المشاهد نت

«وادي ظهر».. وجهة عيدية ومتنفس طبيعي

صورة أرشيفية عامة لوادي ظهر في صنعاء ويظهر فيها دار حجر

صنعاء – يحيى العكوري

بأرواح أنهكتها الحرب ونظرات متمسكة ببقايا الفرح، يتجه الكثير من سكان صنعاء في الأعياد صوب وادي ظهر، شمال غرب المدينة.

الغاية، قضاء أوقات ممتعة بعيدًا عن ضوضاء المدن وزحام الحدائق خلال أيام العيد.

ويتميز الوادي، يبعد عن صنعاء 14 كيلومترًا، بموقعه على سفح جبل يحتضنه بحميمية، وبأجواء ريفية ومناظر طبيعية خلابة.

أبرز معالمه الأثرية “دار حجر”، وهو مبنى تراثي كبير بسبعة طوابق، وله مداخل كثيرة بُنيّ على صخرة ضخمة، ولذلك سُميّ.

إلى جانب “دار حجر” اشتهر وادي ظهر الذي يتبع مديرية همدان ببساتينه ومقابره الصخرية وخرائب قلعته، ويُقسم لأربع مناطق سياحية.

وتلك المناطق هي: أعالي الوادي، وتتصل ببيت نعم من الغرب، وأشهر ما فيها سوق الوادي.

المنطقة الثانية هي منطقة وسط الوادي، ويوجد فيها دار حجر، والمسجد.

بالإضافة إلى منطقة قرية القابل: وتسمى الروض، والمنطقة الرابعة هي منطقة أسفل الوادي.

تاريخ وادي ظهر

يرجع شهرة الوادي -وفق مؤرخين- إلى ما قبل الإسلام، ويؤكد ذالك وجود نقوش كثيرة على صخوره.

ذُكر وادي ظهر أول مرة في النقوش، خلال القرن السابع قبل الميلاد، في نقش النصر الموسوم بــRES.3945.

وهو النقش الذي دونه “كرب إل وتر بن ذمار علي” مكرب سبأ، وفق مؤرخين.

وقدم الهمداني وصفًا متكاملًا للوادي وقصوره وبساتينه، والفواكه التي كانت تزرع فيه قديمًا.

كما ذكر الهمداني أنواع الأعناب المزروعة فيه، وتصل لـ20 نوعًا، وقد انقرض كثير منها بفعل تأثر المزارعين بالحياة المدنية والتحضر.

وجهة عيدية

يقصد سكان صنعاء الوادي بالأعياد والمناسبات العامة للتنزه، والاستمتاع بمناظره الطبيعية، وتقام فيه رقصات البرع بأنواعها على إيقاع (الطاسة) و(المرفع).

وهو ما يشكل تغذية بصرية وسمعية للزائرين، فيما يشارك البعض في رقصات البرع كهواية، وفق ناصر مثنى، أحد زوار الوادي.

إقرأ أيضاً  تجار اليمن والتصعيد في البحر الأحمر

يضيف مثنى لـ«المشاهد»: “رغم بُعد الوداي عن صنعاء لكنه أفضل من الحدائق داخل المدينة التي تشهد ازدحامًا شديد خلال العيد.

وإذا قرر مثنى وعائلته الذهاب إلى الحدائق يضطر للخروج مبكرًا؛ نتيجة الإقبال الكبير، رغم رفع رسوم الدخول والتذاكر.

وقوع الوادي خارج صنعاء لم يمنع إقبال الزوار الكبير عليه، الذين يتوزعون على سطح الجبل وسفوح الوادي.

فرص عمل

أما دار حجر فهو الأشد ازدحامًا، بحسب حديث طارق الروضي، أحد رجال الأمن هناك، مع «المشاهد».

الروضي يشير إلى أن الأعياد مواسم توفر فرص عمل للكثير من العاطلين الذين يجدون مصدر رزق، كالباعة المتجولين.

كما أن أصحاب الجمال والحصان يقدمون خدماتهم للأطفال لركوبها والتقاط الصور التذكارية مقابل مبالغ مالية، وفقًا للروضي.

ويضيف: فرق فنية تصور أناشيدها وموشحاتها في دار حجر؛ نظرًا لجماله الأخاذ، يزيد من فرص النجاح الفني بخلفيات طبيعية وتراثية.

وهو ما يشجع الزوار على تكرار زيارتهم واختيارهم هذا المكان في ضواحي صنعاء مقصدًا سياحيًا.

أجواء نقية

يفضل عبدالجبار العزي، قدم من عدن لقضاء العيد مع عائلته بصنعاء، زيارة وادي ظهر؛ للاستمتاع بأجواءه الطبيعية والتعرف على معالمه.

ويقول لـ«المشاهد» إن الأجواء في الوادي أنقى من المدينة وحدائقها المزدحمة؛ كونه يتميز بأجواء نقية تشحن الروح بطاقة إيجابية.

ويرى أن الوادي ينقصه الكثير من الإهتمام، ولم يحضَ بالتطوير المطلوب، فالطريق المؤدية إليه ترابية، والوصول له يكلف وقتًا طويلًا.

إضافة إلى عدم استثمار محيطه بمنتزهات واستراحات، وكل ما فيه وهبته الطبيعة.

مقالات مشابهة