المشاهد نت

ملك الجواري والحريم الذي أدمن المورفين

تعرض مذكرات القاضي عبدالرحمن الإرياني تفاصيل مهمة عن حياة آخر ملوك المملكة المتوكلية

تعز – سامي عبدالعالم

يقدم القاضي عبدالرحمن الإرياني، في مذكراته، لمحات عن حياة الإمام أحمد حميد الدين، الذي عُرف باعتباره ملك الجواري والحريم، وبإدمانه للمخدرات والمورفين. إنه يقدم الكثير من التفاصيل حول المجريات في دهاليز حكم الإمامة خلال حكم أحمد حميد الدين، وفي السنوات الأخيرة لذلك العهد.

خاض الإرياني مرحلة كفاح تعرض فيها للسجن في عهد الإمامة (المملكة المتوكلية)، قبل أن يصبح أحد رجالات حكومة الإمام أحمد، والمقربين من النظام، وعقب ثورة ٢٦ سبتمبر أصبح الإرياني رئيسًا للمجلس الجمهوري، عام ١٩67 حتى 1974. وكان أحمد بن يحي، المعروف بأحمد حميد الدين قد تولى الحكم بعد أبيه من 1948 حتى الإطاحة بنظام الإمامة في 1962.

تأخذنا المذكرات إلى نهاية عام ١٩٥٨ وبدايات ١٩٥٩، وكيف كان الوضع.

يقول الإرياني: “توسع العمل الوطني، وأصبحت المعارضة لحكم الإمام أكثر اتساعًا، ودخل فيها الكثير من المتعلمين والتجار والعسكريين، وتزايدت النقمة على الإمام وحكمه الذي أوغل في الفساد والطغيان، كما بدأت تجمعات تنشط ضد الإمام بسبل ووسائل شتى”.

الإمام أحمد وإدمان المخدرات

بحكم قربه من الإمام أحمد والدوائر الضيقة للحكم الإمامي، يروي الإرياني في مذكراته جانبً من حياة الإمام أحمد حميد الدين، يقول: “كان الإمام قد اطمأن تمامًا بعد قيام الاتحاد بينه وبين عبدالناصر، وبعد الاتفاق مع بريطانيا على المهادنة، وبذلك ظن أنه قد سد جميع نوافذ النور، وأوصد أبواب العمل ضده بإخماد صوت الأحرار الذي كان ينطلق من القاهرة، فعاد إلى الركون إلى الراحة والإسراف في استعمال المخدرات، وعلى رأسها المورفين الذي كان يلجأ إليه كلما استفاق ضميره لينبهه إلى ما قام به من إسراف في سفك دماء المواطنين اليمنيين، بمن في ذلك ثلاثة من إخوانه أبناء أبيه. وقد كان يفزع إلى المورفين لينسيه جرائمه”.

الإمام يرفض نقله إلى أوروبا

تتفق كثير من الروايات التاريخية بشأن إدمان الإمام أحمد للمخدرات، بخاصة المورفين، وتدهور صحته بشكل كامل، ما دفع الاطباء نقله إلى مصحة في أوروبا، لكنه رفض.

ويروي الإرياني أن الأطباء الذين كانوا يشرفون على معالجة الإمام أحمد نصحوه بالإقلاع عن تعاطي المورفين، ولكنه كان يأبى الإصغاء إلى تحذير الأطباء، حتى تدهورت صحته وانهارت أعصابه، وأصبح كالمشلول الذي لا يطيق حركة ولا كلامًا، وقرر الأطباء نقله إلى مصحة في أوروبا ليوضع فيها ويعطى العلاجات التي تساعده على التخلص من الإدمان على هذا المخدر الضار، فرفض ذلك.

واستدعى الأطباء الأمير البدر من القاهرة، وعرضوا عليه الأمر، وأكدوا له أنه إذا لم يصغِ الإمام إلى نصائحهم، فإنه سينتهي خلال أشهر، وقام البدر وأفراد الأسرة بجهد كبير حتى أقنعوا الإمام بالسفر إلى حيث يريد، واختار إيطاليا، وهي الدولة الأوروبية الوحيدة التي كان على علاقة طيبة معها، وأمر بالتجهيز للسفر، وأعد عدة طائرات إثيوبية ويمنية لتقله ومرافقيه الذين قرر سفرهم معه. ولم أكن أنتظر أن أكون أنا في عداد الحاشية، وقد فوجئت عندما أخبرني ولي العهد أني من ضمن من سيسافر مع الإمام من رجال الدولة.

