المشاهد نت

في الذكرى السادسة لثورة فبراير …الثورة والشرعية علاقة من أي نوع ؟

المشاهد – خاص – اسماعيل احمد

بعد ست سنوات من اندلاعها ، تتعدد صور الإحتفاء بذكرى ثورة 11 فبراير الشعبية بتعدد قوى الثورة والشرعية التي تخوض حرباً ضروساً مع تحالف التمرد ( الحوثي وصالح ) منذ عامين .

وتأت الذكرى السادسة للثورة وقد قطعت قوى الشرعية شوطاً كبيراً باتجاه عودة الشرعية وتكريس وجودها ، حيث عاد الرئيس هادي إلى عدن وعاد معه جزء كبير من طاقم حكومته في ظل انتصارات عسكرية وسياسية وإقتصادية حققتها الشرعية على خصومها المتمردين .

خلفية
انفجرت ثورة فبراير ضد علي عبد الله صالح في لحظة كان نظامه يعيش أسوأ مراحله منذ ثلاثة عقود نتيجة انسداد آفاقه وتمركزه في نظام مغلق المصالح لنخب اجتماعية وسياسية وعسكرية اختارها بعناية لتشكل حاملا اجتماعياً وسياسياً لمشروعه القادم في توريث السلطة والحكم.

وتتوجت الثورة السلمية إثر تفاعلات سياسية ونضالات وطنية سلمية مثلت الانتخابات الرئاسية 2006 م التي خاصتها أحزاب اللقاء المشترك لمنافسة صالح ، والحراك السلمي الجنوبي 2007 م ومطالباته بحل عادل للقضية الجنوبية ، أبرز محطاتها الكفاحية وأهم روافدها الوطنية .

ومع اشتعال موجة الربيع العربي في تونس ومصر، كانت كل الأدوات السياسية للقوى الوطنية قد عجزت عن تحقيق أية اختراقات تجبر النظام على اتخاذ جملة إصلاحات تتيح معالجة القضايا المفتوحة في إطار مبادئ العدالة والشراكة الوطنية ، في حين كانت الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية تزداد اختناقاً مع اتساع الهوة بين أقلية مركزية تحتكر السلطة والثروة وبين أكثرية يتفشى فيها الفقر بمستويات غير مسبوقة ، الأمر الذي خلق أرضية صلبة ووفر مناخات ملائمة لاندلاع ثورة 11 فبراير الشعبية السلمية 2011 م .

أبرز محطات الثورة
استطاعت الثورة الشعبية بعد أقل من شهرين من اندلاعها ، من تفكيك نظام حكم علي صالح ، حيث اهتزت أركانه العسكرية والحكومية والسياسية مع انشقاق الجنرال علي محسن وإعلانه مساندة وتأييد الثورة الشعبية وحماية ساحاتها ثالث أيام الجريمة التي ارتكبتها أجهزة صالح الأمنية بحق المحتجين فيما سمي بجمعة الكرامة 18/ مارس ، والتي راح ضحيتها عشرات المعتصمين سلمياً برصاص القناصة في ساحة الجامعة بصنعاء .

ورغم محاولات صالح الحثيثة لامتصاص آثار وتداعيات تلك الصدمة ، إلا أن حادثة 6/ يونيو التي تعرض فيها مع كوكبه من رجالاته لقذائف صاروخية مصحوبة بتفجيرات ضخمة داخل جامع النهدين بالمجمع الرئاسي ، شكلت تحولاً كبيراً في مشهد الصراع سيساهم لاحقاً في انتاج المبادرة الخليجية التي وقع عليها في الـ 23 من نوفمبر من نفس العام ، حيث قضت المبادرة بتنحية الرئيس صالح وتفويض صلاحياته لنائبه هادي ريثما يجري انتخابه بالتوافق مع شركاء التوقيع على المبادرة ، حيث جرت الانتخابات التوافقية في الـ 21 فبراير 2012 م

وتشكل مسودة الدستور الجديد خلاصة أعمال الحوار اليمني الوطني الشامل ، الذي جرى وفقاً للمبادرة الخليجية ، حيث خلصت إلى إقرار الدولة الإتحادية القائمة على عدة أقاليم تتمتع بالمساواة والتوزيع العادل للسلطة والثروة .

