المشاهد نت

لحج: مبادرات طوعية خففت من تاثيرات كورونا

ارشيفية-عمال صحيين

لحج -صلاح بن غالب

ارتفعت اسعار الكمامات والقفازات الطبية بصورة غير مسبوقة في محافظة لحج، جنوب اليمن، عند انتشار جائحة كورونا مطلع ابريل/ نيسان 2020  ، مما جعل الحصول على الكمامات والقفازات الطبية صعب المنال عند كثير من الناس وموظفي المؤسسات الحكومية المختلفة.

يوضح مالك صيدلية الرحمة بمحافظة لحج بدر محمد لـ” المشاهد” مع انتشار كوفيد 19 باليمن في الربع الأول من 2020 شهدت اسعار الكمامات والجوارب الطبية ارتفاعاً يقدر بثلاث ارباع سعرها  الاعتيادي بالسوق من ذي قبل ،حيث قفزت أسعار البدلة الواحدة من $3 حتى 12$ دولار امريكي.

أسباب الغلاء

يتذكر بدر أن ارتفاع سعر الكمامات والقفازات الطبية والمواد المعقمة يعود لعدة أسباب منها ، الاقبال الكبير على الشراء من قبل مسؤولي الدوائر الحكومية ومنسقي المنظمات لإقامة البرامج التدريبية والانشطة المختلفة.

واردف بقوله كذلك الحصار المفروض على دخول البضائع التجارية إلى اليمن، فالتاجر إذا شحن بضاعته يظل منتظر لمدة تتجاوز الـ3 الأشهر  ،لأن البضائع الداخلة إلى اليمن تمر عبر ميناء جدة  بالسعودية ومن ثم جبيوتي ومن ثم ميناء عدن وتخضع للتفتيش من جديد  في جميع هذه الموانئ.

لافتاً أن بعض المنظمات العاملة في القطاع الصحي لجأت إلى التعاقد مع بعض محلات الخياطة في السوق المحلية لمواجهة الطلب المتزايد على الكمامات والقفازات الطبية

مبادرات طوعية

في سياق متصل أوضح رئيس مؤسسة بصمة أمل للتنمية الاجتماعية بمحافظة لحج عبدالباسط المصفري لـ “المشاهد” أن مؤسسته وبالشراكة مع مركز الأسر المنتجة نسقتا في عمل مشترك لمواجهة الطلب المتزايد على الكمامات والقفازات الطبية .

وأشار المصفري أن الفكرة تمثلت بإقامة دورة تدريبيه لبعض الفتيات خاصةً النازحات لتعلم مهنة الخياطة وتم توفير القماش وماكينات الخياطة بدعم منظمة دولية عبر شريك محلي منفذ.

رئيسة مركز الأسر المنتجة أم ياسين قالت لـ “المشاهد” بعد اقامة الدورة التدريبية للفتيات   واتقانهن مهنة الخياطة جاءت فكرة المشروع المتمثل في  خياطة 5 ألف كمامة ،كي يتم  توزيعها مجاناً على المرافق الحكومية للتخفيف على الموظفين من عناء البحث عن الكمامات الغير متوفرة مع بداية انتشار الجائحة وارتفاع سعرها في الصيدليات .

وأشارت “أن تكاتف فريق العمل التطوعي داخل مركز الأسر المنتجة مع الشركاء في منظمة بصمة أمل للتنمية الاجتماعية كان  له الدور الكبير في إنجاح مشروعنا بتوزيع الكميات على للمرافق الحكومية” .

 الدكتور سلطان الحميدي، عامل صحي بلحج  يقول لـ “المشاهد” أن المبادرة كان لها الأثر الايجابي بمساعدة الاطباء والعاملين الصحيين في مزاولة أعمالهم وقلَّلت من التخوف الحاصل بسبب نقص التدابير الوقائية كالكمامات.”

يقول الحميدي “كان آنذاك  تخوف  وهلع مع بداية انتشار  كوفيد 19 خاصةً بعد اعلان وزارة الصحة بضرورة اتخاذ التدابير الوقائية من قبل كل الموظفين بالمستشفيات والمرافق الصحية ومنها ارتداء الكمامات والقفازات الطبية والتباعد الاجتماعي وغيرها .”

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

وأضاف الحميدي  “أنه نتيجة للاقبال الشديد على الكمامات والقفازات الطبية فقد ارتفعت اسعارها وانعدام تواجدها بالسوق ، الأمر الذي سبب للكثير تحديات في لمزوالة العمل وتقديم الرعاية الصحية كما يجب.”.حد وصفه

 موضحا أن هذه المبادرة ساهمت في الحد من انتشار الجائحة في لحج .

الجانب الإقتصادي

كان لانتشار كوفيد 19 تاثيرات اقتصادية كبيرة على اليمن التي كانت تعاني من ويلات الصراع المسلح الذي مازال مشتعلاً منذ منتصف 2015 ، ومع ظهور الجائحة تضاعفت المعاناة فزدادت الامور تعقيداً في الناحية الاقتصادية ، وفي هذا السياق يقول الصحفي الاقتصادي وفيق صالح لـ “المشاهد” أن الاقتصاد اليمني كان في حال من الركود  منذ الحرب ، ومع انتشار جائحة كورونا تفاقمت أزمة القطاعات الاقتصادية في بلادنا ، حيث ارتفعت معدلات الفقر والبطالة ، وانكمش الاقتصاد الوطني إلى النصف ، وتراجع إجمالي الناتج المحلي إلى النصف أيضاً.”

لافتاً أن وباء كورونا أثر على الاقتصاد اليمني من جوانب كثيرة ، أهمها تراجع حجم تمويلات المانحين الدوليين ، وانخفاض تحويلات المغتربين بنسبة أكثر من 70% فضلاً عن تراجع إيرادات الدولة من مبيعات النفط ، خلال العام 2020،

أوضح أن إنخفاض أسعار الطاقة عالمياً آثر كذلك على المستوى المحلي ، فتسببت عملية الإغلاق العام إلى ركود في مختلف القطاعات الاقتصادية ومنها قطاع النقل والقطاع المصرفي ، الذي يشكل شريان حياة بالنسبة للإقتصاد اليمني ، فتأثر هذه  القطاعات أدتَّ إلى تراجع النشاط التجاري في البلاد ، وتقلصت حركة التجارة البينية ، وهو ماساهم في انعدام فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة .

في السياق ذاته يقول استاذ علم الاقتصاد بجامعة عدن الدكتور  يوسف سعيد أحمد لـ “المشاهد” أثرت ازمة سلاسل التوريد العالمية الناتجة عن كوفيد  19 وماترتب من ارتفاع تكلفة الشحن وخاصة فيما يتعلق  بأجور الحاويات  على كل بلدان العالم .

وأضاف أن اليمن كانت المتضرر الأكبر فكان البحث عن الحاويات في غاية الصعوبة ، علاوةً على ارتفاع تكلفة التأمين وبذلك تأثر  الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن اليمني جراء جائحة كورونا بشكل أكبر، حيث انعكست تلك التاثيرات على تكلفة نقل البضائع التجارية الواصلة لميناء عدن ،الأمر الذي عرض المستهلك النهائي للمزيد من  المعاناة ، بالإضافة الى الآثار والاضرار المترتبة عن الحرب الدائرة في اليمن منذ منتصف 2015.

تم نشر هذه المادة بدعم من JDH JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”

مقالات مشابهة