الإنتقال مع جواريه إلى إيطاليا للعلاج

في ١٦ أبريل ١٩٥٩، تحرك الإمام المريض، والذي لم يكن يقوى على الوقوف، مع موكبه للسفر والعشرات من جواريه ونسائه، إلى إيطاليا عبر مطار تعز.. حيث كانت تربض ثلاث طائرات إثيوبية وطائرتان يمنيتان لنقل الإمام وموكبه.

“وقد حمل الإمام إلى الطائرة حملًا، واليأس مخيم على الجميع من إمكان جدوى المعالجة” يقول الإرياني، مضيفًا أن الركاب توزعوا على الطائرات، “وكان هناك جماعة كبيرة من النساء والجواري والمحظيات ناف عددهن على ستين امرأة، وكان على طائرتنا مجموعة من الجواري الغاطسات في الحلي والمجوهرات”.

كانت أسمرة المحطة الأولى التي هبط فيها موكب الإمام، يقول الإرياني: “هبطت طائرتنا قبل طائرة الإمام بعدة دقائق، وفوجئنا بذلك الرجل الذي لم يحمل إلى الطائرة إلا على أكتاف الرجال، قد نزل من الطائرة معتمدًا على نفسه، وبدون مساعدة من أحد، وكأنما نشط من عقال، وقلت للسيد أحمد زبارة: هذا هو الذي حمل إلى الطائرة وهو شبه ميت، والآن ها هو كأحسن ما يكون صحة ونشاطًا، فقال: لا بد أنه استعمل قبل نزوله حقنة مورفين”.

رجال دولة وجوارٍ

وإلى إيطاليا وصل الإمام وموكبه.. كان من بين الموكب عدد من رجال الدولة، سافروا من أسمرة على متن طائرات من نوع كوفير، ومعهم ٢٢ من الجواري، وكان في استقبالهم في مطار روما القاضي محمد العمري والجبلي وأحمد حسين غالب، بينما سافر الإمام مباشرة إلى إيطاليا من أسمرة على متن طائرة أكبر.

يقول الإرياني في مذكراته: “أقلتنا السيارات إلى فندق فيوريو، وهو فندق جيد يقع في فرسكاتي، وهي ضاحية من ضواحي روما التي أنعمت عليها الطبيعة بالكثير من جمالها. وكانوا قد حجزوا للجواري والأطباء في فندق فلورا، وهو فندق جيد يقع في نفس البلدة، وعلم الإمام أن الجواري ينزلن في فندق هو في الدرجة الثانية بالنسبة إلى الفندق الذي نزلنا فيه، فغضب وأمر أن ينزلن في الفندق الذي نزلنا فيه، ورأى الجبلي والعمري أن نقل الجواري وعددهن كبير سيكلف الدولة مبالغ كبيرة، فرأوا نقلنا إلى الفندق الذي نزلن فيه، فالغرض هو أن يتساوى رجال حكومة الإمام بجواري الإمام، وتم له ما أراد، وانتقلنا إلى فندق فلورا”.

أدخل الإمام إلى مستشفى سان مرجريت في روما، وبدأت صحته في التحسن.