في 21/ سبتمبر 2014 م سيطر الحوثيون على صنعاء بعد شهر من الإحتجاجات على قرار حكومة باسندوة رفع سعر المشتقات النفطية . وفي 19 يناير 2015 هاجم الحوثيون منزل الرئيس هادي، وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء واقتحموا معسكرات للجيش ومجمع دار الرئاسة، ومعسكرات الصواريخ وفرض الحوثيون على هادي ورئيس الوزراء وأغلب وزراء الحكومة إقامة جبرية . كما اقتحموا مقرات وسائل الإعلام الحكومية وسخروها لصالحهم .

قدم الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح استقالاتهم في 22 يناير، وأعلن الحوثيون بيان أسموه بـ “إعلاناُ دستورياُ” في 6 فبراير، وقاموا بإعلان حل البرلمان وتمكين “اللجنة الثورية” بقيادة محمد علي الحوثي لقيادة البلاد .

وظل الرئيس المستقيل هادي ورئيس الوزراء قيد الإقامة الجبرية التي فرضها مسلحون حوثيون منذ استقالته، واستطاع هادي الفرار من الإقامة الجبرية، وأتجه إلى عدن في 21 فبراير، ومنها تراجع هادي عن استقالته في رسالة وجهها للبرلمان، وأعلن أن انقلاب الحوثيين غير شرعي كما أعلن عدن عاصمة مؤقتة للبلاد .
وفي 26/ مارس 2015 أعلنت قوات التحالف العربي بقيادة السعودية عاصفة الحزم ودشنت مقاتلاتها أولى ضرباتها الجوية على الحوثين بطلب من الرئيس هادي .

الثورة والشرعية … علاقة ملتبسة
قامت ثورة فبراير سلماً ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح وتمكنت من بلوغ أحد أهدافها بإجباره على التنحي من الحكم لكنها عجزت عن تحقيق أحلام الثوار بإقامة الدولة المدنية العادلة .

وتأتي الذكرى السادسة لثورة فبراير في وقت تعيش فيه البلاد حرباً أهلية شاملة إثر انقلاب أحد مكونات ثورة فبراير عليها وعلى السلطة الشرعية ومؤسسات الدولة .

أعادت الحرب فرز القوى اليمنية الثورية على نحو مختلف عما كانت عليه قبل ستة أعوام ، حيث تتخندق اليوم جماعة الحوثي مع شريكها صالح الذي شاركت بالثورة ضده في 2011م ، في مواجهة بقية قوى الثورة المتحالفة مع شرعية هادي وكثير من القوى التي أعلنت مساندة شرعيته رغم عدم تسليمها بشرعية ثورة فبراير .

ومع اختلاط الأحداث وتداخلها واختلاف معادلة الصراع والتحالفات ، اهتزت كثير من المفاهيم وتشابهت معانيها لتثبر جدلاً واسعاً بين مكونات الثورة والمقاومة والشرعية حول دلالة ثورة فبراير ونطاقها الذي تعمل فيه .

وبات السؤال الأكثر تعقيداً يتمثل في الإشكالية التالية :
هل ثورة فبراير هي ذاتها المقاومة وهل مجموعهما يساوي الشرعية ؟ وبالمقابل ، هل الوقوف ضد تحالف الإنقلاب والحرب ( الحوثي وصالح ) يعني بالضرورة الوقوف مع الثورة ؟

بالتأكيد يصعب الإجابة بنعم ، فيما تبدو الإجابة بـ لا أكثر سهولة ، حيث وكثير من القوى التي تساند الشرعية في حربها ضد تحالف الإنقلاب لا تؤمن أساساً بثورة فبراير .

