المشاهد نت

ملعب الشهداء بتعز  يعاني الإهمال

الملعب بحاجة إلى صيانة عاجلة للعشب الصناعي والأرضية

تعز – أسامة الكُربش

يمثل ملعب الشهداء أكبر وأهم معلم رياضي في مدينة تعز، والمتنفس الوحيد للرياضيين، كما يعد الملعب الوحيد في أكبر محافظة كثافة للسكان.

إلا أن الملعب الذي شهد ولادة عددٍ من نجوم كرة القدم، يعاني الإهمال والتدهور، وأصبح غير صالح لممارسة كرة القدم؛ بسبب تآكل أرضيته بعد مرور 15 عامّا منذ تجديدها بالعشب الاصطناعي؛ الأمر الذي يتطلب سرعة تأهيله وتعشيبه من جديد.

وهذا ما أثر على أغلب المنافسات والبطولات الرياضية التي يحتضنها ملعب الشهداء، فحالة الأرضية سيئة، وأثرت سلبًا على مستوى الرياضة واللاعبين والأندية في تعز.

وخلال الأسبوعين الماضيين، أطلق صحفيون ورياضيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب الجهات المعنية بسرعة تأهيل وتعشيب ملعب الشهداء، تحت هاشتاج #أنقذوا_ملعب_الشهداء.

بنية تحتية مهترئة

وفي هذا الشأن، يقول مدرب فريق كرة القدم بالنادي الأهلي بتعز، محمد عقلان، لـ”المشاهد”: إن مقومات النجاح في مجال الرياضة ترتبط بوجود بنية تحتية، وتعز تفتقر إلى هذه الأمور، مقارنةً بالمحافظات الأخرى.

ويضيف عقلان: “رغم أن ملعب الشهداء كان أول ملعبٍ على مستوى الجمهورية تستحدث أرضيته بالعشب الصناعي، إلا أن فترة صلاحيتها قد انتهت، وأصبحت مهترئة وممزقة”.

مدرب الأهلي التعزي يشير إلى أن هذا الشيء ينعكس على اللاعبين، ويؤدي إلى كثرة الإصابات؛ كونها أرضية صلبة وتستخدم فيها كرات ثقيلة لا يستطيع اللاعب التحكم بها؛ مما يتسبب بانخفاض مستوى اللاعب، ويؤثر على مهاراته الفنية.

مشاكل الأرضية

في أغسطس/ آب الماضي، استضاف ملعب الشهداء معسكرًا إعداديًا للمنتخب اليمني للناشئين، ولمدة أسبوعين، استعدادًا لكأس العرب، لكن هذا المعسكر كشف مشاكل وعيوبًا عديدة في أرضية الملعب.

وبهذا الخصوص، يقول مساعد مدرب منتخب الناشئين، هيثم الأصبحي، في تصريح لـ”المشاهد”، إن معسكر تعز كان ممتازًا من جميع النواحي، إلا أن ثمة مشكلة كانت في أرضية ملعب الشهداء، حيث لن نتمكن من إجراء أية مباراة ودية مع أندية تعز، خوفًا على اللاعبين من التعرض للإصابة.

إقرأ أيضاً  التحذير من تقلبات الطقس باليمن

ويلفت الأصبحي إلى أن الفترة الأخيرة تميزت بندرة تواجد لاعبي تعز في المنتخبات الوطنية بعكس ما كان في السابق؛ والسبب يعود لتدهور ملعب الشهداء، والذي أثّر على مستويات اللاعبين.

ويبدو أن الحملة الإلكترونية المطالبة بسرعة تأهيل الملعب وتعشيب أرضيته، آتت ثمارها، ففي الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تم الإعلان عن توقيع اتفاقية بين وزارة الشباب والرياضة والسلطة المحلية بتعز؛ لتنفيذ مشروع تعشيب ملعب الشهداء، والبدء الفوري بأعمال المشروع، الممول من صندوق رعاية النشء بوزارة الشباب والرياضة.

إيرادات الإعلانات

“المشاهد” زار ملعب الشهداء، ولاحظ وجود ما يُقارب 50 لوحة إعلانية داخل الملعب تتبع شركات تجارية، معظمها تابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم، في ظل تساؤلات رياضيي تعز عن مصير إيرادات هذه الإعلانات، في ظل تردي وضع الملعب.

ورغم تواصل “المشاهد” مع إدارة فرع اتحاد كرة القدم بتعز ومسؤولي ملعب الشهداء، إلا أنهم تجاهلوا الموضوع، ولم يردوا على الاستفسارات والأسئلة.

غير أن محمد علي القدسي، مسئول في ملعب الشهداء، نشر مذكرةً على منصات التواصل الاجتماعي، قال إنها توضيحية، تشير إلى حجم مبالغ الإيرادات من الإعلانات المتواجدة في الملعب، والذي يصل إلى 5 ملايين ريال يمني (أقل من 5 آلاف دولار)، يتم توريدها إلى البنك، حد قوله.

وقد أثارت مذكرة القدسي استغراب عددٍ من الصحفيين الرياضيين من المبلغ الذي يعتبرونه ضئيلًا جدًا مقارنةً بعدد اللوحات الإعلانية ومواقعها في أهم صرح رياضي داخل تعز.

ولا يقتصر ملعب الشهداء على إقامة البطولات والمباريات الرياضية في تعز، بل تعدى ذلك إلى احتضان العديد من المهرجانات والكرنفالات الفنية والثقافية، وإقامة حفلات التخرج الجامعية.

ويعود تاريخ تأسيس ملعب الشهداء إلى العام 1977، وأعيد تجديده في 2007، ويُتخذ مقرًا لأنشطة وتدريبات أندية تعز، وأبرزها الثلاثي الكبير (أهلي تعز، الطليعة، والرشيد)، بينما يمتلك نادي الصقر ملعبًا خاصًا.

مقالات مشابهة