معركة حرس الإمام مع الصحف الإيطالية

وإلى محطة أخرى بشأن حريم وجواري الإمام في روما، يروي الإرياني في مذكراته أن “العمري والجبلي فكرا أن يُنقل الجيش من النساء والجواري اللاتي ناف عددهن على أربع وستين امرأة، من فندق فيوريو الذي كان يكلف أحد عشر ألف ليرة على الواحدة يوميًا، أي ما يعادل سبعة جنيهات، إلى أحد الفنادق في ضواحي روما، فذهب العمري والجبلي وعبدالله عبدالكريم والدكتور عدنان ترسيسي، وكنت معهم، إلى “فرجينيا”، وهي ضاحية جميلة من ضواحي روما، وهناك وجدنا فندقًا أنيقًا في ضاحية من أجمل الضواحي، تحفه الحدائق والأشجار، والبلدة مصيف شهير لطبقة الأثرياء، ولهذا لم توافق صاحبة الفندق على تأجيره إلا لمدة شهر إلى خامس عشر يوليو، وهو ابتداء موسم الصيف.. وبعد يومين خرجت عائلة الإمام بقضها وقضيضها، وكانت بعض الصحف الإيطالية قد نشرت عن الإمام وعن “الحريم”، وهذا الاسم بمجرده يثير فضول الصحفيين، لأنه من تعابير ألف ليلة وليلة وعهد هارون الرشيد في نظر الغربيين.

وقد قالت الصحف الإيطالية إن لدى الإمام أحمد مائتي امرأة وأربع زوجات شرعيات، والباقي محظيات غير شرعيات، وتكلمت أيضًا عن الحجاب، ما بعث حرص الصحفيين على الحصول على صور للحريم المحجبات، لهذا شدد الإمام على الحرس اليمنيين في منع كل من يحاول التصوير، وهددهم بالويل والثبور إن نشرت الصحف رسومًا لحريمه.

ويواصل الإرياني رواية كيف تصادمت أسرة الإمام مع الصحافة الإيطالية: “لما انتقلت عائلة الإمام إلى ضاحية فرجينيا، زاد فضول الصحفيين الإيطاليين، ورابطوا هناك أيامًا.. وفي بعض الأيام وصلت مجموعة من عائلة الإمام من روما، وما كادت تخرج من السيارة حتى التقط لها الصحفيون عدة صور، ولحظهم الحارس علي مانع ومن معه، فتبعوهم، ففروا، فتبعهم الأمير محمد بن الحسين بالسيارة، وأدركوهم في الطريق، واشتبكوا معهم في معركة بالأيدي.. وسلّ أصحابنا الجنابي (الخناجر)، فارتاع هؤلاء، وجاء أحدهم يقول إنهم كادوا يتغلبون على الأمير، فخرج العبادي وعبدالله حجر بالبندقيات، ولما رآهم الصحفيون وافقوا على تسليم الكاميرا إلى البوليس، وسلموها فعلًا، ولكن بعد أن أخرجوا الفيلم ورموا به إلى فتاة منهم طارت به في سيارة ولم تُدرك.. وكانت المعركة غير ذات جدوى، وكنت موجودًا في فرجينيا، وقد لمت الإخوان على ما فعلوه، وقلت لهم إنكم لم تفعلوا أكثر من إثارة حقد الصحفيين وعدائهم، مع أن الصورة ليست بذات بال أو جدوى، وقد صوروهن محجبات، وما في ذلك كبير بأس، فاعتذروا أن الإمام تهدّدهم بالعقوبة إذا طلعت صورة في جريدة”.

إقرأ أيضاً  مطعم رمضاني مجاني في لحج (صور)

“حكومة المتوحشين في روما”

بعد أقل من ٢٤ ساعة، نشرت الصحف الإيطالية صور حريم الإمام أحمد، بعض الأميرات والجواري وهن سافرات مع عناوين بارزة، وذهبت الصحف للقول إن الأميرات والجواري نساء ومحظيات الإمام يجدن المغازلة أكثر من نساء باريس… إلى غير ذك مما لا صحة له” حد سردية مذكرات القاضي الإرياني.

ويقول الإرياني: “في اليوم الثاني طلعت الصحف بصور لبعض الأميرات والجواري وهن سافرات، وقد حصل على هذه الصور صحفي إيطالي تسلق إحدى الأشجار، وأخذ لهن الصور وهن في شرفة الفندق، وقد اشتدت حملة الصحافة بعد ذلك، وتكلموا عن الحريم بما يشبه الخيال، ونشرت صحيفة “أوجي” أي “اليوم” تحت عنوان بارز يقول: حكومة المتوحشين في روما، ونشروا صورة لعلي مانع (حارس) وعليه خنجره وبندقيته، وقالوا إنهم بهذه الخناجر (الجنابي) ينتزعون أرواح بني البشر، وأن الحكومة الإيطالية اضطرت أن تقنع خمسين جنديًا من البوليس لحماية أرواح أبناء روما.