تعمل بعض النخب الثورية على تخليق مقاربات نظرية من واقع الصراع لتعريف هوية الثورة ومن ثم تحديد نطاق الإنتماء لها بطريقة تعتمد على تعريف الآخر للوصول إلى تعريف الذات .

يتبع مثقفوا حزب الإصلاح وإعلاميوه هذه الطريقة التي تعتمد على تعريف الآخر لتعريف الثورة والثوار ، وبهذا المنطق يستغرب ” سعيد ثابت ” أحد القيادات الإعلامية للحزب على صفحته بالقول ” لا أستطيع أن أتفهم شخصاً يهاجم ثورة 11 فبراير ثم يزعم أنه ضد الرئيس المخلوع ونظامه العائلي ”

وتبدو طريقة ” نبيل البكيري ” أحد الكتاب المواليين للأصلاح ، أوسع ، حيث يؤكد على واحدية الثورات ووحدة أهدافها في مواجهة المشروع الإمامي ويجزم بعبارته الشرطية : ” أن تكون فبرايري فأنت سبتمبري وأكتوبري بالضرورة ، والعكس تماماً، فالثورات الوطنية روح متجددة لا يناقض بعضها بعض، وإنما يكمل بعضها بعض”

ويتابع البكيري في منشور آخر على الفيسبوك بالقول ” كل من يرى تعارض وتناقض بين ثورة 26 سبتمبر وثورة 11 فبراير، فهو لا ينتمي لمشروع اليمن الاتحادي الديمقراطي ويحن لجمهورية عفاش الأسرية، المحكومة بدولة الهواشم العميقة، التي أعادت الإمامة لليمن بعد نصف قرن من الزمان ”

وعلى مذهب ثابت والبكيري سار الكثير من إعلاميي الأصلاح وقادته الثوريين أمثال شوقي القاضي وآخرون .

من جانبه يحاول الدكتور نجيب غلاب رئيس مركز دراسات الحزيزة وأحد أشهر مؤيدي الشرعية ومشروعها الاتحادي ضد الكهنوتية الحوثية ، التمييز وفك الإرتباط بين فبراير وبقية الثورات الأولى وبينها وبين الشرعية الاتحادية لتبرير موقفه ، حيث كتب ” لا أنكر دور جماعة فبراير في التغيير لكنهم خليط متناقض بعضهم خناجر قاتلة لهويتنا وجمهوريتنا، ولا يمكن ان يكونوا مركز ارتكاز لأنهم ليسوا المجموع الوطني .”

وتابع بالقول ” سبتمبر وأكتوبر وحدهما ارتكازنا وحيويتنا الممجدة، وأعظم من ذلك شرعية جديدة جذورها فيهما وجود وحياة ووطن ناضج هي المسار الاكثر عبقرية التي تعكس طموح اليمن العقلاني المكتمل مع العروبة والمنفتح على عالمنا الجديد”

حالة ثالثة يحتزلها كاتب مرموق بحجم ” محمود ياسين ” حيث يتحدث كأحد شباب الثورة والأكثر إيماناً بها ، ولكن على طريقته التي لا يرى علاقة لبراءة وجمال الحلم والفعل الثوري بما لحقه من عنف كان أشبه بالعقاب وليس نتيجة .

يثبت الكاتب أن بمقدور الشخص أن يدعي الإنتماء لثورة فبراير فيما لا يؤيد أياً من طرفي الصراع والعنف ؛ تحالف الإنقلاب أو تحالف الشرعية ، فيقول ” لم نكن مذنبين في الحادي عشر من فبراير الفين وأحد عشر ، ولو عادت بنا اللحظة سنخرج مجددا ونحلم ،لا يمكن ان يكون كل هؤلاء خونة اذ كانوا ابرياء ، اردنا انقاذ بلادنا من الفساد واحتكار الثروة والسلطة والنفوذ ، وليس علينا مقايضة الحلم بالشتات ولا اعادة ترتيب المقدمات والنتائج وفقا لخراب كان عقابا ولم يكن نتيجة ”

