المشاهد نت

مشروع “جوى” لصناعة الألبان الطبيعية

إقبال على شراء منتجات "جوى" من الألبان الطبيعية

صنعاء – آية خالد

من على سطح منزلهم الكائن في شارع العدل في العاصمة صنعاء، أطلقت لُجين، في 2018، مشروعها الخاص بصناعة الألبان وتربية الحيوانات، بينما اتخذت أختها جوى مطبخ المنزل معملًا لتصنيع منتجات الألبان.

التوأم جوى ولجين الوزير، منذ الصِّغر تراودهما فكرة الاهتمام بالحيوانات، فُلُجين تحب تربية الحيوانات والاهتمام بها، وجوى تتمنى أن تُقدم للمجتمع منتجًا طبيعيًا خاليًا من المواد الحافظة والصبغات، ولم تتوقعا أن هذه الفكرة ستكبر معهما، وتخرج إلى أرض الواقع، حتى التحقتا بكلية الزراعة بجامعة صنعاء، فجوى تخرجت هذا العام من قسم علوم الأغذية والتغذية، ولجين أيضًا من قسم الإنتاج الحيواني.

وتوضح جوى فكرة مشروعها لـ”المشاهد” قائلة: “عندما كُنتُ في الصف الثاني الثانوي، عام 2014، عملت بالمستشفى الجمهوري في صنعاء، في مجال الإسعافات الأولية، والطوارئ، ولاحظت أن أغلب الحالات التي تصل هي لأطفال يُعانون من السرطان وأمراض مستعصية، وعندما أسألهم عن السبب كانت كل إجاباتهم التغذية، واعتمادهم الكلي على المعلبات المتواجدة في الأسواق”.

وتضيف: “بدأت أبحث في هذا التخصص، وجدته في كلية الزراعة بجامعة صنعاء، ودخلت برفقة لُجين أختي، في 2017، ودرسنا سنتين عام، وبعدها تخصصنا، وفي التخصص تعلمت تركيب المواد، وفوائدها ومكونات الأغذية، وأضرار المواد الحافظة، وكم نسبتها الضارة، وطريقة التصنيع الصحية والسليمة، والتعقيم وجودة الغذاء”.

أما لُجين فكانت رغبتها الالتحاق بكلية الطب البيطري، ولكن الحظ لم يحالفها، كون هذا التخصص موجودًا في محافظة ذمار فقط، ويصعب عليها السفر للدراسة هُناك، فوجدت قسمًا مقاربًا له في كلية الزراعة بصنعاء، ويضم الطب البيطري والإنتاج الحيواني.

راودت جوى فكرة التصنيع في سنتها الدراسية الثانية، ونفذتها عند بدئها الدراسة بكلية الزراعة في جامعة صنعاء. وتحكي لنا التفاصيل مسترسلة: “بدأت أصنع الجبن، وفي الكلية توجد أبقار، فاستحضرت فكرة أن أصنع الجبن من حليب الأبقار، ويكون طازجًا بدلًا من الحليب البودر، وبالفعل نفذت التجربة، وكانت ناجحة، والمذاق ألذ من المصنع بالحليب البودر، واستفدنا منها ذاتيًا، واستهلكناها في البيت”.

وتُضيف: “بعدها جاءتني فكرة نشر المنتج والترويج له، وسميت المنتج باسمي “جوى”، ومعنى اسمي هو “الحب الكبير”، وربطت معنى اسمي بعملي، أي أنني أقدم منتجاتي وأصنعها بحب وإخلاص، وكان الاسم مميزًا وجديدًا، ونجحت الخطة، ونشرت عن المنتج بوسائل التواصل الاجتماعي، وعملت صفحة للمشروع بجانب صفحتي الشخصية، وتفاجأت بإقبال الناس وتشجيعهم للفكرة”.