وفقًا لمذكرات الإرياني، راحت الصحف الإيطالية، ومنها جريدة “أوجي”، تتحدث عن حريم الإمام والأميرات والجواري: “وقالوا عن النساء البيض والسود على حد تعبير الجريدة، إنهن من أظرف نساء الدنيا وأتقنهن لفن المغازلة، وأنهن بذلك يفقن فتيات باريس، وأنهن يغازلن الشبان الإيطاليين من النوافذ، كما يغازلن المرافقين من اليمنيين، إلى غير ذلك مما لا صحة له، ولكن حماقة الحراس والمرافقين هي السبب في نشر مثل هذه الأكاذيب”.

عقب ذلك، قام العمري بالاتصال بالحكومة الإيطالية للاحتجاج، فكان رد الحكومة أن الصحافة في إيطاليا حرة، ولا تستطيع الحكومة كبح جماحها.. لم يتم إطلاع الإمام أحمد على شيء مما نشر في الصحف الإيطالية.

الحمدي ووالده في روما

وإلى روما وصل الأمير الحسن بن علي لزيارة الإمام أحمد، قادمًا من أمريكا، وقد نزل في غرفة في نفس المستشفى الذي ينزل فيه الإمام. يقول الإرياني: “كانت الصرفيات اليومية أشبه بالفوضى، وفيها عبث كبير، والواردون من اليمن كثيرون، ومنهم القاضي محمد الحمدي وابنه إبراهيم الذي رافق أباه ليشرف على معالجته، وقد بلغ عدد الذين يأخذون الصرف اليومي أكثر من مائة وعشرين شخصًا، وأمل الإخوان أن يقوم الحسن بما عرف عنه من حرص على الأموال، بترتيب الصرفيات وإعادة من لا لزوم لوجوده إلى اليمن، ولكنه لم يفعل، وقال: إن كل الموجودين إذا استثنينا عشرة أشخاص لا لزوم لوجودهم، ولكن هل ترون الإمام يوافق على إعادة هذا الجيش من الجواري والنساء والخدم”.

كان الحسن أكثر أبناء الإمام أحمد جمودًا ورفضًا للتطور وحنينًا إلى الماضي، لكن ربما يكون قد تطور بعد أن بقي في أمريكا مدة، هكذا فكر الإرياني وهو يخوض نقاشات معه حول أوضاع البلاد، “وكنا نتحدث عن الاستعمار، فقال أحد الإخوان إن اليمن والسعودية هما الدولتان العربيتان اللتان لطف الله بهما من الاستعمار، فقال الحسن: ولو أنهما استعمرتا لكان الله بهما أرحم وعليهما أكثر عطفًا. واستغربت هذا وقلت إن هذا القول من مظاهر التأثر بالحياة الحديثة في أمريكا، فقال أبدًا إنهما لو استعمرتا فترة من الزمن لكان الاستعمار قد غادرهما كما غادر غيرهما من الدول العربية، ولكن بعد أن خلّف الكثير من معالم ووسائل الحضارة والتقدم، إنك لا تجد اليوم أكثر من هاتين الدولتين تخلفًا، هذه حقيقة يجب أن نعترف بها”.

في يوليو ١٩٥٩، قرر الإمام أحمد العودة إلى اليمن بعد اضطرابات في صنعاء وتعز، وخشية انقلاب نجله البدر عليه، وكانت الرسائل من أنصار الحسن أعداء البدر، نجلي الإمام، تصور أن الوضع انهار تمامًا، وأن البدر عازم على إقصاء أبيه، وسلب الحكم منه، وزعموا أنه متفق مع عبدالناصر على أن يقوم هو بالثورة بدل أن يقوم بها آخرون.

