لحج – صلاح بن غالب
تكللت جهود الحملة العسكرية والأمنية بالمديريات الغربية من محافظة لحج (جنوب اليمن) بالتوقيع على وثيقة شرف لإنهاء الثأر القبلي.
ووقعت الوثيقة من قبل وجهاء وأعيان قبائل الصبيحة، بحضور قيادات محلية وعسكرية رفيعة.
وأوضح محافظ محافظة لحج أحمد عبدالله تركي لـ«المشاهد» أن التوقيع على الوثيقة يمثل إجماعًا قبليًا مقدسًا على إنهاء الثأرات القبلية.
كما يشكل سياجًا يعصم الأنفس من القتل بدون وجه حق، بحسب المحافظ.
وأشاد التركي بجهود الحملة العسكرية والأمنية بمديريتي طور الباحة والمضاربة ورأس العارة.
وأثنى على نتائج الحملة الايجابية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار، وإنهائها الاقتتال القبلي.
واصفًا الثارات القبلية بأنها ”كابوس مخيف” مزق النسيج الاجتماعي لأبناء الصبيحة منذ عقود.
عدو متربص
في ذات السياق، تحدث قائد الحملة العسكرية والأمنية بمناطق الصبيحة العميد حمدي شكري مع «المشاهد».
وقال شكري: إنه منذ تكليفه -رئاسيًا- بقيادة الحملة ظهرت خلايا نشطة يغذيها الحوثيون؛ تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الصبيحة.
وأضاف أن الخلايا لم تنشط في مناطق الصبيحة فحسب، بل توسعت بمناطق الحكومة اليمنية؛ بهدف خلط الأوراق وإقلاق السكينة العامة.
شكري خاطب العناصر التخريبية والخارجين عن القانون أن الحملة ليس لها وقت معلوم.
وأوضح أنه لا يمكن بعد هذا الجهد أن نعود إلى مربع الفوضى والاحتراب القبلي وسفك دماء الأبرياء.
مشيرًا إلى أن هذا الأمر مستبعد، فالحملة وجدت لتبقى، ومستمرة ولا توقيت لإنسحابها البتة.
منطقة حساسة
توقيع الوثيقة حضرها مستشار مجلس القيادة الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن محمود الصبيحي.
وقال الصبيحي لـ«المشاهد» إن قبائل الصبيحة كسبت أهمية في موقعها الجغرافي المشرف على مضيق باب المندب والساحلي الغربي للبلاد.
وأضاف: لهذا يحرص الاعداء على خلق الفوضى ورعاية شبكات تهريب البشر والمخدرات والكحول والعتاد الحربي.
وكل ذلك بهدف -بحسب الصبيحي- إلى استمرار الصراع داخل اليمن، وتسهيل الهيمنة الإيرانية عبر أداتها الحوثية.
الصبيحي لفت إلى أن هذا الأمر كان مقلقًا لأمن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا.
وهو ما استوجب تكليف حملة عسكرية لفرض الأمن ومحاربة الجريمة والخارجين عن القانون في هذه المنطقة الهامة.
الوثيقة والأمن تؤامان
القائد العام لقوات درع الوطن العميد بشير المضربي، أوضح لـ«المشاهد» أن نجاح الحملة الأمنية بمناطق الصبيحة خلق أجواءً مناسبة لدرء الفتن.
وأضاف أن الحملة جعلت الوقت مناسبًا للإتفاق على توقيع وثيقة عهد وشرف لدفن العار، وإنهاء إزهاق الأنفس والنهب والاحتراب القبلي.
الوثيقة جاذبة للتنمية
كما تحدث عضو لجنة مكافحة الثأر القبلي بمناطق الصبيحة الشيخ عبدالغني السروري، مع «المشاهد».
واعتبر السروري أن التوقيع على وثيقة الشرف لإنهاء الثأر القبلي سيدفن عدوًا ظل عائقًا بين أبناء الصبيحة والتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الاحتراب والثارات حرمت مناطق الصبيحة الكثير من المشاريع الحيوية، وحال بينها وبين ما نريده من البنى التحتية.
السروري أشاد بالتفاعل القبلي والاستجابة لتوقيع الوثيقة من وجهاء وأعيان الصبيحة بمديريتي المضاربة ورأس العارة وطور الباحة وأجزاء من كرش وماجاورها.
يشار إلى ان التوقيع على الوثيقة جاء بعد مرور عام منذ وصول حملة عسكرية وأمنية إلى مديرية طور الباحة.
وتوسعت الحملة – التي شُكلت بتوجيهات رئاسية- بقيادة العميد حمدي شكري الصبيحي مطلع أغسطس/آب 2023 إلى مديرية المضاربة ورأس العارة.
الحملة حققت خلال عام، استقرارًا أمنيًا لافتًا في مديريتي طور الباحة، والمضاربة ورأس العارة.
