المشاهد نت

كيف سيطرت جماعة الحوثي على أكبر الشركات الدوائية ؟

بحجة وجود مساهمين على علاقة بالحكومة الشرعية، سيطرت سلطات صنعاء على شركات دوائية بصنعاء
مستجدات حجز الحارس القضائي على شركات دوائية بصنعاء

صنعاء – نبيل شايع:

سيطرت جماعة الحوثي على أكبر شركتين لتصنيع الأدوية في اليمن، وهما الشركة الدوائية الحديثة والشركة العالمية لصناعة الأدوية، كما أقدمت الجماعة على اختطاف عدد من الموظفين العاملين في الشركتين بينهم امرأة.

مصدر في الشركة العالمية لصناعة الأدوية في تصريح لـ”المشاهد” قال إن ما يسمى بالحارس القضائي التابع لجماعة الحوثي سيطر على مقرات الشركتين في محافظات صنعاء وعمران وذمار وإب خلال اليومين الماضيين.

الاستيلاء على الشركتين جاء بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذها ما يسمى بالحارس القضائي التابع للجماعة خلال العامين الماضيين بهدف تقليص وإزاحة أكبر المساهمين في الشركتين ومنعهم من الحصول على أرباحهم تحت حجة أنهم موالون للحكومة اليمنية، إضافة إلى أن رفض مجلس إدارة الشركتين إضافة أسماء قيادات تابعة للجماعة ضمن مساهمين جدد في الشركتين وصرف أرباح مالية لهم يُعد أحد أبرز الأسباب التي دفعت الجماعة للسيطرة الكلية على الشركتين، وفقًا للمصدر.

وأكد المصدر الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والتي تُفيد باختطاف مسلحين تابعين لجماعة الحوثي ثمانية من الموظفين في الشركتين، وهم: فاطمة عيشان – مدير المشتريات، والدكتور فهيم الخليدي – نائب المدير العام، وعبد الله شرف – مدير المبيعات، ومختار المخلافي – مدير الموارد البشرية، وعبد الخالق الغولي – مدير النظام، والدكتور صفوان الأغبري – مدير البحث والتطوير، وعبد المجيد قشنون – مدير الصيانة، ومحمد المعمري – مسؤول الصندوق.

جاءت الاعتقالات بعد أن أصدر وكيل النيابة الجزائية المتخصصة بأمانة العاصمة الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي مذكرة بالحجز على أرصدة الشركتين والمدراء العاملين فيها الذين وصفهم في رسالته الموجهة إلى وحدة جمع المعلومات في البنك المركزي بالخونة.

أوضح المصدر أن جماعة الحوثي قامت بالاستيلاء على أرباح المساهمين في الشركتين الذين وردت أسماؤهم في قائمتهم طيلة السنوات السبع الماضية، وصلت خلال عام 2022 فقط، إلى 240 ألف دولار، بنسبة 13% من إجمالي أرباح الشركة، إلا أن هذا لم يكن كافيًا لهم، وقرروا مؤخرًا الاستيلاء الكامل على الشركتين بمبرر إضافة أسماء جديدة للقائمة.

أجبر صلح دبيش، القيادي في جماعة الحوثي والمعين من الجماعة بمنصب الحارس القضائي، الشركتين منذ 2017م على تسليم أرباح حصة اثنين من المساهمين في الشركتين لصالح الحارس القضائي دون مسوغ قانوني، وفقًا لتأكيد مصدر في الشركة الدوائية خلال حديثه مع “المشاهد”.

إقرأ أيضاً  مستجدات فتح الطريق من منطقة الحوبان إلى مدينة تعز

وقال علاء عبد الحكيم، مدير فرع الشركة الدوائية الحديثة في محافظة عدن، في حديثه لـ”المشاهد” إن سيطرة جماعة الحوثي على الشركتين ستتضرر منها مئات الموظفين العاملين فيها.

ودعا عبد الحكيم شركات الأدوية ومصانع الدواء المحلية والشركات المستوردة ونقابة الصناعة الدوائية والغرفة التجارية إلى إدانة ما قامت به جماعة الحوثي.

في السياق، أدانت الحكومة اليمنية استيلاء جماعة الحوثي على الشركة الدوائية الحديثة والشركة العالمية لصناعة الأدوية.

واعتبر معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة، ما قامت به الجماعة تجريفًا للقطاع الخاص وتضييقًا على رؤوس الأموال والبيوت التجارية المعروفة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، لدفعها للمغادرة خارج البلد، لصالح شركات ومستثمرين تابعين لها، بهدف السيطرة الكلية على القطاع التجاري.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بالضغط لوقف ممارسات جماعة الحوثي التدميرية للقطاع الخاص الذي صمد واستمر في نشاطه رغم الظروف الصعبة، والتي تهدد بانهيار الأوضاع الاقتصادية ومفاقمة المعاناة الإنسانية.

تأسست الشركة الدوائية الحديثة في عام 1999 كأول مصنع وطني لإنتاج المضادات الحيوية، بعد ذلك، قامت الشركة بتوسيع خطوط إنتاجها الحالية وإضافة خطوط إنتاجية جديدة بأشكال صيدلانية أخرى كالأقراص الصلبة والمظاريف الفوارة والمطهرات، وحاليًا، تعمل الشركة على تصنيع أكثر من مائة وخمسين صنفًا دوائيًا.

أما الشركة العالمية فقد تأسست عام 2004، وبدأت أنشطتها ودخلت السوق في عام 2009، وهي أكبر منتج للأدوية في اليمن، وقد سمح النمو السريع للشركة بأن تستحوذ على أكثر من 9٪ من حصة السوق المحلية في فترة تقل عن أربع سنوات.

كلتا الشركتين مقراتهما الرئيسية في العاصمة صنعاء، وتصدران بعض منتجاتهما إلى الأسواق المجاورة، وخاصة دول شرق وشمال أفريقيا.

في منتصف 2017، تم إنشاء الحارس القضائي بقرار من محكمة أمن الدولة المتخصصة في مكافحة الإرهاب الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، وذلك من أجل إدارة أموال وممتلكات في مناطق سيطرتها لمناوئين تتهمهم بالخيانة أو لممارسة الابتزاز والسطو والنهب على حقوق المواطنين ورجال الأعمال بالقوة.

مقالات مشابهة