الإمام يهدد بتفجير الطائرة إذا لم تعده إلى روما

ومن إذاعة لندن جاء الخبر أن الإمام أحمد قد غادر روما ومعه عائلته، قاصدًا القاهرة في طريقه إلى اليمن، ولكنه عاد إلى روما بعد أن تجاوزت طائرته أثينا، ولم يذكر سببًا لذلك.. يقول الإرياني: “وقد فسرنا ذلك بأن المرض قد عاوده بشدة، بينما أبلغنا القاضي محمد العمراني عندما اتصلنا به أن عودة الإمام رغبة منه في مواصلة الاستجمام فترة أخرى”.

ويمضي الإرياني في مذكراته قائلًا إنه “جاء من روما أحد الإخوان المرافقين للإمام أحمد في طائرته التي عادت به من سماء أثينا، وسألناه عن السبب في العودة، فقال إن سببًا ظاهرًا لا يوجد. فقد فوجئوا وهم على الطائرة بالإمام يقول عودوا بنا إلى روما. وحاولوا أن يثنوه عن ذلك، وبذل الأمير الحسن جهدًا في ذلك، فاعتذروا له بأن الطيار قد رفض العودة، فأخذ بندقيته التي لم يكن يفارقها، واستدعى الطيار إليه، وقال له إذا لم تعد بنا إلى مطار روما فسوف أفجر الطائرة، ولنذهب جميعًا إلى الجحيم، فلم يجد هذا بدًا من العودة، وقد عاد إلى فيلا “أدرياتينا” التي كان ينزل فيها”.

وقد فسرت عودته إلى روما من قبل مرافقيه إما أن الإمام ندم على استصحاب أخيه الحسن الذي قبِلَه تحت إلحاح العائلة، أو أنه بدا له صدق ما جاءه من أخبار تقول إنه إذا دخل مصر فلن يخرج منها، وأن عبدالناصر متفق مع البدر على احتجازه في القاهرة على أن يعطى قصرًا يليق به، ويعامل كملك سابق.

استمر الإمام ٢٠ يومًا في روما، قرر بعدها السفر على متن سفينة سدني من نابولي إلى الحديدة، في أغسطس ١٩٥٩، وكان يريد أن يمر من قناة السويس دون توقف، لكن عبدالناصر أراد أن تتوقف السفينة في بورسعيد، وأن يستضيفه ليوم واحد، وبعد إلحاح من نائب الإمام، وافق أن تقف الباخرة ريثما يتسنى لعبدالناصر لقاءه في الباخرة. وقد أبحرت الباخرة بعد أن تخلص الإمام من أخيه الحسن، وأمره بالعودة إلى أمريكا.

عودة أشد إلى إدمان المورفين

عقب عودته من رحلة العلاج في روما، عاد الإمام إلى إدمان المورفين بصورة اكبر مما كان عليه.

يقول الإرياني في مذكراته إنه في ٢٠ أغسطس ١٩٦١، وكان في مقر الهيئة الشرعية يطالع الأحكام، تم استدعاؤه هو ورئيس الهيئة السيد أحمد زبارة، إلى الإمام، وكان الإمام في تلك الأيام لا يقابل أحدًا، حتى خاصته. وقد دخلا عليه وهو بمفرده، ومعه محمد جحزر الصحي الذي كان يحقنه بحقنة في عضده، والذي كان يجهد جهدًا من أجل أن تجد الحقنة طريقها إلى تحت جلد الإمام، فقد كان الجلد لكثرة ما استقبله من الحقن متصلبًا.

ويضيف الإرياني: “وقد نظر إليّ السيد أحمد زبارة نظرة فهمت معناها في ما بعد حينما قال لي بعد خروجنا أرأيت أن الرجل قد عاد إلى المورفين، وكان ذلك هو سر احتجابه هذه المدة”. وفق مذكرات الإرياني، ومصادر تاريخية أخرى، أدمن الإمام أحمد المورفين إلى درجة أنه وصل به الأمر إلى ٥٠ حقنة في اليوم.. توفي الإمام أحمد في ١٨ سبتمبر ١٩٦٢، وأطيح بنظام الإمامة في ٢٦ سبتمبر بعد 8 أيام على وفاته.

مقالات مشابهة