المشاهد نت

اليمنيون بين واقع التسوية وتزايد حمى المعارك وجوع قاتل

االدمار في اليمن اثر الحرب
اليمنيون بين واقع التسوية وتزايد حمى المعارك وجوع قاتل
االدمار في اليمن اثر الحرب

المشاهد- خاص
إذا كنت صحفياً وتعيش داخل اليمن، تستطيع معرفة مدى فداحة الأزمة الإنسانية التي حلت باليمن واليمنيين، سؤال واحد فقط يوجهه اليك كل من عرف أنك صحفي .ما الجديد هل اتفقوا في اشارة إلى اطراف الأزمة؟، نريد حلاً. لم نعد نستطيع الحصول على الطعام.
هكذا هو واقع اليمنيين. الأزمة لم تستثني أحداً، يوما بعد آخر، تتسع رقعة الجوع في المدن والأرياف، فبعد أن كانت مدن مثل محافظة الحديدة هي الأكثر تضرراً، أصبحت جميع المدن اليمنية شمالاً وشرقاً وغرباً وجنوباً ووسط البلد يعاني السكان بمختلف مستوياتهم أزمة جوع خانقة . بعض اليمنيين يبيتون دون طعام، فيما يأكل آخرون من صناديق القمامة، ويتناول غيرهم أوراق الشجر.
ولا تقتصر المعاناة وأزمة الجوع الضاربة في البلاد على محافظات يمنية دون أخرى، فبحسب الأرقام الأممية، فأن جميع المحافظات سواء الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية أو تلك التي يسيطر عليها تحالف الحوثي وصالح ترزح تحت تهديد المجاعة الإنسانية.
وقع التسوية وتزايد حمى المعارك
بظل هذا الواقع تشدد حمى المعارك على الأرض بين الحوثيين وحلفائهم من جهة وقوات الشرعية ففي أخر المستجدات على الأرض فقد كشف اللواء محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني أن المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني على وشك عزل فرضة نهم كاملة عن صنعاء وطرق امداد مسلحي الحوثي وصالح مشيرا إلى ان مركز مديرية نهم الجديد شرق العاصمة اليمنية صنعاء الواقعة تحت سيطرت الانقلابين اصبحت في مرمى نيران رشاشات الجيش الوطني والمقاومة.
وأشار في حديث صحفي نقلته صحيفة المدينة السعودية اليوم أنه تم الدخول إلى سد العقران ومحلي ووادي محلي. مؤكدًا أن العميلة المقبلة ستكون صوب نقيل بن غيلان الموقع الاستراتيجي الذي يطل على معسكر الفريجة والصمع وارحب وبني الحارث وبني حشيش وبني مطر ومطار صنعاء الدولي.
وعلى صعيد متصل أعلنت قوات الجيش التابعة للشرعية في مأرب اليوم عن بدء عملية عسكرية واسعة لتطهير ما تبقى من مناطق يتمركز فيه الحوثيين و قوات حليفهم صالح في كلا من صرواح المخدرة وهيلان.
وكشف مصدر أمني في مأرب لموقع “المشاهد” أن معارك تدور رحاها حتى الأن في مناطق شمال غرب مأرب وتمكنت قوات الشرعية حتى الأن من تحرير عدد من المواقع بجبهة المخدرة مشيراً إلى أن طيران التحالف شكل اسناداً قويا لقوات الشرعية في منطقة صرواح ـ المخدرة وهو ما مكن قوات الجيش من تحرير تلك المناطق.
إلى ذلك شن طيران التحالف سلسلة من الغارات الجوية صباح اليوم على معسكر الحرس الجمهوري غرب مدينة ذمار وقالت مصادر صحفية أن الغارة اسفرت عن مقتل واصابة عدد من الجنود والضباط بينهم قائد معسكر الحرس الجمهوري سابقا ناصر حميد.
وقالت المصادر إن الغارات خلفت عددا من القتلى والجرحى بينهم ضباط وقيادات عسكرية وجنود كانوا في اجتماع داخل المعسكر.
يأتي هذا في الوقت الذي تتحدث أخبار صحفية موثقة بالصوت والصورة عن توالي الانشقاقات في صفوف التحالف الانقلابي حيث انضم مؤخرًا قيادي كبير بالحرس الجمهوري التابع لصالح وهو العقيد علي عبدالله مقطيب وجرى أضافة الى عدد من القيادات الحوثية في منطقة الجوف اعلنت انضمامها إلى الشرعية وتخليها عن القتال في صفوف الحوثيين.
