المشاهد نت

توزيع الأضاحي… مبادرات تصنع الفرحة في العيد

أضاحي العيد
الأضحية في العيد

تعز- عدي الدخيني

تواجه الملايين من الأسر في اليمن صعوبة بالغة في توفير متطلبات العيد، ويعد شراء الأضاحي مهمة مستحيلة للكثير من الأسر في العديد من المناطق اليمنية. في تعز، يعترف الكثير من الرجال والنساء أن شراء الأضحية حلم يصعب تحقيقه في ظل ظروفهم المعيشية والاقتصادية البائسة، وليس لهم سوى الاستعانة بالمبادرات المجتمعية التي توفر لهم الملابس واللحوم المجانية في العيد.
ابتسام محمد، أم لأربع فتيات في مدينة تعز، تقول لـ “المشاهد” إنها لم تستطع شراء أضحية العيد للعام الثاني على التوالي، نتيجة ارتفاع أسعار المواشي والظروف المادية الصعبة التي تمر بها الأسرة، بخاصة بعد تدهور الحالة النفسية لزوجها الذي كان العائل الوحيد للأسرة.
تضيف: “لم استطع توفير القُوت الضروري لبناتي الأربع، فكيف استطيع شراء اللحم والملابس الجديدة. هذا هو العيد الثاني الذي يمرّ علينا دون شراء أضحية، ونكتفي بالمساعدات التي نحصل عليها من قبل مبادرات مجتمعية وفاعلِي الخير”.
أصبح العيد يومًا عاديًا عند الكثير من الأسر اليمنية، لكن بعض المنظمات الخيرية والمبادرات المجتمعية تحاول أن تخلق الفرحة في قلوب المحتاجين، وتوزع كميات كبيرة من اللحوم على الأسر المحتاجة وأسر النازحين بمختلف المديريات في مدينة تعز.
مقبل أحمد، نازح في مدينة تعز، يشير إلى أنه لم يستطع شراء الأضحية هذا العام، وعندما حصل اثنين كيلو لحم من المبادرات المجتمعية والمنظمات الخيرية، شعر بالفرح، ورأى البهجة في عيون أطفاله.
عبدالله فائد، المسؤول الإعلامي لمؤسسة الوصول الإنساني، يقول لـ ”المشاهد“: “نوزع اللحوم لمئات الأسر المحتاجة والنازحة خلال أيام عيد الأضحى المبارك في تعز، في ظل عجز العديد من الأسر الفقيرة عن شراء أضاحي العيد”.
يوضح فائد أن هناك أكثر من 3000 ألف أسرة تحصل على اللحوم في العيد، حيث تقدم المؤسسة ما يقارب 300 رأس من الأغنام والخروف، وأكثر من 150 ثور، ويتم توزيع تلك اللحوم على الأسر الفقيرة والنازحة سنويًا، ابتداًء من أول يوم في العيد حتى اليوم الرابع.

فرحة النازحين


عبدالسلام مطهر، نازح في مديرية صالة بتعز، يقول لـ ”لمشاهد“: “إذا لم تكن هناك مبادرات المجتمعية، ليس بإمكاننا تذوق اللحم في العيد. النازحون يركزون على توفير المتطلبات المعيشية الضرورية فقط، ولم يعد شراء اللحم أولوية لديهم”.
يقول مدير منظمة محلية في مدينة تعز إنهم يوزعون اللحوم للعديد من النازحين في المخيمات غرب وجنوب تعز، ويستفيد قرابة سبعة مخيمات من النازحين، وهي مخيم البيرين، ومخيم الملكة، ومخيم جبل زيد، ومخيم شلال سنوان، ومخيم الكدحة، ومخيم عكاد، ومخيم الرحبة. يضيف: “كل هذه المخيمات تحصل على اللحوم خلال أيام عيد الأضحى المبارك، لرسم البسمة على وجوه النازحين”.
فرسان، نازح من الحديدة، يسكن في مخيم البيرين، يقول لـ “المشاهد”: “إذا لم استطع شراء كيلو لحم أو الحصول عليه من المنظمات، ليس لدي إلا شراء دجاجة، وهذا هو حال النازحين في هذا المخيم والعديد من المخيمات”. يشير فرسان إلى أنه لم يعد يهتم بشراء اللحم، وكل ما يفكر به هو توفير لقمة العيش، والأشياء الضرورية التي تحتاجها أسرته.

إقرأ أيضاً  تعز تحتفي بافتتاح طريق (الكدحة - المخا)

ارتفاع أسعار المواشي

مصلح قاسم، بائع مواشي في تعز، يوضح سبب ارتفاع أسعار المواشي خلال سنوات الحرب التي تشهدها البلاد منذ 2015. يشير في حديثه لـ ”المشاهد“ إن ارتفاع رسوم النقل أدى إلى ارتفاع أسعار المواشي.
يضيف: “نشتري الأغنام والعجول من القرى شمال مدينة تعز، وننقلها إلى المدينة، وهذا أمر مكلف ماديًا، بسبب الحصار المفروض على مدينة تعز، والضرائب التي يتم دفعها في كل نقطة تحصيل في مناطق الحكومة اليمنية ومناطق جماعة الحوثي”.
وفقا لمصلح، قبل الحصار والحرب على مدينة تعز، كان لا يزيد سعر الماعز عن أربعين ألف ريال، وكان الوضع الاقتصادي للبلاد أفضل مما هي عليه الآن.
يشير تاجر الأغنام، نبيل البرحي، في إحدى الأسواق الشعبية في منطقة البيرين، إلى بعض المواشي يتم استيرادها إلى اليمن بالعملة الأجنبية. ومع استمرار هبوط سعر العملة المحلية، يزيد سعر العملة الأجنبية وتزداد أسعار المواشي. ونتيجة لذلك، يعجز الكثير من المواطنين عن توفير المبالغ الكافية لشراء الأضاحي في العيد.
عبدالواسع نعمان، مندوب النازحين في مخيم البيرين بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن الكثير من الأسر هذا العام لم تستطع شراء أضحية العيد، بسبب ارتفاع الأسعار، ويعتمد غالبية النازحين على المبادرات المجتمعية أو الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوزيع اللحوم في هذه المناسبة.
يؤكد نعمان أن اللحوم ليست مقترنة بالسعادة، لكن هذه المبادرات الخيرية تُشعر الفقراء أن المجتمع لا زال يهتم بأمرهم، ويدرك المأساة التي تعيشها الملايين من الأسر المحتاجة في اليمن.

مقالات مشابهة