المشاهد نت

بين عودتها كصحيفة وإطلاقها كقناة.. تساؤلات حول من يستعيد الجمهورية الحقيقية لليمنيين!

بين عودتها كصحيفة وإطلاقها كقناة.. تساؤلات حول من يستعيد الجمهورية الحقيقية لليمنيين!-

تعز – نبيل شايع :
كان لذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر إحساس خاص لدي صحفيي تعز هذه المرة، اذ كانت المرة الأولى بعد ثمان سنوات التي يلمسوا فيها ورق صحيفتهم الاولى ” الجمهورية “، والتي طالما تخرج منها المئات من الصحفيين قبل ان تستهدف بالتدمير والنهب خلال الحرب عام ٢٠١٥م.
في أغسطس الفائت أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي قرارا بتعيين الصحافي بلال الطيب رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ورئيس التحرير، وسرى نوع من التفاؤل لدى الاسرة الصحفية باقتراب عودة ثاني اكبر مؤسسة إعلامية رسمية في اليمن، واحد المؤسسات الصحفية العريقة والتي عادة ما كانت مثار إعجاب وجدل كبير لم تشهده وسيلة إعلامية رسمية أخرى.

وبالتزامن مع عودة الجمهورية الصحفية من قلب تعز كانت الترتيبات قد تمت لإطلاق البث التجريبي لقناة “الجمهورية” التلفزيونية على بعد مائة كيلوا مترا إلى الغرب وتحديدا في الساحل الغربي حيث تتواجد قوات ” المقاومة الوطنية التي يرأسها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الأسبق علي صالح ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي. وهي القوات التي شكلها العميد طارق بدعم إماراتي عقب فراره من صنعاء إثر مقتل عمه الرئيس الأسبق على صالح من قبل الحوثيين.

معاودة صدور “الجمهورية” الصحفية، و”الجمهورية” القناة في ذات التوقيت وبنفس الاسم وربما الأهداف أثار العديد من التساؤلات في الوسط الصحفي لاسيما وان الهدف المعلن لكلاهما هو “مجابهة مشروع الامامة المتمثل في جماعة الحوثي واستعادة الجمهورية كدولة وثورة ضد الكهنوت والاستبداد والاستحواذ على الحكم ” كما اعلن رسميا.

هل هذا التزامن من قبيل الصدفة ام ان ذلك يمثل سباقا من نوع ما، لاسيما مع ما يثار من صراع خفي بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي يقف خلف عودة صحيفة الجمهورية مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح؟ وهل كان ممكنا توجيه الموارد الكبيرة التي تمتلكها القناة الوليدة لدعم مؤسسة الجمهورية التي تعاني من عجز مالي طالما وأن الهدف مشترك ام ان الممول لقناة الجمهورية لديه حسابات أخرى، ناهيك عن أن مهمة الصحيفة وجمهورها مختلف عن القناة ؟ وأين ستلتقي الجمهوريتين وأين ستختلف، لاسيما وان كلا المؤسستين ستسعيان لحضور من نوع ما في وسائل التواصل الاجتماعي ” السوشيال ميديا” والتأثير خلال المرحلة المقبلة؟ وعلى المستوى السياسي من سيظفر بقصب السبق في الاستحواذ بصورة أكبر على رفع شعار الجمهورية ” الدولة وليس الصحفية او القناة ” العليمي ام طارق؟!

يقول الصحافي أحمد زين: ان اعاده العمل في صحيفة الجمهورية يعني سحب البساط على أي مشروع اعلامي فئوي يُقدم نفسه على أنه بديل عن المشاريع الإعلامية الوطنية حسب تعبيره.
بدوره عبر الصحافي عبدالعزيز منصور في حديثه لـ” المشاهد” عن تخوفه أن تؤثر قناة الجمهورية الفضائية على صحيفة الجمهورية في حجز دومانات في الويب ومواقع او صفحات السوشيال ميديا، لكن الصحفي محمد العامري يقلل من هذا التحدي ويرى أن مسمى الجمهورية على شبكة الانترنت ليس حصراً على صحيفة الجمهورية أو قناة الجمهورية في اليمن، إذ أن مسمى الجمهورية موجود من قبل كصحيفة الجمهورية في مصر، وصحيفة الجمهورية في لبنان وصحيفة الجمهورية في سوريا، وذات الاسم في تونس، تحت مسميات الجمهورية نت والجمهورية اونلاين والجمهورية دوت كوم. كما أن الموقع الالكتروني لقناة الجمهورية تم اطلاقة قبل ثلاثة أعوام تحت مسمى الجمهورية دوت تي في.

