المشاهد نت

جرحى يحتفلون وآخرون يتوجعون في تعز

صورة لجرحى من المقاومة اثناء الاحتفال بزواجهم

تعز – المشاهد – إسماعيل أحمد

جرحى يحتفلون وآخرون يتوجعون في تعز
صورة لجرحى من المقاومة والجيش في تعز يتظاهرون للمطالبه بمعالجتهم

في شارع جمال وسط مدينة تعز وسط اليمن ، اليوم السبت ، عجزت أجواء الفرحة عن إخفاء أصوات الوجع ، حيث اختلطت الأهازيج بالآلام في صورة تبعث على الحسرة .

يحتفل 20 من الجرحى الذين بترت الحرب أعضاءهم وأفقدتهم بعض حواسهم ، في عرس جماعي مهيب بمبادرة كريمة من رجال الخير نظمتها جمعية معاذ التنموية ، فيما يتضور ، في الضفة المقابلة ، عشرون جريحاً آخرين ألماً ممن لم يجدوا فرصة لعلاج جروحهم جراء الحرب .

تختلط زغاريد فرحة العرسان بدموع المكلومين من زملائهم المحتجين ، في صورة تراجيدية تختزل تفاصيل الحالة التعزية التي افرزتها نيران الحرب .

وتصبح الصورة كما لو كانت لوحة فنية تُشعّ بياضاً قبل أن يقع عليها بعضاً من السواد ويحيل بياضها الناصع إلى لون رمادي يعتم ضوءها .

منذ ستة أيام ، اختار عدد من ذوي الجراحات المفتوحة رصيف شارع جمال ليحطّوا رحالهم فيه معلنيين الإحتجاج بسبب تجاهل جراحاتهم التي تزداد نزيفاً مع كل يوم يتأخرون فيه عن العلاج .

انفجرت جراحاتهم اليوم واتسعت لتطال أرواحهم مع رؤية أمثالهم من الجرحى المبتورين وقد اندملت جراحاتهم وباتو يحتفلون بأعراسهم بجوارهم .

يبدو الشارع كالبحر حين يحتضن تراقص الأحياء ويلفظ الجثث المتعفنة إلى ضفافه حيث يتموضع مأسوري الجراح بأحزانهم على بعد بضعة أمتار من دفوف البهجة التي تحتل المكان ، حيث يحتفل الآخرون وقد تجاوزوا جراحاتهم .

يتحدث أحد الجرحى للـ “المشاهد” مدفوعاً بقوة أحزانه ويختصر معاناته بالقول :

” لنا ستة ايام في الشارع نعمل وقفات احتجاجية للمطالبة بعلاج جراحنا التي تعفنت ، نطالب السلطات المعنية ونناشدها ان تعمل على معالجة جراخنا اسوة بزملائنا الذين تم ارسالهم للعلاج الي تركيا والسودان وغيرها “،

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

ويتساءل بحسرة :
لماذا نحن لم يتم النظر الي جراحنا ونحن خرجنا من اجل تعز ومن اجل الشرعية التي بفضل الله ثم بفضل تضحياتنا عادت الي الوطن ؟
هل لاننا لا ننتمى لاحزاب وجماعات معينة يتم تجاهل جراحنا التي نصارعها منذ ما يقارب العام ونصف ؟

ويضيف بوصف طموحه : نحن نبحث عن العلاج وحسب ، في إشارة إلى الزهد في فعالية العرس الجماعي التي تزاحمهم المكان .

وأشار الجريح إلى أنهم قد يضطروا لاستخدام طريقة قطع الشارع في حال تجاهل معاناتهم .

خلف الحوثيون بحربهم على تعز مئات الجرحى ممن بترت أعضاؤهم ولا زالت الحرب تصيب العشرات من أبناءتعز المقاتلين أو المدنيين على السواء ، حيث تنفجر الألغام في الحارات السكنية ومنازل المواطنيين .

ويُلقي الجرحى الذين لم يجدوا فرصة للعلاج حتى الان ، اللائمة على السلطة المحلية ، ويعاتب المجتمع ، بكل فئاته ومكوناته ونظمه وتنظيماته ، على طريقته في التمييز بين الجرحى أو على الأقل تقدير مشاعرهم في هكذا حالة .

يحتفظ الجرحى المتماثلين للشفاء بحقهم في الفرح والإبتهاج وممارسة حياتهم بصورة طبيعية ، وهذا أقل ما يمكن للمجتمع أن يكافئهم به ، ولكن بالمقابل ، يحتفظ إخوانهم الجرحى المأسورين لجراحهم بحقهم في الحصول على فرصة متكافئة للعلاج ، ولهم كامل الحق في أن يطالبوا المجتمع بمؤسساته أن يدَخر مكافآته وأوسمته قلبلاً من الوقت ريثما تتعافى تعز وتتشافى جراحاتها وجرحاها .

مقالات مشابهة