المشاهد نت

تعز: مبادرات توزيع الأضاحي تخفف معاناة المواطنين

مبادرات توزيع الأضاحي في زمن الحرب
مبادرات توزيع الأضاحي تخفف من وطأة الفقر

تعز- إبراهيم الجحيشي

يستعد اليمنيون لاستقبال عيد الأضحى في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وتجد الملايين من العائلات صعوبة كبيرة في توفير متطلبات العيد، مثل الأضحية والملابس الجديدة. 

عيد الأضحى مناسبة دينية، يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وتتميز بطقوس خاصة، لا سيما ذبح الأضاحي، وتوزيعها على الفقراء والأقارب، بالإضافة إلى تبادل الزيارات والتهنئات.

في اليمن، لا تشعر كل العائلات بالبهجة في هذه المناسبة، إذ يعاني الملايين من اليمنيين من الفقر والجوع ونقص الغذاء والدواء بسبب الحرب التي تشهدها البلاد منذ العام 2015. عندما تحل هذه المناسبة، لا يبتهج بها كل اليمنيين، بل قد تحزنهم لأنهم يشعرون بالعجز لعدم قدرتهم على شراء احتياجاتهم الأساسية. 

حمود ناجي، 30 عامًا، من تعز، يقول لـ “لمشاهد”: “نستقبل عيد الأضحى هذا العام بحسرة كبيرة في ظل الظروف الراهنة، وارتفاع أسعار الأضاحي بشكل يفوق قدرتنا على الشراء. تحول العيد هذه الأيام إلى هم لنا ولأولادنا بعد أن كان فرحة ننتظرها بفارغ الصبر”.

ويضيف ناجي”لا أستطيع شراء أضحية هذا العام بسبب الغلاء، وعدم قدرتي على توفير قيمة الأضحية. أنفق كل راتبي على شراء الأشياء الأساسية، مثل الدقيق والأرز والزيت”.

يشير ناجي إلى أنه سيكتفي بشراء اللحم بالكيلو أو شراء الدجاج بدلاً من اللحم، لأن سعر الرأس الواحد من الغنم لا يقل عن 170 ألف ريال (ما يقارب 96 دولار).

الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من تسع سنوات جعلت معظم الأسر تعتمد على مساعدات المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية، حيث تقوم الجمعيات بتوزيع الأضحية على عدة أسر، وتحصل الأسرة الواحدة على 2 كيلو لحم. 

مبادرات شبابية 

عماد العزب، رئيس إحدى المبادرات الشبابية بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن السبب الرئيس لإطلاق هذه المبادرة هو حاجة الناس وتدهور أوضاعهم عقب الحرب، حيث تم إنشاء العديد من المبادرات في الأحياء المختلفة من مدينة تعز، والتي تهدف إلى المساهمة في مساعدة الأهالي، وتوفير احتياجاتهم. 

إقرأ أيضاً  الآبار الجوفية في تعز ليست كلها صالحة للشرب

يرى العزب أن توفير الأضاحي يسهم في تلافي حالة الانكسار التي تمر بها بعض الأسر في يوم العيد، بسبب عدم قدرتهم على شراء لحوم العيد.

يضيف: “ننطلق في عملنا في هذه المبادرة من خلال كشوفات المسح الميداني التي يتم تحديثها باستمرار ومن خلال معرفتنا بأحوال الأسر المحتاجة للدعم. نحن جزء من المجتمع ونعيش فيه منذ أن بدأت الحرب”.

وفقًا للعزب، يتم توزيع حصص الأضاحي على المحتاجين وفق المعايير التي يتم اعتمادها من قبل المنظمات الداعمة، وتختار الجمعيات الفئات الأشد حاجة والمدونة مسبقاً في كشوفات المسح الميداني”.

تزايد أعداد المحتاجين

سعيد العامري، عضو في جمعية خيرية بتعز، يقول إن هناك تزايدًا ملحوظًا في عدد الأسر التي التي بحاجة إلى مساعدة في العديد من الأحياء السكنية، وما تقدمه المبادرات لا يتناسب مع عدد الحالات التي تستحق الدعم.

يشير العامري إلى أهمية التنسيق بين المنظمات الإغاثية والجهات الحكومية لإعداد بيانات دقيقة عن العائلات الفقيرة والأشد فقرًا. 

يضيف: “تختلف المبادرات الشبابية عن المنظمات، كون المبادرات تطوعية وليست مسجلة لدى الجهات الرسمية لتلقي التمويل، ولا تقوم عادة بالتسويق وعمل حملات لجمع التبرعات. نحن في هذه المبادرة نعمل كلجان مجتمعية في الأساس، وذلك بغرض التنسيق مع الجهات الخيرية، وتسهيل وصول المساعدات للناس”. 

يختم العامري حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “كان اليمنيون قبل سنوات الحرب يترقبون حلول العيد، لإظهار البهجة صغارًا وكبارًا، ويسافرون من المدن إلى الأرياف لزيارة أقاربهم، وقضاء إجازة العيد. اليوم، يفرض الوضع الاقتصادي على اليمنيين استقبال العيد وهم في حالة من الحزن والحاجة والانكسار”. 

مقالات مشابهة