المشاهد نت

حفل التخرج من الجامعة في صنعاء… لحظة فرح وقلق

صعوبة الحصول على تمويل لحفلات التخرج الجامعية... معاناة مستمرة
صعوبة الحصول على تمويل لحفلات التخرج الجامعية... معاناة مستمرة

صنعاء- حمزة ذياب

في الفصل الأخير من الدراسة الجامعية في صنعاء، يبدأ الكثير من الطلاب والطالبات في البحث عن التمويل لحفلات التخرج، ويذهبون لزيارة العديد من الشركات لطلب مبالغ مالية لإتمام حفلات التخرج.

التحديات المالية التي يواجهها الطلاب تجعل حفلات التخرج لحظات مليئة بالقلق والتوتر. إبراهيم الشافعي، رئيس لجنة تحضيرية حفل تخرج في جامعة حكومية بصنعاء، يقول لـ “المشاهد”: “واجهت مشكلات كثيرة أثناء البحث عن داعمين للحفل، حيث ترفض العديد من الشركات تقديم الدعم للطلاب، وتقول إنها لا تملك ميزانيات لدعم حفلات التخرج، بالإضافة إلى عدم استجابة مسؤولي العلاقات في الشركات لتقديم المذكرات إلى الإدارة العليا”.

كان الشافعي يشعر باليأس، لأن المبلغ الذي تم جمعه لم يكن كافيًا لإتمام حفلة التخرج، وتنصلت بعض الجهات عن وعودها، فاضطر إلى بيع مجوهرات والدته من أجل سداد ما تبقى من مبلغ الحفل.

وائل الضبيبي، رئيس لجنة تحضيرية لحفلة تخرج في جامعة حكومية بصنعاء، يصف تجربته في البحث عن دعم مالي لحفلة التخرج بـ “المريرة”. يضيف: “في البداية، تجد الشركات ترحب بنا، وتعطي وعودا كثيرة، ولكن في الأخير نتفاجأ بمقدار الدعم الضئيل والالتزامات التي تفرضها علينا الشركات الداعمة”.

يوضح الضبيبي أن بعض الشركات تشترط صفحة في مجلة التخرج، وشروط أخرى، بينما الدعم الذي تقدمه لا يتجاوز 50 ألفًا أو أقل من ذلك، وبعض الداعمين يسلمون الدعم بعد الحفل، وهذا لا يفيدنا كمتخرجين.

يقدر الضبيبي الحد الأدنى لتكاليف الحفل ثلاثة ملايين ريال، ويصعب على الطلاب توفيره دون دعم من الجهات الداعمة، وتتمثل غالبًا في شركات المنتجات الغذائية والاستهلاكية أو التجار ورجال الأعمال.

يؤكد الضبيبي أن قرار الفصل بين الجنسين الذي اتخذته جامعة صنعاء أثر تأثيرا كبيرا على الدعم، فبعض الشركات يدعمون البنات أكثر من الشباب والعكس.  

الخريجة مرام العريقي تقول إن بعض الشركات تقع في مناطق بعيدة، ويصعب الوصول إليها، وهذه المشكلة كانت تحل سابقًا بإرسال الزملاء لهذه المهمة، ولكن قرار الفصل بين الجنسين الذي اتخذته جامعة صنعاء أعاق وصول الطالبات إلى تلك الشركات البعيدة.

لوائح نادي الخريجين

يضع نادي الخريجين الذي يتبع جماعة أنصار الله (الحوثيين) العديد من العقبات، إذ صار الجهة الأولى التي تتحكم بحفلات التخرج منذ تأسيسه عام 2020.

محمد الأسلمي، خريج جامعي في صنعاء، يقول لـ “المشاهد”: “النادي وضع لوائح وعوائق كبيرة بغرض تيسير الحفل وتسهيله ولكنه في الحقيقة خلق صعوبات لم تكن موجودة”.

إقرأ أيضاً  تحديات جديدة تواجه المنظمات الإنسانية في اليمن

يضيف: “يطلب نادي الخريجين مبلغا ماليا من كل دفعة، وهذا استغلال، ليس هذا فحسب بل وصل بهم الحال إلى الإشراف على الفقرات في الحفل ومنع الآباء أو الأمهات من استقبال الخريجين عند النزول من المنصة”.

 الخريجة تسنيم خالد تحكي تفاصيل قائلة:« كنا قد أعددنا أوبريتًا غنائيًا خاصًا بنا للتخرج، ولكن قبل بداية الحفل بفترة قصيرة وجدنا أن النادي قد ألغى الأوبريت رغم المبالغ التي دفعناها”.

تضيف: “فرض علينا نادي الخريجين كل شيء، حتى طريقة اللبس، ونوع الملابس وطريقة حركة الطلاب المحتفلين، حتى أحسست أننا في عزاء، وليس حفل تخرج”.

دوافع الشركات

بشرى الثور، مديرة العلاقات العامة والتسويق في بنك اليمن والكويت، تشير في حديثها لـ “المشاهد” أن وجود شخص مشهور في الدفعة التي تطلب الدعم يسهم في إقناع الشركة على تقديم الدعم لأن ذلك من أولويات الدعاية والترويج، وهي فرصة سانحة للداعم ليصبح أكثر شهرة.

تضيف: “نحن في بنك اليمن والكويت نحدد سقفًا لدعم الحفلات، وأن يكون الدعم موجهًا للجامعات الرائدة كصنعاء وجامعة العلوم وللكليات الرائدة، مثل الطب والهندسة. ليس منطقيا أن نقدم دعمًا لجامعة لا يتعدى عدد الطلاب فيها 100 طالب”.

نبيل شرجة، مدير العلاقات العامة في “إبداع سوفت”، يقول لـ “المشاهد” إن الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع هو ما يدفع الشركة لدعم الطلاب الخريجين في حفلات تخرجهم، والدافع الآخر هو إشهار الشركة وأنظمتها بين الطلاب.

يشير شرجة أن تزايد الجامعات والكليات يعني وجود الكثير من الخريجين الذي يطلبون الدعم، وعندما تستجيب الشركات لكل الطلبات، تتأثر الميزانية، ولهذا تضطر الشركات إلى تحديد سقف معين لميزانية الدعم يقوم على عدد الطلاب ونوع التخصص.

مسؤولية الجامعة

د. عبد الباسط الحطامي، محاضر في جامعة صنعاء، يؤكد أن حفل التخرج للطلاب الجامعيين يرهقهم ماليًا ونفسيًا وبدنيا. ويوضح أن الطالب يتسلف ويتكلف، وبعض الطلاب من المناطق النائية والبعيدة ويعيشون في فقر مدقع، وربما يبيع البعض مجوهرات أمه. يضيف: “يجب أن يتوج الطالب بالثناء ويلاقي ثمرة كفاحه، ويحصد مسيرة أربع سنوات من التعب”.

يرى محمد السماوي، أحد مقدمي الاحتفالات، أن  الحفل يحول الخريجين إلى متسولين على أبواب الشركات، ويؤكد أن رعاية حفل التخرج ضمن مسؤوليات الجامعة التي لم توفر لهم دعمًا.

يختم حديثه، ويقول: “الجامعة تأخذ الرسوم الدراسية من الطلاب، ومن المفترض أن تخطط لحفلات التخرج، وتوفر الأجواء الجميلة للخريجين”.

مقالات مشابهة