إقرأ أيضاً  توجيهات حكومية لـ«اليمنية» بنقل إيراداتها

يضيف العامري في حديثه لـ”المشاهد”،” ان تزامن انطلاق بث قناة الجمهورية واستئناف العمل في صحيفة الجمهورية مع احتفالات اليمنيين بقيام الجمهورية دلالة قوية لمرحلة جديدة من مراحل المعركة الوطنية المقدسة التي يخوضها اليمنيين لاستعادة جمهوريتهم”.

مصدر في صحيفة الجمهورية ايضا استبعد في حديثه مع “المشاهد”، أن يكون لقناة الجمهورية أي تأثير على الصحيفة سواء في التنافس في الخطاب الإعلامي او في الجوانب الفنية كحجز دومانات الويب ومواقع او الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، مستبعدا أن يكون توقيت إعادة اصدار الصحيفة يهدف إلى إيصال رسالة للقائمين على قناة الجمهورية بأن هذه القناة لا يمكن أن تكون بديلا عن صحيفة الجمهورية التي اشتق اسمها من النظام الجمهوري لليمن في ستينات القرن الماضي والذي برز بعد دحر نظام الإمامة الذي حكم اليمنيين على مدى الف عام.

صحيفة الجمهورية التي عاودت الصدور تواجه تحديات كبيرة، ويؤكد مصدر في الصحيفة فضل عدم ذكر اسمه صعوبة استمرار صدور الصحيفة ورقيا بشكل يومي وكذلك العمل من مبني المؤسسة وتفعيل منصتها الالكترونية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي اذ تعاني من عدم وجود مطبعة حيث اضطرت إدارة الصحيفة الى طباعة العدد الاستثنائي في مطابع مؤسسة 14أكتوبر في مدينة عدن. وهي التحديات التي تبدو غير واردة في حسابات ” الجمهورية القناة ” التي تستقطب العديد من الصحفيين من توجهات مختلفة، وتبدو كمن يجزل العطاء للصحفيين لحجز مساحة بين القنوات الإعلامية الموجودة بتوجهات مختلفة في اليمن.

تحاول صحيفة الجمهورية لملمة شتاتها لاسيما عقب نهب مطابعها على خلفية المعارك المسلحة عقب محاولات جماعة الحوثي السيطرة على مدينة تعز عام ٢٠١٥م، من خلال الانتظام في صدور عددها الورقي وتفعيل موقعها الالكتروني المتوقف حاليا. يؤكد المصدر في الصحفية أن الموقع توقف بسبب عدم دفع رسوم الاشتراكات للشركة المستضيفة للموقع خلال السنوات الماضية، وأن الإدارة الحالية ستعاود إطلاق موقعها الالكتروني قريبا.

يشار الى ان صحيفة الجمهورية تأسست عام 1962مع اندلاع ثورة 26 سبتمبر ضد الحكم الامامي ومقرها مدينة تعز ، وكانت من اهم الصحف الرسمية في اليمن وتميزت خلال سنوات من قبل الحرب بإصدار الملاحق الصحفية المتخصصة وكانت تصدر المؤسسة أيضا صحيفة الثقافية ومجلة المثقف الصغير وتوقفت مع اندلاع المواجهات العسكرية في تعز حيث تعرضت للنهب والتدمير ونهب المطبعة الخاصة بها كحال العديد من المؤسسات الصحفية الرسمية والمستقلة التي كانت تمثل احد سمات الحريات الإعلامية في اليمن ما قبل الحرب الراهنة.

مقالات مشابهة