المشاهد نت

غارات التحالف تهز صنعاء والمبعوث الأممي يدعو إلى وقف القتال

معارك الساحل الغربي

المشاهد – صنعاء :

دعا مبعوث الامم المتحدة، اسماعيل ولد الشيخ احمد الى وقف فوري لاطلاق النار في اليمن، على وقع تصعيد عسكري غير مسبوق للعمليات القتالية عند الساحل الغربي والشريط الحدودي مع السعودية ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء.

الوسيط الدولي الذي انهى امس الاثنين مشاورات قصيرة مع تحالف الحوثيين والرئيس السابق في العاصمة اليمنية، قال في بلاغ صحفي”ان التسوية السلمية هي السبيل الوحيد لانهاء معاناة الشعب اليمني”.

وجدد ولد الشيخ احمد، الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار، والبحث في خطة شاملة لوقف دائم للقتال في غضون اسبوعين.

وحث المسؤول الاممي الحوثيين وحلفاءهم العسكريين، الى الانخراط في مفاوضات مفصلة بشأن الانسحاب من المدن وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط، قائلا ان هذه الخطة تشكل جزءا اساسيا من اتفاق شامل للسلام المنشود”.

واشار الى ان مشاوراته مع ممثلي الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي تركزت حول انجاز تسوية سياسية كاملة وشاملة للازمة، واستئناف وقف الاعمال القتالية.

ميدانيا.. قالت مصادر عسكرية ومحلية وثيقة الاطلاع لمونت كارلو الدولية، ان معارك عنيفة وتبادل للقصف المدفعي ماتزال مستمرة في محيط ميناء ومدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر.

واكدت المصادر، تعثر القوات الحكومية في اقتحام ميناء ومركز مديرية المخا نتيجة الألغام التي خلفها المقاتلون الحوثيون وراءهم، لكنها أكدت سيطرة هذه القوات على قاعدة عسكرية للدفاع الساحلي شرقي مديرية المخا والتقدم الى أبواب مينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

الى ذلك قال مصدر عسكري، إن القوات الحكومية باتت تسيطر على الضواحي الشرقية والجنوبية لمدينة المخا، في حصار محكم لاجبار المسلحين الحوثيين وحلفائهم على الانسحاب من المدينة.

وكانت القوات الحكومية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، أعلنت امس الاثنين، استعادة مديرية المخا بالكامل في افضل تقدم لها عند الساحل الغربي منذ استعادة مضيق باب المندب قبل اكثر من عام.

وجاء هذا التقدم اثر معارك طاحنة وضربات جوية عنيفة أوقعت اكثر من 150 قتيلا غالبيتهم من المقاتلين الحوثيين وحلفائهم العسكريين حسب مصادر متطابقة.
وتلقى حلفاء الحكومة دعما من مقاتلات التحالف التي شنت اكثر من 300 غارة جوية خلال 24 ساعة الماضية تمهيدا لهذا التقدم الحكومي الهام، الذي يأتي ضمن عملية عسكرية واسعة اطلقتها القوات الحكومية في السابع من الشهر الجاري لاستعادة مدن وموانئ الساحل الغربي انطلاقا من مدينة عدن الجنوبية، حيث تقع اهم معسكرات التحالف التي تهيمن عليها القوات الإماراتية.

ونجحت الحملة العسكرية التي خلفت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين بينهم قيادات ميدانية رفيعة، في استعادة اجزاء واسعة من مديرية ذو باب والتقدم شمالا اكثر من 60 كم وصولا الى ميناء المخا الخاضع لسيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق منذ عامين.

اعلام الرئيس السابق اعترف بتقدم نسبي لحلفاء الحكومة في مديرية المخا بغطاء جوي وقصف بحري متواصل، لكنه نفى السيطرة على ميناء ومركز المديرية الساحلية.

واتهم تحالف الحوثيين والرئيس السابق قوات التحالف بنهج سياسة “الارض المحروقة”، عند الساحل الغربي بعد ان شنت نحو 300 غارة جوية، تزامنا مع قصف مكثف من البوارج البحرية ومروحيات الاباتشي على مناطق الكدحة وواحجة، في مديرية ذو باب، والمحجر البيطري والمجمع الحكومي والميناء بمديرية المخا.

وقالت تلك المصادر ان القصف البحري والتحليق المتواصل لمروحيات الأباتشي، ساهمت في تحقيق حلفاء الحكومة “تقدم نسبي” صوب موقع الدفاع الساحلي، شرقي مديرية المخا.

في السياق اكدت مصادر حكومية سقوط قتلى وجرحى في صفوف حلفاء الحكومة بغارة جوية خاطئة لمقاتلات التحالف في منطقة كهبوب حوالى 20 كم شمالي شرق مضيق باب المندب.

وقالت تلك المصادر ان الغارات الجوية، استهدفت مركبة لقائد لواء “زايد” في القوات الحكومية العميد عبدالغني الصبيحي، ما اسفر عن مقتل اثنين من مرافقيه على الأقل،واصابة اخرين.

في الاثناء تحدثت مصادر ميدانية بان منظومة الباتريوت التابعة لقوات التحالف، اعترضت صاروخين بالستيين اطلقهما الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون باتجاه مواقع القوات الحكومية في مضيق باب المندب، من معسكر خالد بن الوليد في مفرق المخا غربي مدينة تعز.

وقتل 7 مسلحين حوثيين وعنصرين من القوات الحكومية بمعارك كر وفر بين الطرفين شرقي وغربي مدينة تعز، حسب ما افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة.

من جهة أخرى اعلن الحوثيون وحلفاؤهم عن مقتل 3 عناصر من القوات الحكومية بمواجهات عنيفة في جبهة كرش، شمالي محافظة لحج على الطريق الممتدة بين تعز وعدن.