وعلى وقع ها التقدم العسكري لقوات الشرعية وتصدع جبهات التحالف الانقلابي كشفت الحكومة اليمنية الشرعية عن موافقتها المبدئية على الصيغة المعدّلة من خارطة الطريق الأممية، ذلك في رسالة سياسية واضحة بشأن استعداد حكومة هادي للانخراط في مسار سلمي جديد من موقع قوّة وبشروط محدّدة سبق لهذه الحكومة أن أعلنت تمسّكها بها ورفضها التخلّي عنها.
وذكّر الرئيس عبدربه منصور هادي خلال زيارة له قام بها إلى المكلا مركز محافظة حضرموت المستعاد منذ أشهر من تنظيم القاعدة تمسّكه بمرجعيات السلام في اليمن قائلا «لن نسمح مطلقا بتجاوز المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، أو الانتقاص منها، وسيتم وزن كل المقترحات والأفكار بميزانها، فما تطابق وتوافق معها فنحن معه، وما خالفها وتعارض معها فلن نقبله مطلقا ومهما كلف الأمر».
ونُقل الثلاثاء عن مصادر حكومية يمنية قولها إنّ حكومة هادي وافقت مبدئيا على صيغة جديدة معدلة من خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وستعلن موافقتها الرسمية بعد تسلمّها لها.
وأوضحت ذات المصادر التي نقلت عنها قناة العربية أن التعديلات استندت إلى نتائج اجتماعات وزراء خارجية الرباعية الدولية في الرياض، والتي تضم السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، بما يتفق مع المرجعيات الثلاث للحل السياسي لإنهاء الانقلاب، وتبدأ بانسحاب المسلحين الحوثيين وتسليم السلاح ثم الحل السياسي.
تبادل الاتهامات بظل وضع انساني حرج
ومع استمرار الحرب وتفاقم الوضع الإنساني يحمل كل طرف من اطراف النزاع في اليمن المسؤولية للآخر، فبينما تقول حكومة هادي إن “انقلاب الحوثيين على السلطة” هو الذي أوصل اليمن إلى الوضع الراهن، يحمّل تحالف الحوثي وصالح حكومة هادي والسعودية المسؤولية، مشيرين إلى أن الحرب التي تشنها عليهم والحصار المفروض على الواردات هو السبب في المجاعة.
ومع اقتراب عام 2016 من نهايته، وتدني الدعم الدولي لخطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2017، تبدو منظمة ألامم المتحدة ة قلقة بشكل غير مسبوق من الوضع الإنساني في اليمن، مع استمرار الحرب بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي ومسلحي تحالف (الحوثي) والرئيس السابق، علي عبد الله صالح.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 18 مليون يمني (من أصل 27 مليونا) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 10.3 مليون ذوي احتياج شديد، و7 ملايين لا يعرفون إن كانوا سيتناولون الوجبة المقبلة أم لا.
منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، تقول إن لأطفال هم الشريحة الأكثر تضررا من بين ضحايا الجوع في اليمن فكل 10 دقائق يموت طفل يمني جراء سوء التغذية، مع ارتفاع عدد المهددين بسوء التغذية الحاد إلى أكثر من 460 ألف طفل، وانتشار التقزم وسط الأطفال، ولا سيما شمالي اليمن.
ووفق إحصائيات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، اطلع عليه موقع المشاهد، فإن محافظة صعدة هي الأكثر احتياجا، بواقع 76% من السكان، تليها شبوة ومحافظتي عدن ولحج وتعز.
ومرارا، وجهت الأمم المتحدة نداءات لجمع مبلغ قياسي، هو 22.2 مليار دولار، لتغطية مشروعات الإغاثة الإنسانية لعام 2017، بينهم 1.9 مليار دولار لمساعدة 10.3 مليون شخص في اليمن.

مقالات مشابهة