المشاهد نت

التحالف العربي يحسم معركة “المخا” والمبعوث الاممي ينهي مشاوراته في صنعاء

الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المخا
التحالف العربي يحسم معركة "المخا" والمبعوث الاممي ينهي مشاوراته في صنعاء
الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المخا

المشاهد – متابعات :

القوات الحكومية اليمنية تعلن استعادة مدينة المخا ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر، في افضل تقدم لها عند الساحل الغربي منذ استعادة مضيق باب المندب في تشرين الاول / اكتوبر 2015.

وجاء هذا التقدم اثر معارك طاحنة وضربات جوية عنيفة أوقعت اكثر من 150 قتيلا غالبيتهم من المقاتلين الحوثيين وحلفائهم العسكريين.

وذكرت وكالة الانباء الحكومية ان نائب رئيس هيئة أركان الجيش الحكومي اللواء احمد اليافعي، ابلغ الرئيس اليمني عبدربه منصور هاديي “ان قوات الجيش والمقاومة الشعبية تمكنت من تحرير المخا بالكامل”.

وتهاوت تحصينات الحوثيين وقوات الرئيس السابق تباعا بعد سقوط قاعدة عسكرية للدفاع الساحلي تحت قصف جوي وبحري عنيف من مقاتلات التحالف.

وتلقى حلفاء الحكومة دعما من مقاتلات التحالف وبوارجه الحربية التي شنت سلسلة ضربات عنيفة على اهداف متقدمة للحوثيين في الشريط الساحلي للبحر الاحمر، ضمن عملية عسكرية واسعة اطلقتها القوات الحكومية في السابع من الشهر الجاري لاستعادة مدن وموانئ الساحل الغربي انطلاقا من مدينة عدن الجنوبية، حيث تقع اهم معسكرات التحالف التي تهيمن عليها القوات الإماراتية.

ونجحت الحملة العسكرية التي خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين بينهم قيادات ميدانية رفيعة، في استعادة اجزاء واسعة من مديرية ذو باب والتقدم شمالا اكثر من 60 كم وصولا الى ميناء المخا الخاضع لسيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق منذ عامين.

وكان اعلام الرئيس السابق قال ان الحوثيين وحلفاءهم احبطوا محاولات تقدم زوارق حربية تابعة لقوات التحالف باتجاه سواحل المخا، تحت غطاء جوي وبحري مكثف.

ونقلت صحيفة “اليمن اليوم” المملوكة للرئيس السابق عن متحدث باسم القوات الموالية للحوثيين، إن مقاتلي الجماعة وحلفاءها تصدوا بقوة للزوارق الحربية رغم فارق التسليح بين الطرفين.

ورصد الحوثيون وحلفاؤهم اكثر من 100 غارة جوية لمقاتلات التحالف خلال الساعات الماضية على طول الشريط الساحلي للبحر الاحمر.

وذكرت تلك المصادر أن الغارات الجوية استهدفت المجمع الحكومي لمديرية المخا والميناء ومبنى إدارة الأمن، وعدد من المواقع العسكرية والطرق الرئيسة والفرعية.

واتهم تحالف الحوثيين والرئيس السابق البوارج الحربية لقوات التحالف باستخدام اسلحة محرمة دوليا في قصف مديريتي ذوباب والمخا عند الساحل الغربي لمحافظة تعز.

التحالف العربي يحسم معركة "المخا" والمبعوث الاممي ينهي مشاوراته في صنعاء
قوات تابعة للمقاومة الحكومية في الساحل الغربي على البحر الاحمر – تصوير عبدالله الحسني

وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين ان البوارج الحربية اطلقت صواريخ “فسفورية شديدة الانفجار” على مديريتي ذوباب والمخا.
وفي مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، قالت مصادر اعلامية موالية للحكومة، ان القوات الحكومية تمكنت خلال الايام الاخيرة من التقدم لمسافة 4كيلومترات حتى مشارف قرية “الضبوعة” على الحدود مع مديرية ارحب الواقعة عند الضواحي الشمالية لمدينة صنعاء.

وحسب تلك المصادر فان هذا التقدم يتيح لحلفاء الحكومة تأمين خط امداد رئيس الى جبهة نهم من محافظتي مأرب والجوف.

في المقابل قال الحوثيون ان 70 عنصرا من القوات الحكومية قتلوا بمعارك اليوميين الماضيين في مديرية نهم شرقي العاصمة اليمنية صنعاء.

وتدخل الطيران الحربي خلال الساعات الاخيرة بشن سلسلة ضربات جوية على مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق تركزت معظمها عند الساحل الغربي على البحر الاحمر وفي محافظات صعدة وتعز والحديدة وحجة ومأرب ومحيط العاصمة صنعاء .