إقرأ أيضاً  البيئة والاقتصاد باليمن.. ضحايا غرق «روبيمار»

وبطريقة مختلفة لا يجد الكاتب والمحلل السياسي محمد الغابري تعارضاً بين مساندته للشرعية وبين انتقاد الثورة وتحميل قيادة العمل السياسي مسؤولية افتقار الثورة الشعبية للرؤية الواضحة والقيادة الناضجة ، حيث شارك بالجدل في هاشتاج خاص بثورة فبراير على مواقع التواصل بالقول ” … إذ لم يكن لديها رؤية لكيفية نقل السلطة ولا برنامج لإدارة فترة إنتقالية ولم تسع لإيجاد رؤية ولا لقيام هيئة تمثل الثورة وجاء تشكيل مجلس وطني متأخرا ولم يكن له قيمة فعلية ”

ويضيف ” لقد وقعت في الخطيئة التي وقعت فيها ثورة يناير المصرية … حيث بدت ثورة في ظاهرها مرعبة وفي باطنها لاتوجد قيادة . إنها ثورة بلا رؤية ما أيسر الإلتفاف عليها وإفشالها ”

وفي مقال طويل نشره موقع يمن برس ، اتفق رجل النضال السلمي الدكتور ياسين سعيد نعمان مع الناشطة الثورية توكل كرمان ، حول التعريف الإجرائي لثورة فبراير ، حيث اعتبرانها الطريقة الثورية المثلى لكسر معادلة احتكار السلطة والثروة والنفوذ ، وقد نجحت في ذلك .

ويؤيد الناصريون أحد مكونات ثورة فبراير ، الشرعية ويساندونها لكنهم لا ينطلقون في مساندتهم للشرعية من منطلق تمثيلها للثورة التي يرون بأن انضمام الجنرال محسن إليها قد عسكرها وفض بكارتها ما أتاح لتيار الإخوان المسلمين فرصة الهيمنة عليها .

ومن زاوية أخرى ينظر الناصريون للـ ” الحصانة ” التي منحتها القوى السياسية لصالح ومساعديه بموجب المبادرة باعتبارها خلل ثوري عملت بعض القوى على دعمه وتبريره من منطلقات غير ثورية .

عادل العقيبي أحد قادة الحزب الوحدوي الناصري بتعز كتب على صفحته مشككاً، حيث يقول : “النخبة السياسية في اليمن حاولت أن تقنعنا أن الحصانة التي منحتها المبادرة الخليجية للمخلوع كانت شر لا بد منه لتجنيب اليمن واليمنيين حربا ضروساً فيماأثبتت الاحداث أن الحصانة لم تجنب اليمن حربا ولم تحفظ لليمنيين مقدراتهم بقدر ما قدمت للمخلوع فرصة ذهبية للملمة اوراقه وترتيب صفوفه وتحالفاته ليخوض حربه على اليمن واليمنيين”

ويقترح على شباب الثورة رفع أصواتهم عالياً بذكرى فبراير السادسة للمطالبة بإسقاط الحصانة .

ويأمل الناشط الشبابي حمدي رسام كأحد شباب الثورة أن تتواكب الذكرى السادسة لثورة فبراير مع إجراءات حكومية جادة في المضي قدماً نحو تحقيق أهداف شباب الثورة وتجسيد تطلعاتهم وصولاً إلى حلمهم باليمن الجديد بعد كل التضحيات التي قدمها ويقدمها شباب ثورة فبراير.

وتساند تيارات سلفية عديدة قوات المقاومة والشرعية في معاركها ضد تحالف الإنقلاب ( الحوثي وصالح ) لكنهم يكْفرون بثورة فبراير التي أطاحت بولي الأمر حينها بحسب رؤيتهم .

