المشاهد نت

تعرف على رياضة الرماية في اليمن 

رياضة الرماية في اليمن
نادي التسديد والرماية بتريم-حضرموت-تصوير أشرف الصوفي

حضرموت- أشرف الصوفي

فارس عوض، 25 عامًا، يقف في ساحة نادي التسديد والرماية بمدينة تريم، حاملاً قوسه وسهامه، مُصوبًا أنظاره نحو الهدف بثباتٍ ودقة. يُطلق فارس سهمه مرارًا وتكرارًا، تاركًا أثر مهاراته المتراكمة وإصراره القوي على لوحة الهدف.

يعد فارس إحدى المواهب الواعدة في رياضة الرماية بمحافظة حضرموت، حيث انضم إلى نادي التسديد والرماية منذ سنوات، وبات شغوفًا بهذه الرياضة التي تتطلب تركيزًا عاليًا والصبر والدقة.

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول فارس: “الممارسة اليومية هي مفتاح النجاح”. يُواظب فارس على التدريب بشكلٍ منتظم، طوال العام، سعيًا لتحقيق حلمه بالمشاركة في إحدى البطولات الدولية للرماية.

يُضيف: “أُدرك أنّ طريق النجاح ليس مفروشًا بالورود، لكنني مُصمم على المثابرة والعطاء، وبذل قصارى جهدي لتحقيق هدفي”.

أول ناد للرماية

نادي التسديد والرماية في تريم أول ناد من نوعه في اليمن، وتم تأسيسه على يد الماليزي محمد بن زكرياء الذي كان يحمل شغف الرماية منذ الصغر، وسعى لنقل شغفه إلى المجتمع اليمني، خاصة في ظل غياب مثل هذه الأندية في البلاد.

يُعبّر زكرياء عن سعادته الغامرة بتأسيس النادي، قائلاً: “الرماية بالنسبة لي ليست مجرد هواية، بل هي شغف يرافقني أينما حللت. وعندما وصلت إلى مدينة تريم، لم أجد مكانًا لممارسة هوايتي المفضلة، ولهذا، قررت تأسيس هذا النادي ليكون منصة لعشاق الرماية في اليمن”.

يُدير زكرياء النادي، ويشارك أعضاؤه شغفه بالرماية، وينقل خبرته الواسعة في هذا المجال. ويضم النادي حاليًا أكثر من خمسين عضوًا من مختلف الأعمار، يتلقون تدريبات مكثفة على فنون الرماية تحت إشرافه.

شعبية متصاعدة

رياضة القوس والسهم (الرماية) تحظى بقاعدة شعبية من الجنسين-تصوير أشرف الصوفي

وعلى الرغم من كونها رياضة أقل شعبية مقارنة بالرياضات الأخرى، إلا أن رياضة الرماية في اليمن تحظى بقاعدة جماهيرية، بخاصة رياضة القوس والسهم التي تجذب جميع الفئات العمرية، بما في ذلك النساء.

وتؤكد أروى السياغي، مديرة الاتحاد اليمني لرياضة القوس والسهم، ازدياد شعبية هذه الرياضة في البلاد، وتقول إن “الطلب على ممارسة رياضة القوس والسهم يتزايد، ونواجه باستمرار طلبات من أشخاص من مختلف الأعمار للانضمام إلينا”.

إقرأ أيضاً  أدى لوفاة طفلة.. كشف أسباب انهيار منزل بعدن

تأسس الاتحاد اليمني للقوس والسهم في عام 2008م تحت اسم الاتحاد اليمني للرماية والقوس والسهم وتم فصل رياضة القوس والسهم في اتحاد منفصل عن اتحاد الرماية في عام 2012م.

ينظم الاتحاد اليمني لرياضة رماية القوس والسهم  ما يقارب 12 بطولة سنويًا، تشمل أربع بطولات داخلية، وأربع بطولات خارجية، وأربع بطولات مناسباتية. ويشارك منتخبا الرجال والسيدات اليمنيين بانتظام في بطولات دولية، مثل بطولة كأس آسيا، ودورة الألعاب الإسلامية، ودورة الألعاب الآسيوية، وبطولة العرب لرياضة رماية القوس والسهم.

تحديات 

تواجه رياضة القوس والسهم في اليمن تحديات جمة تعيق تطورها وانتشارها،  من أبرزها نقص الصالات والملاعب، وقلة المعدات والتجهيزات، وشح المخصصات المالية للمشاركات الخارجية، بالإضافة إلى هجرة اللاعبين.

وتشير السياغي إلى أن استهداف المنشآت الرياضية خلال الحرب أدى إلى نقص حاد في الصالات والملاعب المتاحة لممارسة اللعبة، ما يُعيق انتظام التدريبات ويُؤثّر سلباً على مستوى اللاعبين.

تضيف: “نقص المعدات والتجهيزات اللازمة لممارسة رياضة القوس والسهم يُشكل عائقًا آخرًا أمام تطوّر هذه الرياضة، وهذا يُجبر اللاعبين على المشاركة في البطولات باستخدام معداتهم الشخصية،  ما يُؤثّر على أدائهم، ويُقلّل من فرصهم في تحقيق نتائج جيدة”. 

بحسب السياغي، شح المخصصات المالية للمشاركات الخارجية يُحدّ من قدرة الاتحاد على إرسال اللاعبين للمشاركة في البطولات الدولية، ما يُحرمهم من اكتساب الخبرات والتنافس مع لاعبين من مختلف دول العالم.

ترى السياغي أن هجرة اللاعبين من أهم التحديات التي تواجه رياضة القوس والسهم في اليمن،  وتؤكد أن العديد من الشباب يغادرون اللعبة بسبب نقص المعدات،  حيث تُقام البطولات التي ينظمها الاتحاد في ملاعب خاصة مستأجرة،  ما يشكّل عبئَا ماليًا على اللاعبين.

تختم حديثها، وتقول: “هناك إقبال كبير على رياضة القوس والسهم في اليمن،  لكن نقص الإمكانات يُعيق تطوّرها وانتشارها”. 

مقالات مشابهة