المشاهد – خاص
تجهز الحرب في اليمن على كل شيء، فالحرب التي لا تمتلك أية معايير للإنسانية خلق واقعاً مريراً لدى اليمنيين الذين تقلصت أحلامهم وباتوا يحلمون فقط بأن تنتهي هذه الحرب، فالمدنيين عرضة للموت في أية لحظة، إلى جانب أن الاعتقال والتعذيب قد يطالهم بدون ذنب.
مدينة تعز التي تعيش تحت الموت والدمار أكثر من أية مدينة يمنية أخرى، وتواجه حرباً خارج الإطار الإنساني والقوانين الدولية، وفيها تنتهك الإنسانية بصورة مقيتة، وفي هذه المدينة الحالمة تتزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان، ووفقاً للجنة التحقيق الوطنية فإن في مدينة تعز سجوناً غير إنسانية ولا تتمتع بأية ضوابط قانونية.
وتقول اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في بيان لها -حصل “المشاهد” على نسخة منه- إن فريقها في تعز عمل على توثيق سجوناً غير إنسانية أحدها تحت الأرض، وهذه السجون كانت تستخدمها جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح لاعتقال وتعذيب المواطنين خلال الأشهر الماضية، وتشير اللجنة الوطنية إلى أن فريقها حقق مع 9 مواطنين من الذين تم احتجازهم لعدة أشهر في هذه المعتقلات غير القانونية.
302 واقعة انتهاك
يتواصل مسلسل الانتهاكات لحقوق الإنسان مع استمرار الحرب، وتقول اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان إنها رصدت خلال ديسمبر 2016، عدد 302 واقعة انتهاك اُرتكبت بحق المدنيين في عموم محافظات الجمهورية اليمنية.
وتشير اللجنة في بيانها الشهري الصادر اليوم السبت -حصل عليه “المشاهد”- إلى أن وقائع هذه الانتهاكات سقط فيها 200 قتيل، بينهم 28 امرأة و23 طفل، إضافة إلى سقوط 60 جريح، وجميع هذه الانتهاكات حدثت في أوقات متفرقة من العامين 2015، و2016، وتم رصدها خلال شهر ديسمبر الماضي من قبل راصديها الميدانيين في المحافظات.
انتهاكات خارج نطاق القانون
ويكشف البيان أن هذه الانتهاكات تنوعت لتتضمن 41 واقعة قتل خارج نطاق القانون، و95 حالة استهداف مدنيين، و47 تدمير أعيان مدنية، و48 حالة تهجير قسري، و29 حالة اعتقال خارج نطاق القانون وبصورة جماعية وفردية حدثت في أغلب محافظات اليمن، و8 حالات إخفاء قسري، و9 وقائع زرع ألغام، و7 حالات تعذيب، و5 حالات تجنيد أطفال، و7 وقائع تفجير ونهب منازل.
5 سجون غير إنسانية في تعز
تحصد مدينة تعز النصيب الأكبر من الانتهاكات مقارنة ببقية المحافظات اليمنية التي شملها تقرير اللجنة الوطنية للتحقيق في إدعاءات انتهاك حقوق الإنسان، وتقول إن فريقها في مدينة تعز وثق خلال ديسمبر 10 حالات تفجير منازل وتدمير 172 محل تجاري في حي “الكمب”، وفي منطقة الجحملية قام الفريق بمعاينة وتوثيق 5 سجون ومعتقلات غير إنسانية، من بينها سجن واحد تحت الأرض، وتؤكد اللجنة أن هذه السجون كانت تستخدمها جماعة الحوثي وقوات صالح لاعتقال وتعذيب.
المطالبة بضمانات حماية المدنيين
وتطالب اللجنة الوطنية في بيانها كافة أطراف النزاع، وكذلك الحكومة بتوفير أكبر قدر من ضمانات الحماية للمدنيين في مناطق الحرب، واحترام حقوق الإنسان بكافة أشكالها في بقية المحافظات، معربة عن أملها بأن يكون العام الجديد 2017 عام سلام، ويتم فيه إطلاق جميع المعتقلين، ومعالجة جرحى الحرب، والبدء بعملية إعمار المناطق المتضررة وعودة المهجرين والنازحين إلى منازلهم.