الجنوبيون وثورة فبراير .
ورغم أن الحراك السلمي الجنوبي مثل أحد أهم روافد ثورة فبراير وأحد مكوناتها ، إلا أنه يصعب رصد موقف موحد للجنوبيين تجاهها ، حيث تتعدد المواقف بتعدد الفصائل وتختلف باختلاف توجهاتها .

وتتحدد مواقف جميع الفصائل والمكونات الجنوبية تجاه ثورة فبراير بمحددات سياسية ذات بعد شطري ( شمال – جنوب) ، حيث تتحدد المواقف – قرباً أو بعداً- وفقاً لتطورات الأحداث اللاحقة لثورة فبراير ومدى علاقتها بقضية الجنوب .

وتعمد أغلب التيارات الجنوبية للتمييز بين ثورتهم السلمية المتمثلة بحراكهم السلمي 2007 م وبين ثورة 2011م في الشمال ، في محاولة للفصل بين سياقات الثورتين ومن ثم أهدافهما ، حيث أن التقاء الثورتين عند هدف إسقاط نظام صالح لا يعني التوافق على ما بعده ، وفقاً للرؤية السائدة.

وفي نفس السياق ، يتساءل الناشط، يسلم البابكري، في مقال نشر له مؤخراً، عن ما إذا كانت ثورة فبراير صديقاً لقضية الجنوب، أم خصماً وعدواً؟

وفي معرض إجابته يتساءل بطريقة سردية حيث يقول : قامت ثورة فبراير لإسقاط خصمها الخصيم وعدوها الغريم علي عبدالله صالح ونظامه، وهو الذي عبث بالجنوب وبالشمال وسمم الحياة في كل اتجاه، فهل كان صالح عدواً للجنوب أم خصماً حتى يستعدي عدوه؟”

وخلص البابكري إلى أن “ثورة فبراير انتزعت الشرعية من القاتل المجرم ومنحتها لجنوبي في رمزية هامة ودلالة واضحة، واختارت جنوبياً أيضاً أول رئيس لحكومة الثورة في دلالة أعمق ”

ومع ذلك ، يبدو الإحتفاء بالذكرى السادسة لثورة فبراير ، مسألة شمالية تخص أبناءالشمال دون الجنوب ، حيث أن مأرب وحدها تتولى ، قيادة الجيش فيها ، إيقاد شعلة فبراير بذكراها السنوية ، نيابة عن القيادة الشرعية ، لتعمل القوى الثورية على إيقاد شعلتها في تعز احتفاءً بذكراها .

الرئيس هادي وثورة فبراير
وصل هادي لكرسي الرئاسة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية التي قضت بتنحية صالح عن الرئاسة ونقل السلطة كأحد استحقاقات ثورة فبراير ، لكنه ظل يتحدث عنها كأزمة طوال السنوات الثلاث قبل الإنقلاب الحوثي عليه
ومنذ بداية الحرب نهاية مارس 2015 كان تحول خطابة 180 درجة تجاه انتفاضة فبراير ، حيث إزداد يقينا بصوابيتها كثورة كشفت مخابئ ومخططات القوى الإمامية حسب تعبيره في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السلدسة .

وفي آخر مقابلة له ، تحدث الرئيس هادي للدكتور محمد جميح عن مشروعه الذي يقاتل من أجله ، معتبراً الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة والمقرة بموجب مخرجات الحوار الواطني أحد استحقاقات المبادرة الخليجية ، خلاصة نضال اليمنيين وعنوان ثورة فبراير والحراك الجنوبي السلمي .

وكانت الحكومة الشرعية قد أقرت ذكرى فبراير مناسبة وعيداً ضمن الأعياد الوطنية بموجب توجيهات الرئيس هادي والذي بدوره وجه باعتماد شهداء ثورة فبراير وأمر بصرف راتبهم ضمن شهداء الثورة .

