المشاهد نت

أسر نازحة يعولها أطفال

أكثر من 18 ألف أسرة نازحة في مناطق سيطرة الحكومة يعولها أطفال

تعز – مجاهد حمود

على أحد الأرصفة أمام أحد المطاعم الشعبية بمدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، يجلس الطفل ذو العشرة أعوام عمران وميزانه، يترقب بتلهف من يقف عليه للوزن بمقابل مائتي ريال يمني .

وأوضح  عمران في حديثه لـ”المشاهد” أنه يعمل على هذا الميزان منذ التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، لمساعدة عائلته المكونة من أم وشقيقتين.

وأضاف أن لديه أخًا أكبر، لكنه لا يهتم بأمورهم، حسب حديثه، مستدركًا أن مردوده المادي من العمل على هذا الميزان بحدود الـ3 آلاف ريال، وأحيانًا تصل إلى أربعة آلاف بشكل يومي، وكل هذا يعود به إلى أمه نهاية كل يوم.

عمران قصة تجسد الواقع الذي يعيشه معظم الأطفال النازحين  في اليمن، بعد أن أجبرتهم الحرب على تحمل هم أسرهم باكرًا. إذ يقول مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نجيب السعدي، أن أكثر من 18 ألف أسرة يعولها أطفال في سن مبكرة، منها أكثر من 12 ألف أسرة يعولها أطفال ذكور، من إجمالي عدد الأسر النازحة في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.

يزيد فقدان الرجل عائل الأسرة لأسباب تتصل بالصراع، من الأعباء الاقتصادية التي تواجهها النساء، لاسيما في حالة الأسر التي تعولها نساء أو أطفال ذكور وفتيات. وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة أسرهن (21% من هذه الأسر) عن 18 عامًا. وتشتد الضغوط أكثر حينما تجد النساء أو الفتيات أنفسهن مسؤولات عن إعالة أسرهن، لكنهن أنفسهن حُرِمن من التعليم الأساسي أو التدريب المهني الذي يُمكِن أن يؤهلهن لخوض سوق العمل. وفي غياب تمكين ودعم كافيين، تصبح النساء والفتيات معرَّضات للقبول باستراتيجيات تكيُّف سلبية، مثل زواج الصغيرات وعمالة الأطفال.

كما تسببت الحرب بفقدان معيلي الأسر من الذكور، مما زاد من معاناة المرأة بتحمل الأعباء الاقتصادية من خلال إعالتها للأسرة.

إقرأ أيضاً  مرآة الدراما اليمنية في رمضان للعام 2024

الحالات الأشد ضعفًا

قالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إن إجمالي عدد الحالات الأشد ضعفًا بين النازحين، وصل أكثر من نصف مليون حالة، منها نحو 493 ألف حالة تعيش في مخيمات للنازحين، و75 ألف حالة تعيش في منازل بنسبة 19% من إجمالي النازحين خلال 2021. لم نستطع الحصول على إحصائيات العام 2022 لعدم الرد من الوحدة التنفيذية.

السيول تهدد المخيمات

شهد النازحون معاناة أخرى إلى معاناتهم خلال موسم الأمطار في شهري يوليو وسبتمبر من العام 2022، حيث أغرقت السيول خيامهم، و أتلفت طعامهم وأمتعتهم التي يملكونها  في مختلف المحافظات، مما أثر على حوالي 33 ألف أسرة أو حوالي 231 ألف شخص بين أغسطس وسبتمبر،  حسب الأمم المتحدة .

الأطفال وكبار السن

يضاعف فصل الشتاء من معاناة النازحين ببدء مرحلة جديدة من المعاناة، بخاصة من قذفتهم أمواج الحرب من منازلهم إلى الخيام، والأطفال وكبار السن أكثر الضحايا، فأجسادهم الضعيفة لا تقوى على مقاومة البرد والصقيع في خيام رثة، تنعدم فيها أبسط الخدمات ووسائل الوقاية من البرد.

الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أفادت “المشاهد” بأن إجمالي المصابين بأمراض مزمنة بلغ عددهم أكثر من 77 ألفًا من إجمالي النازحين في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية.

وأضافت أن نحو ألفي أسرة تعيش في الهواء الطلق، وأكثر من خمسة آلاف أسرة تعيش في مبنى مكتمل، إضافة إلى 5870 أسرة تعيش في مبنى غير مكتمل. وهناك أكثر من  37 ألف أسرة تعيش في مأوى طارئ ومؤقت، وكذلك نحو 20 ألف أسرة تعيش في مأوى متنقل، وهناك نحو أربعة آلاف أسرة تعيش في شقق مؤجرة داخل الموقع، وأكثر من أربعة آلاف أسرة مستضافة داخل الموقع.

مقالات مشابهة