المشاهد نت

المراكز الصيفية في شمال اليمن… استقطاب وتجنيد  

حضور أكثر من مليون وخمسمائة ألف طالبة وطالبة في المراكز الصيفية التي نظمتها سلطات صنعاء في مناطق سيطرتها هذا العام.

صنعاء – نبيل شائع :

بدأت جماعة أنصار الله (الحوثيين) بالتجهيز للمراكز الصيفية هذا العام قبل بدء العطلة الصيفية لطلبة المدارس بشهرين، وتم تجهيز 3672 مركزًا في المدارس الحكومية والمدارس الخاصة والمساجد والمباني التابعة لمؤسسات حكومية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة السلطات في صنعاء.

تم تشكيل  اللجنة العليا للدورات والأنشطة الصيفية برئاسة محمد حسين المؤيدي، وزير الشباب والرياضة في حكومة صنعاء، وعدد من نواب ووكلاء وزارات التربية والتعليم والثقافة والتعليم المهني والتعليم العالي وقيادات أخرى في المكتب السياسي لجماعة الحوثي.

عملت تلك اللجنة على استقطاب أكبر عدد من الطلاب لتسجيلهم في المراكز الصيفية ضمن مستويات دراسية متعددة. في العشرين من إبريل/نيسان الفائت، تم تدشين المراكز الصيفية، وبدأ مشرفو جماعة الحوثي بمتابعة الأنشطة الصيفية في كل المناطق التابعة لحكومة صنعاء، واستمرت لمدة شهرين.

عندما بدأت الدورات الصيفية، لجأت الجماعة إلى التجار، وطلبت منهم المساهمة في دعم تلك الدورات. محمد العديني، تاجر في صنعاء، يقول إنه تم إلزامه من قبل مشرف الحارة بتسليم خمسين ألف ريال بالإضافة إلى تقديم منتجات غذائية مثل الفول والفاصوليا للمركز الصيفي.

لا يشعر محمد بالحزن على المبلغ الذي دفعه، والأمر المحزن بالنسبة له هو مخرجات المراكز الصيفية. يضيف: “أشعر بحسرة عندما أرى مخرجات هذا المركز كيف أنهم يصبحون في حالة عداء لكل من يخالفهم في المجتمع”.

خصصت الجماعة ملايين الريالات من ميزانية الوزارات والمؤسسات الحكومية لدعم تلك المراكز، ولكنها لم تُعلن عن حجم الأموال المخصصة لتلك الأنشطة، وتؤكد الجماعة أن الدورات الصيفية تسهم في “حماية النشء والشباب من الثقافات المضللة والدخيلة على المجتمع اليمني”.

مليون ونصف طالب في المراكز الصيفية

تستقطب المراكز الصيفية التابعة لجماعة الحوثي النشء والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 18 عاماً. هذا العام، أشار مصدر في اللجنة العليا للمراكز الصيفية أن أكثر من مليون وخمسمائة ألف طالب وطالبة التحقوا بالدورات الصيفية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.

تنوعت الأنشطة التي ركزت عليها الدورات الصيفية هذا العام، حيث تم إدخال النشاط الزراعي لتعليم الطلاب كيف تتم زراعة الحبوب والفواكه والخضروات، إضافة إلى دورات تعليم استخدام الحاسوب، والتقنيات المصاحبة له.

لكن هذه الانشطة ليست أولوية لدى الجماعة، بحسب صالح جبران، 40 عامًا، مواطن في صنعاء. في حديثه لـ “المشاهد”، يقول صالح: “نحن نعلم جيداً أن الهدف الأساسي لدى جماعة الحوثي من إقامة المراكز الصيفية هو التأثير على عقول الطلاب من خلال تدريسهم المناهج الطائفية والتحريض ضد من يخالف منهج الجماعة”.

إقرأ أيضاً  تعرف على رياضة الرماية في اليمن 

وفق طلاب في المراكز الصيفية بصنعاء، يقوم القائمون على تلك المراكر بتدريسهم اللغة العربية والتجويد وملازم حسين بدرالدين، مؤسس جماعة الحوثي، بالإضافة إلى  تدريس الطلاب كتبًا تحرض على الحكومة اليمنية، وكل من يخالف فكر الجماعة.

أما في المراكز الصيفية المغلقة في أمانة العاصمة والتي تستهدف طلاب الثانوية العامة، فيتم تدريسهم كتبًا خاصة بموالاة عبدالملك الحوثي وتعليمهم قسم الولاية، بالإضافة إلى تأهيل الطلاب وتعليمهم فن الخطابة والإلقاء.

 يحصل الطلاب على تدريب حول استخدام الأسلحة، وتُنظم لهم زيارات لمعسكرات التدريب الخاصة بالقوات المسلحة التابعة للجماعة، والبعض الآخر منهم يتم تعليمهم  كيفية زراعة الألغام، وهو الأمر الذي يعتبره أولياء أمور العديد من الطلاب خطراً يهددهم ويهدد مستقبل أبنائهم .

علي الورد، 50 عامًا، مواطن من صنعاء، يقول لـ”المشاهد” إن جماعة الحوثي استغلت تزايد  الفقر الذي  تعاني منه العائلات اليمنية من خلال ترغيب الآباء والامهات بإلحاق أبنائهم مقابل تسجيلهم في السلات الغذائية التي تقدمها الجماعة.

غسيل دماغ

يرى تربويون أن مخرجات المراكز الصيفية قد تشكل خطرًا على المجتمع، لأن بعض الطلاب يعتقدون أن كل من يخالفهم ليس له الحق في الحياة في البلاد. حسين الخولاني، أمين عام نقابة المعلمين اليمنيين، يقول أن طلاب المدارس الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي يتعرضون لأكبر عملية غسيل دماغ من خلال ما يتلقونه من أفكار وتعليمات طائفية في المراكز الصيفية.

يشير الخولاني إلى أن جماعة الحوثي تعتبر المراكز الصيفية فرصة لرفد جبهات القتال بمقاتلين جدد، معظمهم من فئة المراهقين والشباب الذين يمكن السيطرة على عقولهم بسهولة.

التربوي طه بافضل يقول لـ “المشاهد” إن جماعة الحوثي تسعى من خلال المراكز الصيفية إلى تأسيس حاضنة شعبية لها في المستقبل، وكسب ولاء صغار السن والمراهقين والشباب، بحيث يصبح ولائهم المُطلق لزعيم وقيادات الحركة الحوثية.

يضيف بافضل: “تهتم الجماعة بالمراكز الصيفية، وستهتم بها بشكل أكبر لأنها تساعدها على تحقيق أهدافها، وقد حققت بعض أهدافها مثل تزويد الجبهات بالمقاتلين، وكسب المزيد من المناصرين لقائد جماعة الحوثي”.

مقالات مشابهة