المشاهد – خاص :
لم يجد الشباب وخصوصاً الناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن وسيلة ـ ناجعة وفعالة لشن حملات كشف وفضح مخالفات الفاسدين ـ أكثر من منصة الفيس بوك بظل غياب الاعلام التقليدي في ظروف الحرب المشتعلة منذ عاميين.
ومثل الفيس بوك بظل ظروف الحرب منصة اليمنيين الأولى لشن حملات كشف مخالفات الفاسدين وتمكنت العديد من الحملات الإعلامية في الفيس بوك من الإطاحة بالعديد من الشخصيات اليمنية التي اشتهرت بمخالفاتها للقانون واستغلال مناصبها العليا لتحقيق مصالحها الشخصية والأضرار بالحق العام.
هذا وأضحى السياسيون في اليمن يحسبون ألف حساب لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلطة حقيقية تغير الموازين وتسهم في صناعة القرار، في حين يؤكد مراقبون أن على السياسيين الاحتراس من الوقوع في الأخطاء بعدما أصبحوا تحت مجهر نشطاء شبكات التواصل.
وجاءت قضية الإطاحة بالمسئول الدبلوماسي اليمني “أحمد السعدي” مسئول منفذ الوديعة الحدودي الرابط بين اليمن والسعودية في الثامن من فبراير العام الماضي كأول الحملات الفيسبوكبة التي تمكن من خلالها الناشطون من الإطاحة بمسئول يمني رفيع المستوى على خلفيات تهم ارتكاب مخالفات مالية وادارية غير قانونية، لتتوالى بعدها حملات نقد متلاحقة لكثير من اجراءات فساد الحكومة الشرعية التي يتزعمها الرئيس عبده ربه منصور هادي.
حملة نشطاء الفيس بوك المطالبة بإقالة “السعدي ” دفعت بوزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي بتشكيل لجنة تقصي لكشف الحقيقة وهو ما ثبت لاحقاً تورط المسئول الدبلوماسي اليمني أحمد السعدي بارتكاب مخالفات قانونية.
المخلافي وبعد فترة وجيزة يصدر قرار اقالة السعدي مشيراُ من خلال منشور بثه عبر صفحته الخاصة في الفيس بوك قال فيه ” تم تغيير المسؤول القنصلي في منفذ الوديعة الذي شكى منه المواطنون ونزول لجنة لتقييم عمل مكتب القنصلية لتحديد القصور والمعوقات والمسؤوليات في المنفذ”.
هذه الخطوة مثلت كأول إجراء تقوم به الحكومة اليمنية الشرعية بتغيير مسئول دبلوماسي يمني على خلفيات حملة كشف فساد قام به رواد الفيس بوك وهو ما رفع الحماس لدى متابعي الفيس بوك لمواصلة حملاتهم التشهيرية ضد الفاسدين.
حملات متواصلة
وتشتعل منصة الفيس بوك في اليمن هذه الايام بحملات محمومة ضد الفاسدين وخصوصاً في وزارة الخارجية اليمنية وتحت مانشتات وعناوين عديدة كحملة “افـضـح، اكــشــف، شـــــارك .. فساد الدبلوماسية اليمنية , تجد العديد من قضايا الفساد التي تشتعل بها صفحات الفيس بوك. https://www.facebook.com/hashtag/%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9?source=feed_text&story_id=10207493210797762&pnref=story
ومثلت قضية قيام السفير اليمني في باكستان مطلع الاسبوع السابق محمد العشبي باحتجاز الطلاب اليمنيين المحتجين على صرف مستحقاتهم المالية في مقر السفارة اليمنية هناك ابرز قضايا الفساد الساخنة التي احدثت ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي , تفاعلت معها قيادة وزارة الخارجية اليمنية ووجهت السفير العشبي بسرعة اطلاق سراح الطلاب المحتجزين دون قيد أو شرط .
هذه الوقائع وأخرى مشابهة جعلت السياسيين اليمنيين يحسبون ألف حساب لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلطة حقيقية تغير الموازين، وتسهم في صناعة القرار السياسي في اليمن
وتمتلئ منصة فيس بوك بعشرات الصفحات المتخصصة والتي انشأها الرواد اليمنيين منها من تهتم بمكافحة الفساد وأخرى بمطالبات حقوقية وغيرها من الصفحات المتخصصة بمكافحة الظواهر السلبية في المجتمع.
من ابرز هذه الصفحات صفحة حملة كفاية فساد https://www.facebook.com/Enoughcorruptioncampaign/?fref=ts
صفحة حملة مكافحة الفساد المالي في اليمن https://www.facebook.com/anti.financia.corruption.Yemen/?fref=ts
صفحة حملة لا للتميز في اليمن
ebook.com/NoDiscrimination.YE/?fref=tshttps://www.fac
حشد وتأثير
ويلعب الفيس بوك ادواراً مهمه في اليمن خصوصاً مع حالات التضييق التي تواجه وسائل الإعلام وبات ساحة مفتوحة لممارسة حرية التعبير بعيدا عن الرقابة الخانقة كما اصبح يمثل اداة تواصل فعالة بين الجماهير ومصادر صناعة القرار. وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي يقول دكتور الاعلامي والاتصال عبد الباسط الشرعبي إنها تسهم في خلق شحنات حقيقية لمناهضة السياسات ودعم المبادرات الإنسانية وحشد الرأي العام بصفة شاملة.
ويوضح الشرعبي في تصريح للمشاهد أن هذه الوسائل لا تخضع لأي سلطة غير سلطة المنطق والقدرة على إقامة الحجة وتجييش العاطفة والقدرة على جلب “اللايكات” (الإعجاب)، فضلا عن كونها تمثل فضاء لتعدد الآراء وتقليب المواضيع على أكثر من وجه، مشيراً أنه على السياسي الاحتراس من الأخطاء لأنه أضحى تحت مجهر نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه لا سبيل في التعامل السياسي الجيد مع هذه الشبكات سوى الشفافية.
في سياق متصل يعتبر بديع العبسي وهو شاب ناشط في موقع التواصل الاجتماعي ومؤسس حملة اقالة “أحمد السعدي” أن الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي اضحت لدى اليمنيين وسائلهم الوحيدة للتنفيس والتعبير عن معاناتهم في ظل التضييق الاعلامي وقمع الحريات كما اصبحت في الوقت نفسة وسائلهم لكشف وفضح الفاسدين وتوجيه النقد للواقع العام https://www.facebook.com/hashtag/%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9?source=feeryd_text&story_id=10207493210797762&pnref=sto
