المشاهد نت

الثلاسيميا… مرض يتزايد في حجة 

حجة – موسى المليكي

ينتشر مرض الثلاسيميا في محافظة حجة شمالي اليمن، وتتزايد مخاوف المواطنين في ظل تنامي الحالات المصابة في العديد من مديريات المحافظة، وتعتبر مديرية بني قيس من أكثر المديريات التي يكثر فيها مرض الثلاسيميا. 

محمد حسان، تاجر في مديرية بني قيس، يقول لـ “المشاهد“: “لدي طفلان مصابان بمرض الثلاسيميا، خالد وهارون، وأعمارهما 5 سنوات وسبع سنوات، وتتضاعف معاناتهم بسبب هذا المرض في ظل غياب المراكز الصحية والأدوية الخاصة بهذا الداء”. 

 وفقًا لحسان، تفتقر محافظة حجة إلى جمعية للثلاسيميا، وتعجز العائلات عن إيصال أطفالها المصابين إلى المراكز المهتمة بهذا المرض، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية للمواطنين في حجة.

أم أماني، من منطقة الطور بمديرية بني قيس بمحافظة حجة، تعمل معلمه في مدرسة أهلية، وتقول إن ابنتها التي تبلغ من العمر 12 عامًا لا زالت تعاني من الثلاسيميا، وتتفاقم حالتها الصحية عندما لا تستطيع شراء الأدوية التي تسهم في التخفيف من هذا مضاعفات هذا المرض. 

الثلاسيميا هو اضطراب دم وراثي يتسبب بانخفاض نسبة الهيموغلوبين في الجسم عن المعدل الطبيعي. يعمل هذا المرض على تدمير كريات الدم الحمراء، ونتيجة لذلك، يصاب المريض بفقر الدم.

وبحسب تقديرات وزارة الصحة العامة والسكان، يصل عدد المصابين إلى أكثر من 40 ألفا في اليمن.

تقول أم أماني: “الأسر الفقيرة يموت أطفالها، وهي عاجزة عن تقديم الدواء لهم، بسبب حالتهم المادية الصعبة، ولا توجد مراكز صحية قريبة لعمل الفحوصات الطبية اللازمة التي يحتاجها الأطفال المصابون بالثلاسيميا”. 

الدكتور طه يحيي المضواحي، مدير فرع مكتب الصحة بمديريه بني قيس بمحافظة حجة، يؤكد أن الثلاسيميا من الأمراض المنتشرة في المناطق التهامية، ومنها مديرية بني قيس، ويشير إلى أن للجينات الوراثية دورًا كبيرًا في انتشار هذا المرض.

أسباب انتشار الثلاسيميا

الدكتور عبد الرحمن عبد الهادي، إخصائي فقر الدم في الأطفال بمحافظة حجة، يقول لـ “المشاهد”: “إن الحل  في نظري التأكد من التشخيص لكل حالة، وحصر عدد الحالات بالتعاون مع الأطباء، ومكتب الصحة في المحافظة، وإيصال المشكلة للجهات المعنية في الوزارة والجمعية اليمنية للأمراض الوراثية”. 

إقرأ أيضاً  أعمال روائية يمنية تتأهل لجائزة كتارا

يحث عبد الهادي الكادر الصحي على توعية الأهل بضرورة عمل فحوصات الدم والوراثة لكل فرد في الأسر، وتحديد الحاملين للجينات التي تتسبب بمرض الثلاسيميا، والحرص على أن لا يرتبط حامل الجين المعتل بشخص آخر حامل جين معتل، حتى لو لم يكونا أقارب، وهذه الطريقة الوحيدة التي تضمن عدم ولادة أطفال مصابين بالثلاسيميا. 

الدكتور مختار إسماعيل، مدير المركز العلاجي لمرض الثلاسيميا الوراثي بصنعاء، يقول إن التقارير تشير إلى وجود عشرين حالة لمرض الثلاسيميا في مديرية بني قيس، وقد تكون هناك حالات كثيرة غير مسجلة نظرًا عدم قدرة المرضى على الخروج من المديرية  والوصول إلى صنعاء للتسجيل نتيجة الفقر والحالة الاقتصادية التي تمر بها أسر مرضى الثلاسيميا.

يضيف إسماعيل: “هذا المرض وراثي، وليس هناك أي أسباب أخرى، وينتقل إلى الأبناء عبر الجينات الوراثية، وينتشر في محافظة حجة بشكل كبير، خصوصًا في مديرية كشر وعبس وكحلان، وغيرها”.  

حلول مقترحة 

في المناطق الريفية، لا تهتم العائلات بالفحص الطبي قبل الزواج، أو لا تتوفر هذه الخدمة بالقرب منهم، وقد تدفعهم تلك العوامل إلى إكمال مراسيم الزواج، دون إجراء الفحص الطبي للتأكد من سلامتهم من الجينات التي قد تؤدي إلى إنجاب أطفال مصابين بالثلاسيميا.

يوضح إسماعيل أن الجهل بمرض الثلاسيميا يتسبب بانتشاره في المجتمع، ويؤكد أن الفحص قبل الزواج هو الخطوة الصحيحة للتخفيف من انتشار هذه المشكلة. 

يقترح إسماعيل بعض الخطوات لمواجهة مرض الثلاسيميا في اليمن، ومنها نشر الوعي في المجتمع والتعريف بالمخاطر الناجمة عن الزواج دون إجراء الفحوصات الطبية، ومعالجة المرضى، وتوفير الخدمات الصحية، وخدمات نقل الدم والفحوصات قبل الزواج، وتدريب  الكادر الصحي على خدمة المصابين بمرض الثلاسيميا، وتوفير الأدوية. 

مقالات مشابهة