رابط صفحة المشروع على الفيسبوك

بعد أن نشرت جوى منتجها للعامة، تواصل معها مختصو التغذية، وتداولوا المنتج كونه صحيًا ومضمونًا، وتوسعت فكرتها أكثر، وبدأ الطلب يزداد عليه، وتقول: “زاد الطلب من قبل الزبائن، فطلبوا مني زبادي وسمن ولبن ولبنة وقشطة، وكانوا يمدونني بأفكار مستمرة لتوسيع المشروع، ونفذت طلباتهم بالفعل، فأغلب زبائني كانوا من مرضى الجهاز الهضمي، والبعض يقول بأن طعم اللبن أعادهم للماضي عندما كانت جداتهم تصنع لهم اللبن الطبيعي”.

إقرأ أيضاً  مشروع جديد للمياه في المحويت

حقق مشروع جوى نجاحًا كبيرًا، وبدأ التجار في محافظات أخرى يطلبون منها توفير المنتج، لكن في الوقت الحالي يصعُب عليها توزيعه خارج صنعاء؛ كون إمكانياتها مازالت محدودة، وتكلفة النقل عالية جدًا، حسب قولها.

صعوبات

أما جمهور لُجين فلم يتقبلوا مشروعها بسهولة، فكما أكدت لـ”المشاهد”: الجميع لم يتقبل المنتج بحجة أنني بنت المدينة، وطالبة جامعية، وكيف من سطح المنزل أن عمل مرعى، وأتكفل بتنظيف المرعى، وأتحمل الرائحة”.

تستخدم لُجين تقنيات حديثة، لتربية الحيوانات، وتسمينها عن طريق الأعلاف المركزة. وتقول: “المشروع يُعتبر مُربحًا جدًا، لكنه يحتاج لتوسع؛ للوصول لنسبة إنتاج عالية، ففي الوقت الراهن الإقبال كبير على حليب الماعز”.

ما ساعد الأُختين في نشر مشروعهما والاستمرار، هو الدعم الكبير من والديهما ماديًا ومعنويًا، لكن تعترض طريقهما معوقات خدمية تفاقمت مع الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد من ارتفاع أسعار الكهرباء وغيره.

فتوضح جوى معاناتها أن “انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار الكهرباء التجاري، يؤثر بشكل كبير على منتجاتي التي تحتاج للتبريد بشكل دائم، سواء في المعمل أو البقالات، وهذا يضطر أصحاب البقالات لإطفاء الثلاجات ساعات معينة، فيتلف المنتج”.

أما لُجين فلديها معوقات أخرى، وتقول: “ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب الحرب في اليمن وحرب أوكرانيا، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، فعندما أطلب حيوانات أو أعلافًا من تهامة يكون السعر مرتفعًا جدًا”.

آلية التصنيع

مشروع "جوى" لصناعة الألبان الطبيعية
تقوم جوى بتحضير منتجات الألبان في معملها الخاص من ألبان طازجة

وعن آلية التصنيع لمنتجات الألبان، تشرح لنا جوى: “كل منتج له آلية مُعينة، فمثلًا تحضير الزبادي يختلف عن تحضير الحقين، والجبن، ولكن أهم خطوة هي أن فور وصول الحليب أقوم بفحص الحليب عن طريق أجهزة خاصة استوردتها من الهند، مثل: الترمومتر واللاكتومتر والسليندر، وبعدها بسترة الحليب على درجة حرارة 65-70 درجة مئوية، لمدة لا تزيد عن 10 دقائق إلى ربع ساعة، وبعدها تتم عملية الحفظ”.

تتمنى جوى أن يتم نشر فكرتها في القُرى، وأن يعودوا للطبيعة مثلما كان أجدادهم، مستعدة أن تُدرب ربات الأسر في الأرياف على كيفية التصنيع؛ ليستفدن من الحليب الفائض لديهن.

بينما تطمح لجين لأن تفتح مزرعة كبيرة لإنتاج حليب الماعز، ومزرعة لإنتاج البيض البلدي، وأن يكون هناك تحسين سلالة الأغنام والماعز؛ للوصول إلى إنتاج أعلى وشكل جيد، وكفاءة تحويل غذائية عالية، وكذلك الدجاج البلدي، وحلمها أن تربي الأبقار والجمال أيضًا.

مقالات مشابهة