إقرأ أيضاً  «معارض رمضانية» تخفف معاناة المواطنين بحضرموت

المصادر ذاتها قالت ان 4 عناصر من حلفاء الحكومة قتلوا بمعارك بين الطرفين في مديرية الصلو جنوبي شرق محافظة تعز.

وفي مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، قال الحوثيون انهم صدوا هجوما لحلفاء الحكومة بإتجاه سلسلة جبال يام المطلة على مفترق طرق بين ثلاث محافظات مجاورة.

وكانت القوات الحكومية، اعلنت يوم أمس الاول عن تقدم جديد في هذه الجبهة لمسافة 4 كيلومترات حتى مشارف قرية “الضبوعة” على الحدود مع مديرية ارحب الواقعة عند الضواحي الشمالية لمدينة صنعاء.

وعلى مدى الساعات الاخيرة شنت مقاتلات التحالف ضربات جوية عنيفة على مستودعات أسلحة للحرس الجمهوري عند المدخل الجنوبي للعاصمة اليمنية.

وأحدثت هذه الغارات انفجارات عنيفة هزت الضواحي الجنوبية للمدينة مع تطاير للاسلحة في أنحاء متفرقة من منطقة الهجمات.

كما ضربت مقاتلات التحالف مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق عند الساحل الغربي ومحافظات صعدة وتعز والحديدة وحجة ومأرب والجو وشبوة وريف العاصمة صنعاء.

وقال الحوثيون ان 3 مدنيين قتلوا على الاقل واصيب 5 اخرين بغارة جوية استهدفت سوقا شعبية بمديرية كتاف غربي محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمالي البلاد.

وافادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بارتفاع ضحايا غارة جوية استهدفت الطريق العام بمنطقة مران في مديرية حيدان جنوبي غرب محافظة صعدة، الى 10 قتلى بينهم امرأة.

على صعيد الحرب ضد الارهاب، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية، انها استهدفت مركزا لعمليات تنظيم القاعدة في اليمن بغارات جوية أسفرت عن مقتل خمسة عناصر من التنظيم الجهادي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية جيف دايفيس، ان الغارات نفذت على مدى ثلاثة ايام من 20 الى 22 يناير الجاري.

ولم يقدم المتحدث أي تفاصيل اضافية حول الغارات والمواقع التي قصفت، أو هوية والمستوى القيادي للأشخاص الذين قتلوا بهذه الغارات.

وفي سياق انساني..كشف مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الانسانية عن ضعف استجابة المانحين لخطة تمويل الاحتياجات الانسانية في اليمن للعام الماضي، المقدرة بنحو 1.63 مليار دولار.

وحصلت المنظمة الدولية على 984 مليون دولار، وهو ما يعادل نحو 60 بالمائة، من اجمالي التمويل المطلوب للاحتياجات الانسانية، ذهب نصفها تقريبا لتمويل احتياجات الامن الغذائي، حسب تقرير اممي حصلت عليه مونت كارلو الدولية وفرانس24.

وخصص نحو 106.3 ملايين دولار للمنظمات الصحية 60.8 مليون دولار لجهود مكافحة سوء التغذية و55.7 مليون دولا لقطاع المياه والصرف الصحي، فيما توزع بقية التمويل على قطاعات التشغيل والامداد والتموين واللاجئين وتنسيق المخيمات والمواد غير الغذائية.

وحسب التقرير الاممي تصدرت الحكومة الأميركية، قائمة التمويلات بمبلغ 316 مليون دولار كأكبر ممول لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، تليها المملكة المتحدة بمبلغ 168.8 مليون دولار، ثم السعودية بمبلغ61.3 مليون دولار، وألمانيا 55.9 مليون دولار، فالاتحاد الأوروبي 54.6 مليونا، واليابان 41.3 مليون، والكويت 40.7 مليون والسويد 26.2 مليون دولار. وقدمت الامارات 18 مليون دولار وكندا 15.7 مليون دولار وهولندا 12.4 مليون دولار.

لكن اجمالي المساهمات خارج خطة الاستجابة الانسانية حسب التقرير بلغت 749.4 مليون دولار حتى 10 يناير الجاري، تصدرتها الامارات العربية المتحدة بمبلغ 446.6 مليون دولار، تليها السعودية بمبلغ 230.8 مليون دولار، فالاتحاد الاوربي بمبلغ 35مليون دولار.

وكانت الامم المتحدة وجهت العام الماضي نداء عاجلا للمجتمع الدولي بتوفير مبلغ 1.63مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الانسانية في اليمن، في وقت حذر فيه مسؤولون امميون من تدهور كارثي للاوضاع الانسانية في البلاد مع ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بنسبة 200 بالمائة بعد عامين من الحرب الطاحنة.

واظهرت تقارير الامم المتحدة بان عدد السكان المحتاجين لمساعدات انسانية في اليمن وصل الى 18 مليون شخص، بينهم نحو 10ملايين بحاجة الى مساعدات ملحة للبقاء على قيد الحياة، بزيادة 20 بالمائة عما كان عليه الحال قبل اندلاع الحرب المستمرة في البلاد منذ مارس اذار العام 2015.

وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن جيمي ما كغولدريك في تصريحات سابقة ان ” 14مليون يمني يفتقرون الى الامن الغذائي، بينما يعاني نصفهم من انعدام الامن الغذائي الشديد “.

واشار المسؤول الاممي الى ان 1.7 مليون طفل ايضا دون الخامسة من العمر يعانون من سوء التغذية الحاد والمتوسط، بينما يموت طفل يمني كل 10 دقائق نتيجة لأمراض يمكن الوقاية منها حسب منظمة اليونيسف.

المصدر : مونت كارلو الدولية – عدنان الصنوي

مقالات مشابهة