تحالف الحوثي وصالح و11 فبراير
تلجأ الحوثية للتمسك بشراكتها في الإحتفاء بثورة فبراير لشرعنة ما تسميها ثورة 21/ سبتمبر2014 م التصحيحية ، رغم رفضها المبادرة الخليجية الناتجة عن ثوزة فبراير ، والتي وقع عليها ” صالح ” قبل أن يتشارك مع الحوثيين الموقف الرافض للدولة الإتحادية متعددة الأقاليم وقبل أن يتحالف معهم في الإنقلاب على عملية الإنتقال السياسي والشرعية التوافقية المنبثقة عنها ، وقبل أن يشتركا معاً بخندق واحد لمحاربة الشرعية والتحالف المساند لها المشار له بـ ” تحالف العدوان الخارجي ” وفقاً لخطابهما .

جرت العادة على احتفاء الحوثيين سنوياً بذكرى ثورة فبراير، غير أن احتفالها بالذكرى السادسة يأتي بخلاف الذكرى الخامسة التي عبر حليفها صالح عن شدة انزاعجه منها في ظل حرب يخوضانها سوياً منذ عامين ، حيث اضطرت الحوثية لتغيير طريقتها في الإحتفال هذا العام مع تحول خطاب الشرعية تجاه فبراير في وقت تحرز قواتها تقدماً عسكرياً ملحوظاً ضد تحالف الحوثي صالح على أكثر من صعيد وأكثر من جبهة .

وفيما تبدو علاقة الحوثيين بثورة فبراير أكثر اضطراباً وتناقضاً، يبدو ” صالح ” وحزبه أشدّ ثباتاً في مواقفه تجاه ما يصفها بـ “مؤامرة ” فبراير التي قادت البلاد نحو ” نكبة ” قتلت العباد ومرت البلاد ورهنتها للخارج بالحرب التي استدعتها قوى الشرعية المسنودة بقوى فبراير وفقاً لخطاب إعلام حزب المؤتمر الشعبي جناح صالح .

وكتبت عائشة على في مقال على أحد المواقع عن موقفها المساند لحزبها إزاء فبراير وما انتجته من حرب وخراب : “تستمر معاناة أهلنا الصابرين على بلاء نكبة فبراير التي جلبت القهر والغبن والموت للشعب بكافة شرائحه …فتباً لفبراير ولكل من صفق لها عرباً ويمنيين خونة وغرب طامع تباً لكم.. وتباً لديمقراطيتكم المزيفة التي تتغنون بها، فقد كشفت السنوات من الكاذب والظالم وأزاحت اللثام عن وجوهكم القبيحة وسرائركم البشعة تجاه الوطن والمواطن”

والملفت في هذا السياق ، لجوء أحد كتاب المؤتمر الشعبي لطريقة مبتذلة في وصف فوائد ثورة فبراير على حزبه ، حيث نقل موقع أخبار الشرعية نت مقالاً مطولاً بعنوان ( 11 فبراير من زاوية أخرى.. ثورة مؤتمريه خالصه ) للكاتب عبد الفتاح حيدرة عدّد فيه عشرات الميزات والفوائد التي حصدها المؤتمر والشعب جراء ثورة فبراير . ومن ضمن ماقاله تحت لولا ” لولا ثورة فبراير لما تطهر المؤتمر من الخونة ولما افتضح عملاء الخارج ولما ظهر حقد المزايدين ولما اكتشف الشعب صمود حزبه ولما تلاحمت القوى الوطنية ضد العدوان ولما تمكن الحزب من إصدار صحيفة اليمن اليوم وقناة اليمن اليوم ولما تمكن من توضيح حقيقة حرب الحنوب وصعدة للناس ولما تمكن من الحصول على اعتذار العقلاء… إلى أن انتهى بقول الحقيقه حد زعمه وهي ان 11 فبراير ثورة مؤتمريه حقيقة وليست ثورة احد آخر غيرهم ، ومن يجب ان يحتفل بها هو حزب المؤتمر ورجال المؤتمر الذين عملوا بصدق وصمدوا بقوة وطردوا خصومهم … ”

مقالات مشابهة