المشاهد نت

باحث يمني :تصريحات ظريف “الهادئة” تجاه السعودية للإستهلاك الداخلي  

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف- Reuters Ruben Sprich
المشاهد – صنعاء – خاص :
بدت لغة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أكثر هدوءً وأقل حدة خلال حديثه عن العلاقة الإيرانية مع المملكة العربية السعودية أثناء مشاركته في المنتدى الإقتصادي العالمي دافوس الذي يقام في سويسرا من كل عام.
وتقود المملكة العربية السعودية تحالفا عربيا ضد جماعة الحوثي في اليمن المعروفة بولائها لإيران، كما وقفت بقوة في وجه الإحتجاجات الشيعية التي اندلعت في البحرين ضد النظام البحريني خلال العام 2011 و 2012 ، وتدعم فصائل في المعارضة السورية المناهضة لنظام بشار الأسد وهو الأمر الذي تسبب في دخول العلاقات  السعودية الإيرانية توترا غير مسبوق في تاريخ العلاقات بينهما.
 
وعلى خلاف ماكان متوقعا من المسؤول الإيراني المشارك في المنتدى فقد دعا ظريف بلاده والمملكة العربية السعودية بأن يعملا معا للمساعدة على إنهاء الصراعات في سوريا واليمن. مؤكدا على إمكانية العمل سويا على إنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سوريا واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة.
 
الأغرب في تصريحات وزير الخارجية الإيراني هو حديثه عن مايشبه التنسيق السعودي الإيراني في لبنان، وتأكيده بأنه كان هناك تعاون بشأن لبنان العام الماضي. وقال: إن إيران والسعودية تمكنتا من وقف عرقلة عملية الانتخابات الرئاسية في لبنان وحققتا نجاحا”.
 
لا تفاؤل
ورغم أنه لارد سعودي حتى الآن على تصريحات وزير الخارجية الإيراني إلا أن مراقبين لم يبدوا تفاؤلهم بما جاء على لسان ظريف خصوصا وأنها تأتي بعد يوم واحد فقط من تصريحات الرئيس الإيراني حسين روحاني والتي طالب فيها المملكة العربية السعودية بوقف ما سماه العدوان على اليمن وتدخلاتها في المنطقة.
 
وبحسب الباحث في الشأن الخليجي والسياسة الإيرانية عدنان هاشم فإن “الخطاب الإيراني الذي جاء على لسان ظريف في منتدى دافوس هو استهلاك موجه للداخل الإيراني الذي تتزايد أوضاعه المعيشية تدهوراً بفعل استمرار العقوبات والتكاليف الباهضة التي تدفعها إيران في حروبها الخارجية”.
 
وقال: “الخطاب هدفه إيصال رسالة للإيرانين مفادها: “نريد أن نصل إلى حالة الاستقرار ووقف الحروب لكن الرياض لا تريد ذلك ونحن ندافع فقط”. معتبرا أن هذا الخطاب يأتي بعد عام على فشل الاتفاق النووي في تحسين أوضاع المواطنين الإيرانيين.
ولم يستبعد الباحث اليمني في حديثه لـ”المشاهد” أن يكون الخطاب الإيراني بدعوة السعودية والتودد لها متزامنا مع السياسة الأمريكية الجديدة التي ترى طهران أنها ستكون ضد مصالحها في الشرق الأوسط، “لذا فإنها تحاول تليين الخطاب الأمريكي الذي تتوقعه جافاً بإلقاء اللوم بحروب المنطقة على رفض السعودية التفاوض معها وفي ذلك الكثير من الإلتواء الإيراني المعهود بإلقاء كوارث ما تصنعه على بلدان الخليج العربي”.
ويشدد الباحث اليمني على أن السياسة الإيرانية الخارجية لن تتغير، كما لن يكون للخطاب الإيراني أي قيمة في العلاقات الدولية بينها ودول الجوار ما لم توقف أدواتها وتوقف التعامل مع بلدان الجوار بسياسة الحروب الصليبية. 
 
كما استبعد أن يكون هناك أثر على سياسة الرياض التي تصدرت في الدفاع عن البلدان العربية ضد التمدد الإيراني لأن السعودية بتأكيده تدرك فحوى الخطاب الإيراني ورسائله ولن يكون هناك حتى رد على دعوة روحاني أو ظريف.
 
وتتواجه السعودية وإيران في كافة القضايا في المنطقة وخصوصا الوضع في اليمن والحرب في سوريا والبحرين. وتدعم إيران جماعة الحوثي في اليمن في حين تدعم السعودية الحكومة المعترف بها دوليا كما أن طهران تدعم معارضي الأسرة الحاكمة في البحرين المدعومة من الرياض.
مقالات مشابهة