كما شنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مواقع متقدمة للحوثيين وقوات الرئيس السابق عند الشريط الحدودي مع السعودية، حيث اعلن مقاتلو الجماعة عن اقتحام معسكر سعودي في منطقة جازان المتاخمة لمحافظتي صعدة وحجة.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

وافاد اعلام الحوثيين ان وحدات عسكرية تابعة للجماعة وحلفائها نفذت امس الاحد عملية نوعية في معسكر “الغاوية”، ومواقع سعودية جديدة في الخوبة بمنطقة جازان، اسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم ضباط رفيعون في صفوف الجيش السعودي.

يأتي هذا التطور الميداني الكبير في وقت أنهى فيه مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، زيارة للعاصمة اليمنية صنعاء، التقى خلالها الوفد المفاوض للحوثيين والرئيس السابق، لبحث فرص احتواء التصعيد العسكري الكبير في العمليات القتالية واستئناف جولة جديدة من مفاوضات السلام اليمنية المتوقفة منذ اغسطس الماضي.

وقال الوسيط الدولي في تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته صنعاء، انه التقى بقيادات في حزب المؤتمر الشعبي والحوثيين وناقش معهم وقف الأعمال القتالية.

واشار المبعوث الاممي الى ان “الكرة الان في ملعب النخب السياسية اليمنية من الطرفين”.

واشار الى انه عقد لقاءا وديا مع وزير خارجية الحوثيين هشام شرف ، بصفته القيادية في حزب المؤتمر الشعبي ، لكنه اكد ان الامم المتحدة لا تعترف سوى بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

اضاف ” هذه نقطة واضحة وستبقى واضحة”.

وكان مبعوث الامم المتحدة، الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ احمد، رفض في وقت سابق، اشتراط حلفاء صنعاء برنامجا للزيارة يشمل لقاءات بالحكومة الاحادية غير المعترف بها دوليا.

وطالب المبعوث الدولي بفتح مطار صنعاء الدولي امام الرحلات التجارية بأسرع وقت ممكن.

وقال ان منع المدنيين من المغادرة والهبوط في مطار صنعاء، من شانه ان يؤثر بشكل كبير على الوضع الإنساني في اليمن.

وحمل الوسيط الدولي مقترحا بتفعيل لجنة التهدئة العسكرية بدءا باجتماعات مشتركة في العاصمة الاردنية عمان، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، والتمهيد لجولة مشاورات جديدة حول خطة اممية أميركية للحل الشامل في اليمن.

ويريد المبعوث الاممي الحصول على تعهدات إضافية من جانب تحالف الحوثيين والرئيس السابق في الجانب الأمني الذي يتضمن تسليم الأسلحة البالستية لطرف محايد.

وحصل الوسيط الدولي على دعم خليجي لمواصلة جولة تقريب وجهات النظر بين المتحاربين اليمنيين، في مهمة “الفرصة الاخيرة” للمبعوث الاممي حسب ما افادت مصادر سياسية يمنية.

ومؤقتا فقد الوسيط الدولي برحيل إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما عن السلطة، داعما قويا لخطة احلال السلام في اليمن.

وكان وزير الخارجية الأميركي المنتهية ولايته جون كيري، اطلق نهاية أغسطس الماضي، مبادرة لدعم خطة اممية للسلام، على ان تعطي اولوية خاصة لأمن المملكة السعودية ودوّل الجوار الخليجي، مقابل مشاركة الحوثيين وحلفائهم في حكومة وحدة وطنية.

واجرى الوسيط الدولي خلال الاسابيع الاخيرة سلسلة لقاءات مع مسؤولين يمنيين، وخليجيين ودبلوماسيين غربيين ضمن جولة جديدة في المنطقة استهلها من الرياض والدوحة ومسقط، وعدن، وعمان، وصنعاء.

وتأمل الامم المتحدة في دفع الاطراف اليمنية الى جولة حاسمة من المفاوضات حول خطة اممية للحل السياسي والامني تتضمن انسحاب الحوثيين وحلفائهم من العاصمة صنعاء، وتسليم اسلحتهم البالستية “لطرف محايد” مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.

وفشلت اربع جولات من المفاوضات منذ اندلاع الحرب الطاحنة، في احراز اي اختراق توافقي يضع حدا للصراع الدامي الذي خلف اكثر من 10 الاف قتيل على الاقل وثلاثة ملايين نازح، حسب تقديرات اممية.

مونت كارلو – عدنان الصنوي

مقالات مشابهة