المشاهد نت

الصحفيون في اليمن بين اعتقال وموت

الصحفيون في اليمن يعملون في ظروف خطرة تمس الحياة

تعز – مجاهد حمود

في مساء الخميس الموافق 5 من شهر أغسطس في العام 2021 تفاجأ والد الصحفي المختطف يونس عبد السلام باتصال من رقم ولده يسئله عن عمله وأنه محتجز دون الإفصاح عن مكان احتجازه.  عاشت الأسرة في قلق مستمر على مصير ولدهم المجهول خاصة وأن يونس يعاني من حالة نفسية سيئة فهو يعاني من “الوسواس القهري” حسب شقيقه سلطان عبد السلام.

يعيش الصحفيون في اليمن أوضاعا صعبة وبائسة منذ سيطرة جماعة الحوثي “أنصار الله” على العاصمة صنعاء. فأربعة صحفيين في سجون الحوثيين منذ 2015   ينتظرون تنفيذ الإعدام عقب حكم القتل الصادر بحقهم من قبل محكمة تابعة لجماعة الحوثي بصنعاء في 11 أبريل 2020.

الصحفيون في اليمن بين اعتقال وموت
انفوجراف-صحفيون يواجهون الإعدام

يقول  سلطان عبد السلام، شقيق الصحفي المعتقل،”خرج يونس في مساء الأربعاء الموافق 4 أغسطس من العام 2021 م كعادته للترويح عن نفسه فهو مصاب بالوسواس القهري لكن تلك الليلة لم يعد للمنزل. كنا نتصل بجواله وكان الرد أن الجوال مغلق.”

“في اليوم التالي تفاجئنا برد أحدهم على تلفون يونس موضحاً لنا بأنه محتجز لدى الأمن والمخابرات في صنعاء بعد أن أبلغنا قسم شرطة 22 مايو (صنعاء)  والمباحث لكنهم لم يردو لنا أي خبر عنه.”

ويستدرك حديثه ” انقطعت أخباره إلى أن ذهبت إحدى المحاميات يوم الأربعاء 18 أغسطس2021 إلى جهاز الأمن والمخابرات وأصرت عليهم أن يعطوها خبراً عنه فاعترفوا لها أنها موجود لديهم.

“عندما اتصلت لهم على رقم شكاوي الأمن والمخابرات ( 100 ) قاموا بأخذ بياناتي، وراوغوا ولم يعترفوا أنه لديهم وقالوا سيتواصلون بي إن علموا خبراً عنه لكنهم لم يتصلوا وظللت على تواصل معهم وكل يوم يوعدوني ويكذبون علي.”

وأضاف سلطان بعد مرور أيام  من التواصل معهم تم السماح لي بزيارته والتي كانت اول زياره يوم الثلاثاء  الموافق 28 سبتمبر تفاجأت لما شاهدته اول مرة وجهه المنهك والارهاق والتعب على ملامحه , زيارة قصيره دقائق معدودة ولست بمفردي بل برفقة عساكر  وحين سألتهم عن التهمة رفضوا الافصاح عنها و بعدها منعنا من الزيارة لأكثر من شهر.”

يونس عبد السلام هو واحدا من 475 صحفيا  في اليمن تعرضوا للإعتقال  في فترات زمنية مختلفة ولا يزال  15 منهم  في السجون منهم 13 صحفيا معتقلا لدى جماعة الحوثي، وواحد لدى تنظيم القاعدة والأخر لدى الحكومة اليمنية.

صحفيين مازالو في السجون | Flourish

اعتقال غير قانوني

يرى المحامي عبد المجيد صبره “أن جهاز الأمن والمخابرات لا توجد لديه اي آلية قانونية يتعامل بها مع قضية المعتقل يونس عبد السلام  فكل تعامله مع القضية خارج إطار الدستور والقانون.”

 وأكد صبره أن القضية لم تحال إلى القضاء وهذا ما يؤكد المخالفة الدستورية والقانونية للتعامل مع القضية كون الدستور اليمني يوجب على الجهة الأمنية ايا كانت إحالة أي معتقل لديها إلى القضاء خلال اربعه وعشرين ساعة وفقا لنص المادة 48 من الدستور اليمني.

ويقول المحامي صبره “إنه لم يتم السماح له بمقابلته وهذه ايضاً تعد مخالفة دستورية وقانونية , مشيرا الى أن اعتقال يونس لا يمت للدستور والقانون بأي صلة” .

تكميم الأفواه

يقول صبرة “تتعمد جماعة الحوثي محاكمة الصحفيين في المحكمة الجزائية المتخصصة(محكمة أمن الدولة ) بغرض إرهابهم وإسكات أصواتهم ويعد ذلك أيضا انتهاك جسيم لحرية الرأي والتعبير.”

