المشاهد نت

أين عاشت ملكة سبأ؟

أدرجت منظمة اليونسكو في 25 يناير 2023 معالم مملكة سبأ بمأرب في قائمة التراث العالمي

عدن – صلاح بن غالب

الادعاء

ملكة سبأ بلقيس كانت في منطقة دومة الجندل التابعة إداريًا لإمارة منطقة الجوف شمالي المملكة العربية السعودية ولم يكن باليمن.

الناشر

قناة العربية

الخبر المتداول

تداول مستخدمو وسائل التواصل على “تويتر”،”يوتيوب”،والفيسبوك  في يناير هذا العام، مقطع فيديو لقناة “العربية”، أن عرش الملكة بلقيس التي حكمت الدولة السبئية، لم يكن كما يتردد في منطقة مأرب باليمن، شمالي شرق اليمن، ولا وجود لها في ذلك المكان، وإنما كانت في منطقة دومة الجندل التابعة إداريًا لإمارة منطقة الجوف شمالي المملكة العربية السعودية. ويقول مقدم البرنامج التلفزيوني إنه لم يتم العثور على أي نص سبئي في جنوب السعودية، يدل على أن مكلة سبأ التي قدمت على النبي سليمان، عاشت في اليمن.

تحقق المشاهد

من خلال التحقق الذي أجراه موقع “المشاهد”، تبين أن الادعاء ليس صحيحًا، حسب الأستاذ الجامعي للتاريخ والحضارة القديمة بجامعة صنعاء، عبدالله أبو الغيث، وإعلان اليونسكو الأخير بضم معالم سبأ في مأرب، ضمن قائمة التراث العالمي.

مقطع الفيديو المتداول يعود إلى الحلقة 22 من برنامج تلفزيوني على قناة العربية بعنوان “على خطى العرب” ونشر في 23 أبريل 2017.

رابط الفيديو الأصلي-قناة العربية-أبريل 2017

وقال أبو الغيث، في حديث لـ”المشاهد” إن “التاريخ لا يكتب أو يروى بالأهواء وبالقصص المثيرة للجدل، أكثر من الاعتماد على حقائق تاريخية وبراهين دامغة”.

وأضاف أن الأوصاف التي وردت في القرآن عن مملكة سبأ، تدل على عظمة مملكة سبأ دون غيرها من الممالك الآشورية، فالقرآن الكريم تارةً يصفها بالعظمة “ولها عرش عظيم”، وتارةً آخرى بالقوة “نحن أولو قوةٍ وأولو بأسٍ شديد”.

وتابع أن هذه الادعاءات والمزاعم ليست بجديدة حول سبأ في اليمن، “فقد سبقهم الكثير، فنسبوا قيام مملكة سبأ في الحبشة، ومنهم من قال في الأردن، ومنهم يقول في مصر أو فلسطين، ولا ندري لمن سينسبونها غدًا”، حد تعبيره.

إقرأ أيضاً  توقف حوافز المعلمين في مأرب

وقال: إذا قلنا إنها كانت في فلسطين كما يزعمون، فستكون قريبة من مملكة نبي الله سليمان عليه السلام، وحتمًا سيعلم بها لقربها من مملكته، ولا داعي أن توثق لحظات الزهو والنشوة والتبجح عند الهدهد، فيقول لنبي الله سليمان “أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأٍ بنبأٍ يقين”، ومع ذلك شكك النبي سليمان عليه السلام بكلام الهدهد، فقال “سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين”.

وأضاف: “من الأدلة أن الكتب السماوية تحدثت عن مملكة سبأ، وفي اليمن يتواجد قرابة 7 آلاف نقش تتحدث عن مملكة سبأ، والآثار متواجدة حتى اليوم في عاصمة المملكة محافظة مأرب، كالسدود والمعابد وغيرها”.

وقد أظهر تقرير متلفز لمراسل قناة “العربية”، محمد العرب، نشر في مايو 2017، على القناة الرسمية لتلفزيون قناة “العربية”، يتحدث فيه من داخل مقر مملكة سبأ، وهذا يناقض سردية الفيديو المتداول بشأن ملكة سبأ بدومة الجندل في برنامج على “خطى العرب”.

تقرير قناة العربية عن مملكة سبأ بمأرب-مايو 2017

السياق الزمني

تزامن إعادة تدوال الادعاء بشأن ملكة سبأ، مع إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والثافة والعلوم (اليونسكو)، في 25 يناير، إدراج معالم ممكلة سبأ في مأرب في قائمة اليونكسو للتراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر.

وقال أبو الغيث إن هذه الخطوة “إنجاز رائع سيخدم التاريخ والآثار اليمنية، في حال إذا وصلت التنقيبات في العاصمة السبئية مأرب، إلى القرن العاشر قبل الميلاد، الذي عاشت فيه الملكة، فبالتأكيد سنصل للنقوش المطلوبة، لأن القرآن الكريم يذكر أنها كانت تقرأ من خلال قراءتها للرسالة التي وصلتها من نبي الله سليمان، بمعنى أن الكتابة كانت معروفة في عهدها”.

المصادر

أستاذ التاريخ والحضارة القديمة بجامعة صنعاء، عبدالله أبو الغيث – حساب منظمة اليونسكو الموثق على تويتر

مقالات مشابهة