات إنسانية إلى بلد يتلقى مساعدات تنموية، نحن بحاجة لوقف الصراع القائم”.

ونوه سفير الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه “نتيجة لدخول الحوثيين إلى صنعاء، فنحن قد علقنا أعمالنا في السفارة في عام 2015م، ونقلنا سفيرنا وفريقًا بسيطًا جدًا من الموظفين إلى السعودية للتمكن من التواصل مع الحكومة اليمنية، وأوقفنا حينها كل البرامج التي كنا نقدمها في اليمن آنذاك”.

وأكد فاجن أن العمل لإعادة برامج السفارة الأمريكية في قطاعات مختلفة بطيء جدًا، مستدركًا أنه تم تحقيق تقدم واسع، كاستئناف برنامج الزائر الدولي بعد توقفه لسبعة أعوام، وأن هناك فرص ستنفذها الدبلوماسية الخارجية في مدينة تعز، “وهي عملية تمضي قدمًا”.

مقالات مشابهة