إقرأ أيضاً  مخاوف الصيادين من تداعيات "روبيمار"

وقال “محمد اسماعيل”  المدير التنفيذي لمرصد الحريات الاعلامية في اليمن  التابع  لمركز الدراسات والاعلام الاقتصادي “نحن  نرصد باستمرار تزايد حالات الانتهاك و التضييق التي تمارسها جماعه الحوثي ضد الصحافة والصحفيين في مناطق سيطرتها ،وهو في الحقيقة ترجمة لسياسة ممنهجة تمارسها الجماعة منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء , بعد خطاب زعيم الجماعة الذي وصف الصحفيين بالعدو الأول”.

وأوضح ” إسماعيل ” بأن جماعة الحوثي ضمت الصحفي المختطف يونس عبد السلام الي قائمة المعتقلين لديها وهو الرقم 11  دون أي اعتبار لوضعة الصحي الذي أكدته تقارير طبية عديدة.”

يقول إسماعيل: ملف الصحفي يونس عبد السلام الذي لم يتم إحالته للمحكمة منذ اعتقاله في بداية اغسطس من العام 2021 قبل ثمانية أشهر دليلاً واضحاً وصريحاً على أن الجماعة تتعامل مع الصحفيين كخصوم وأسرى حرب.”

 مضيفاً “نحن في مرصد الحريات الإعلامية نوكد مطالبتنا بالإفراج الفوري عن الصحفي يونس وجميع بقية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي المعتقلين لديها.”

سجل الإنتهاكات

وحسب مرصد الحريات الإعلامية في اليمن فقد بلغ عدد الانتهاكات بحرية الرأي والتعبير في اليمن  منذ بدء الصراع في 2015 حتى أكتوبر من العام الجاري  2438 إنتهاك  تنوعت بين قتل وإعتقال ’ واعتداء وملاحقة و إنتهاكات طالت مؤسسات إعلامية وتسريح صحفيين من وظائفهم.

وعند بدء الصراعشهد العام 2015 إنتهاكات جسيمة ضد الصحفيين في اليمن تزامنا مع سيطرة الحوثيين على السلطة وتوسعها في المحافظات اليمنية بلغت 1353 إنتهاك يليه العام 2016.

إجمالي الإنتهاكات بحق حريات الإعلام في اليمن منذ العام 2015- أكتوبر 2022 م | Flourish

عبوات ناسفة

الصحفيون في اليمن بين اعتقال وموت
انفوجراف تصفية الصحفيين

كان العام 2021 الأكثر دموية في تاريخ الصحافة اليمنية ففي 10 أكتوبر من العام نفسه أودت عبوة ناسفة بحياة ثلاثة صحفيين في محافظة عدن وهم المصور الصحفي طارق مصطفى، وسكرتير محافظ عدن الصحفي احمد بو صالح وكذلك الصحفي أحمد حديج باراس.

وفي 9 نوفمبر من نفس العام كان المشهد الأكثر وجعاُ إنفجار سيارة الصحفية رشاء الحرازي وهي برفقة زوجها وولدهما حيث توفيت الصحفية رشاء وطفلها ونجاة زوجها بعد إصابته بجروح بليغة .

وفي 10 يونيو من العام 2022 توفي الصحفي صابر الحيدري مراسل قناةNHK  اليابانية  بحادث مماثل بعبوة ناسفة في محافظة عدن. 

مخفيون قسراً

الصحفي وحيد الصوفي مخفي قسرا في سجون الحوثيين منذ 6 أبريل 2015 م ولايعرف عنه شيئاً حتى اليوم حسب أسرة الصحفي , بالإضافة الى الصحفي محمد المقرى الذي إختطفه مسلحون تابعون لتنظيم القاعدة في 12 أكتوبر 2015 أثناء سيطرتهما عللى مدينة المكلا في حضرموت ولايعرف عن مصيره شيئاً حتى اليوم.

الحوثيون الأكثر إنتهاكاً

بلغ إجمالي الانتهاكات من قبل الحوثيين أكثر من 1800 إنتهاك بحق حريات الراي والتعبير في اليمن حسب مصدر الحريات الإعلامية في اليمن منذ 2015 – أكتوبر 2022 م.

وحسب التصنيف العالمي لحرية الصحافة في العام 2021 م  جاءت اليمن في المرتبة 19 من بين 180 دولة المندرجة ضمن أسواء البلدان قمعاً لحرية الرأي والتعبير.

تم إنتاج المادة بالتعاون مع شبكة صحفيي البيانات في اليمن

مقالات مشابهة