المشاهد نت

تقرير : الذهب الابيض في اليمن

قطن يمني - تصوير حسن زياد

المشاهد – خاص – حسن زياد

القطن أو ” الذهب الابيض ” كما يطلق عليه زارعيه الفقراء بحسرة كبيرة ، فهم وحدهم تقريبا من يدركون قيمة هذا الكنز الحاضر في مزارعهم والغائب ايراده الوفير من جيوبهم.
اقتصاديا يعتبر القطن من المحاصيل النقدية التي تدر على المزارع الدخل كما ترفد الاقتصاد الوطني وتنمي الكثير من الصناعات القطنية المحلية في اليمن وهو من أهم المحاصيل في مناطق الري بمياه السيول وخصوصا المناطق الساحلية.
تقرير : الذهب الابيض في اليمن

فيما سبق كانت الحكومة تتبنى دعم وتشجيع مزارعي القطن عبر القروض والحوافر وتوفير البذور المحسنة واقامة حملات مكافحة آفات القطن عبر شركة القطن التي اغلقت تماما لذا واجه المزارعين مشاكل كثيرة كانت سببا في تقليص مساحاتهم الزراعية ثم شهدت زراعته تدهوراً متزايدا خلال اعوام الحرب الماضية نظرا للتكاليف العالية لإنتاجه التي نتجت من ارتفاع اسعار المحروقات والبذور والاسمدة والتي بدت ظالمة جدا مقارنة بأسعار بيعه الزهيدة.

تهامة والقطن / أرقام واحصائيات:تقرير : الذهب الابيض في اليمن
تحتل زراعة القطن مساحات شاسعة في سهل تهامة وخاصة وادي رماع و وادي زبيد ، وقد زادت المساحة المزروعة في وادي زبيد من502 هكتار في عام 1985 م إلى 2834 هكتار في عام 1988 م .
يقول عبدالباسط الشميري مدير المنطقة الزراعية الجنوبية لهيئة تطوير تهامة ان المراحل المزدهرة التي مرت بها زراعة القطن بدأت في الثمانيات وحتى منتصف التسعينات حيث كان يزرع 50000 معاد ( الهكتار = 3 ميعاد الا ربع) وكانت المنطقة الزراعية الجنوبية الممتدة من بيت الفقيه وحتى حدود البرح تشكل 70% من زراعة القطن في سهل تهامة ، عقب ذلك تدهور شديد نتج عن اغلاق شركة القطن التي كانت تشرف على ثلاث مناطق وهي الحديده – لحج – ابين
مراحل زراعته :
يُزرع القطن خلال شهري يوليو واغسطس كما يمكن أن تمتد زراعته الى نهاية سبتمبر ويتراوح طول الموسم من 120 -200 يوم .
يجنى محصول القطن عند تفتح اللوز لكي يكون الجني اقتصاديا الملفت في هذا الآمر أن عملية تأخر الجني عن موعد محدد قد يؤدي الى تغير وزن وجودة القطن لذا يراعى ان يتم ذلك عند تفتح 50% من الحقل وان يكون الجني على دفعات وتصل مرات الجني للقطن الى ثلاث جنيات بين كل جنية واخرى عشرة ايام وقد يصل انتاج الهكتار من القطن الزهر الى طن للهكتار في الظروف المثالية.
هذه التفاصيل الدقيقة في عملية جنيه وزراعته بدركها المزارعون بفطرتهم وقربهم من محصولهم الابيض .

برنامج الصندوق الاجتماعي وآمال المزارعين :
قام الصندوق الاجتماعي للتنمية عبر وحدة التدريب والدعم المؤسسي بتفعيل برنامج التدخل المتكامل في مناطق زراعة القطن بعد دراسة مستفيضة للوضع ومعرفة الاسباب والمشاكل وايجاد الحلول المناسبة للمزارعين واعادة الحياة لحقول تهامة التي احترقت بأتون الحرب بجميع الطرق المباشرة وغير المباشرة.

إقرأ أيضاً  اللحوح... سيدة مائدة الإفطار الرمضانية

برنامج التدخل المتكامل برنامج تنموي متعدد التدخلات يهدف الى تحسين الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الاكثر فقرا ، وتعزيز قدرة المجتمعات المحلية في تحقيق التنمية الذاتية ، يقول ابراهيم الكلعي ضابط المشروع أن البرنامج قام بتوفير السماد والبذور للمزارعين كما قام بتعليمهم اساليب تقنية في الزراعة وضرب مثالا بسيطا على ذلك بحزام شجرة الذرة التي تم عبره مكافحة الذبابة البيضاء قبل وصولها الى شجرة القطن ومكافحة الحشرة في شجرة الذرة.

عبدالرحمن الاهدل – مهندس في الصندوق الاجتماعي حدد المشاكل والفترة التي واجهت المزارعين والتي ارغمتهم على التوقف عن زراعة القطن بشكل كامل في الفترة من 2006 – 2008م كون المحصول غير مجدي بالنسبة للتكاليف الباهظة واضاف أن المشكلة التي رافقتها كانت في التسويق الزراعي حيث ان سعر المادة الخام يتراوح من 100 الى 120 ريال للكيلو الواحد وهو لا يغطي تكلفة الانتاج من اعداد الارض والاسمدة والبذور ،و اشار الاهدل الى الطرق الزراعية الحديثة التي تم استخدامها مع المزارعين في حقولهم الايضاحية مثل تقليل كمية الري – واستخدام اسمدة مركبة – وتقليص كمية المبيدات .
يتحدث المزارعين بشجن كبير عن المشاكل التي واحهوها بمفردهم عبدالله مهيوب مزارع من منطقة الجبيلة يرجع اسباب عزوفهم عن زراعة القطن بسبب غلاء المحروقات – وانعدام البذور المحسنة – ومشاكل الري والمبيدات المقلدة ، و اشار عبدالله الى الدور الكبير الذي قام به البرنامج المتكامل واخذه بيد المزارعين الى الوجهة الصحيحة.

عبدالعزيز الوصابي مزارع آخر يشير الى ان انعدام الديزل والاسمدة كانت سببا رئيسيا في توقفه عن زراعة القطن واثنى على جهود برنامج التدخل المتكامل في عودة الانتاج تدريجيا واستعادة جودته.

تحرير القطن
اتخذت الدولة مؤخرا قرارا وزاريا قضى بتحرير القطن من الاسعار الثابتة مما يعني اعطاء المزارعين حرية بيع محصولهم بأسعار العرض والطلب في كل موسم.
وعلى هذا يعول الكثير من المزارعين الى امكانية عودة الذهب الابيض الى واجهة الاقتصاد مرة اخرى.
يبقى مزارع القطن في تهامة الغارقة في بحر المجاعة هو المتضرر الاكثر بؤسا والاشد فقرا رغم امتلاكه لثروة قد لا يصدق البعض المدخول الخيالي التي كانت تدره سابقا.

مقالات مشابهة