المشاهد نت

عن “فاطمة مثنى” وطموحها الفني

تقرير – فاطمة العنسي

راهنت منذ البداية على النجاح، معتمدة على صوتها المميز الدافئ، واستطاعت برغبة شديدة الوصول إلى حلمها وتحقيق شهرة واسعة خلال فترة قصيرة من انضمامها إلى عالم الفن.

إنها فاطمة مثنى، فنانة شابة، صاحبة أغنية الطفولة للمسلسل الرمضاني “كشكوش”، أنتجت أول ألبوم غنائي يجمع بين الزفات والأناشيد، في عمر العشرة أعوام.

وتوالت الأعمال الفنية والإنجازات، آخرها حصولها على المركز الأول في دراستها للسنة التحضيرية لدراسة الموسيقى والفن الشرقي في الأكاديمية العربية للموسيقى في جمهورية مصر العربية، 2021، متغلبة بذلك على طلاب البلد الأصل، متذوقي الفن منذ طفولتهم المبكرة.

بحكم وجود صعوبات وعراقيل مختلفة تواجه المرأة إذا ما أرادت المضي نحو تحقيق هدفها في مجال ما، صنعت من كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها سلمًا للصعود، وتخطتها بفضل أسرتها المحيطة بها والتي تتكون في الأصل من فنانين وممثلين.

تقول الفنانة فاطمة مثنى لـ”المشاهد”: “عندما كبرت أدركت ما تعانيه المرأة اليمنية بشكل خاص، من ضغط مجتمعي وعادات وتقاليد مجتمع بالية لا تمت للدين بصلة، أدركت ما معنى أن تنجح المرأة في أي مجال، بغض النظر عن كونها فنانة أو إعلامية أو رسامة أو غير ذلك، فالمعنى الحقيقي هو أن تكون في نظر المجتمع خارجة عن العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.

ناهيك عن كونها فنانة تغني وتحيي حفلات وأعراسًا ينظر إليها المجتمع بنظرة قاصرة مليئة بالانتقاص”، متسائلة عن السبب برغم أن الفنان يدخل البهجة والسرور على قلوبهم، حد قولها.

وتضيف أن وجود عائلتها الفنية بمعية أشقائها: التوأم الحسن والحسين، وأحمد مثنى، بالإضافة إلى وجود طفلها وزوجها، كونوا لديها حصنًا منيعًا استطاعت به حماية نفسها من نظرة المجتمع القاصرة، والمضي نحو تحقيق هدفها في إبراز اسمها وحفره في عالم الفن داخل اليمن وخارجه.

ولدت مثنى في محافظة عمران سنة 1991، ثم انتقلت برفقة أسرتها للعيش في صنعاء، تخرجت من كلية الإعلام جامعة صنعاء قسم إذاعة وتلفزيون.

قدمت الشابة اليمنية العديد من الأعمال الفنية، عبر قناتها على “يوتيوب”، كان أشهرها أغنية “أغار عليك” برفقة الفنان اليمني هاشم الحسني، والتي نالت شهرة واسعة وحققت نسبة مشاهدات عالية تجاوزت ستة ملايين مشاهدة حتى لحظة كتابة المادة، توالت بعدها العديد من الأعمال والألبومات، مثل “يا هزاري، عودتني، زمان الصمت، غابت أخباره”.

إقرأ أيضاً  ما يقارب 10 آلاف عدد الواصلين يوميًا إلى منفذ الوديعة

رابط قناة فاطمة مثنى على اليوتيوب

محطات رئيسية

تقول فاطمة إن أهم حدث فني بالنسبة لها، كان وقوفها مؤخرًا على عتبة مسرح مكتبة الإسكندرية، بمعية المايسترو محمد عبدالستار، رئيس قسم الغناء في أكاديمية الفنون بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وأهم دكاترة دار الأوبرا المصرية.

وتضيف: “فخورة بنفسي كوني أول فنانة يمنية تصعد على أهم مسرح في جمهورية مصر العربية، وتشارك مع أهم الفرق الفنية، وبحصولي على بطاقة عضوية مع فرقة أم كلثوم، صعودي وغنائي ليس باسم فاطمة مثنى فحسب، صعودي ونجاحي هو باسم اليمن، البلد المنسي المفقود خلف غبار الصراع والحرب والدمار، أنا وأي يمني خارج البلاد نحاول السعي إلى النجاح إكرامًا ورفعًا لراية اليمن السعيد”.

عملت برفقة أخويَّ الحسن والحسين، على إحياء حفلات ذكرى ثورة الشباب 11 فبراير على مدى ثلاث سنوات، وشاركت في العديد من الأعياد والمناسبات الوطنية والإنسانية في صنعاء والمحافظات الأخرى.

غربة ومسؤولية

تواصل فاطمة حديثها لـ”المشاهد”، بالقول: سافرت برفقة زوجي وطفلي إلى مصر، لدراسة الفن الشرقي، درست سنة تحضيرية أولى وثانية وثالثة ثانوي في عام واحد، أساسيات الموسيقى التي نحن في بلدنا لا نعرف عنها شيئًا، ناهيك عن مسؤولية كوني أمًا لطفل أيضًا يدرس، وزوجة وربة بيت، وفوق كل هذه المسؤوليات والمهام لديَّ قناة على “يوتيوب”، ويجب أن أقوم بتنشيطها باستمرار وعدم الغياب عن الجمهور، وأتلقى العديد من الدعوات لأعمال فنية ومناسبات، لكني وبحب كبير لما أقوم به، نجحت وحصلت على المركز الأول على الدفعة للعام والموازي، وأصبحت زوجة وأمًا وفنانة وطالبة بالمستوى المطلوب والذي أرغب به”.

وتشعر مثنى أن بلدها اليمن يفتقد السلام بشدة، كما يفتقد الفن والحب والحياة.

مضيفة: “نفتقد تقبل الطرف الآخر، غزت علينا عادات وتقاليد بالية، وتنمر وعنصرية تجاه أي نجاح نشاهده، لاسيما إن كان نابعًا من امرأة. ما أتمناه هو أن يرجع الوطن كما كان وأفضل، وأن نعيش بين أهلنا وفي بلادنا بسلام وأمان”.

طموح لا يتوقف

عن طموحها الكبير، تسعى مثنى باستمرار إلى تحقيق النجاح في المجال الفني الذي تحبه وتجد نفسها فيه، طموحها أن تغني في أكبر المسارح العربية والدولية برفقة الأوركسترا مكتملة في حفلات خاصة بها، طموحها أن تخلق مساحة واسعة من الجمهور اليمني والعربي الذي يحب الفن ويقدره، كما تقول لـ”المشاهد”.

مقالات مشابهة