المشاهد نت

الخطأ الذي أدى إلى احتجاز طائرات «اليمنية» في مطار صنعاء

1300 حاج يمني ينتظرون رحلات العودة من جدة إلى صنعاء. صورة أرشيفية

عدن- بشرى الحميدي

استطاعت جماعة أنصار الله (الحوثيين) احتجاز أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ولا تزال تلك الطائرات رابضة في مطار صنعاء منذ الأسبوع الماضي، ما يخلق صراعًا جديدًا بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي.

حتى اللحظة، يتساءل الكثير من اليمنيين عن السبب الذي أدى ألى تكدس أربع طائرات في مطار صنعاء في وقت واحد، ولم تتوقف الانتقادات الشعبية لإدارة شركة اليمنية التي ارتكبت ذلك الخطأ الذي مكّن السلطات في صنعاء من الاستيلاء على الطائرات دفعة واحدة. 

الناطق الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية، ومستشار رئيس مجلس الإدارة للإعلام والعلاقات العامة، حاتم الشعبي، يوضح في حديثه لـ “المشاهد” إن الحكومة اليمنية وجهت بتسيير رحلات الحج من مطار صنعاء إلى مدينة جدة والعكس، لتسهيل سفر الحجاج الذين من صنعاء والمناطق المحيطة.

يقول الشعبي: “نفذت الشركة أكثر من 100 رحلة ذهاب وعودة لنقل الحجاج، وتمت جميع رحلات الذهاب دون أية مشكلات، وكذلك رحلات العودة التي بدأت بتاريخ 20 يونيو، كما هو مخطط لها”.

وبعد انتهاء مشاعر الحج، وفقًا لـ الشعبي، كانت الخطوط الجوية اليمنية “ملزمة” بنقل 8400 حاج إلى صنعاء خلال أسبوع واحد بحسب الأنظمة المتبعة لنقل الحجاج بالمملكة العربية السعودية، وتكون الفترة الزمنية بحسب عدد الحجاج لكل دولة.

وعن سبب وصول ثلاث طائرات في وقت قصير، وعدم إقلاعها من مطار صنعاء في الوقت المحدد، يقول الشعبي: “في مساء يوم 25 يونيو، وبسبب الضغط الشديد في مطار جدة وازدحام المطار بالطائرات، تأخرت العديد من رحلات العودة لعدة شركات طيران، ومنها شركة اليمنية، ووصلت طائرات اليمنية تباعًا إلى مطار صنعاء في أوقات متقاربة. لقد فوجئنا باحتجاز الطائرات الثلاث من قبل سلطة صنعاء، ما أدى إلى تأثر 1300 حاج يمني، حيث لا يزالون ينتظرون رحلات العودة إلى صنعاء”.

وفقًا للبيان الصادر عن الشركة، احتجزت جماعة الحوثي طائرة ركاب قبل أكثر من شهر، ليصبح عدد الطائرات المحتجزة في مطار صنعاء أربع طائرات.

الاهتمام بالحجاج العالقين

وزير الأوقاف في الحكومة، محمد بن عيضه، يصف احتجاز الطائرات في مطار صنعاء “الهمجي الذي لا يمت للقيم ولا للدين ولا للأخلاق بأي صلة”.

ويقول عيضه في حديثه لـ “المشاهد”: “نحن في وزارة الأوقاف نستنكر بشدة هذا العمل اللاإنساني، ونطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن الطائرات المحتجزة لكي يعود الحجاج إلى بلادهم بأمان وسلامة”.

ويوضح عيضه أن وزارة الأوقاف قد وفرت السكن للحجاج العالقين في المملكة العربية السعودية حتى يتم حل هذه الأزمة، مؤكداً على استمرار الوزارة في بذل كل الجهود لضمان عودة الحجاج إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن.

إقرأ أيضاً  الحاجة للاستثمار في البرادات لتنظيم السوق الزراعي 

وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد المساعد لقطاع الحج والعمرة، طارق غالب القرشي، يشير إلى أن مهمة وزارة الأوقاف تقتصر على تحديد عدد الحجاج الراغبين بالسفر جواً ذهاباً وإياباً، بينما تتولى الخطوط الجوية اليمنية ووزارة النقل تنظيم الرحلات وتحديد مواعيدها وأماكن إقلاعها وعودتها.

يؤكد القرشي أن هناك معالجات خاصة بوضع الحجاج، حيث تم التنسيق بين مختلف الوزارات المعنية، وبإشراف ومتابعة من رئيس الوزراء ومؤسسة الرئاسة اليمنية.

قرار صائب في توقيت خاطئ

موظف في الخطوط الجوية اليمنية، فضل عدم ذكر اسمه، يقول لـ “المشاهد”: “إن قرار نقل مكاتب الخطوط الجوية إلى عدن، والذي صدر خلال موسم الحج، كان قرارًا صائبًا في مجمله، لكن توقيته كان خاطئًا. لم يكن منطقيًا إصدار هذا القرار بينما الحجاج ما زالوا في مكة المكرمة يؤدون فريضة الحج”.

يصف الموظف في الخطوط الجوية اليمنية جدولة رحلات الحجاج من مطاري الملك عبد العزيز في جدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة إلى صنعاء بـ “العشوائية”، ما أعطى “فرصة ذهبية للحوثيين لاحتجاز تلك الطائرات”.

مبرر احتجاز الطائرات

الصحفي والباحث الاقتصادي، رشيد الحداد، يرى أن الأزمة المتعلقة بالخطوط الجوية اليمنية بدأت بعد أن قررت الحكومة في عدن نقل جميع إدارات شركة الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء، ونقل حساباتها، وإيقاف حجز تذاكر الطيران من المناطق غير الخاضعة لسيطرتها.

يضيف الحداد : “ذلك القرار أدى إلى معاناة كبيرة للمسافرين. فعلى سبيل المثال، أقلعت رحلة الأسبوع الماضي من مطار صنعاء وعلى متنها 12 مسافر فقط، بينما كان من المفترض أن تقل 178 مسافرًا، معظمهم من المرضى الذين تم إلغاء حجوزاتهم بسبب قرارات النقل.”

يعتقد الحداد أن احتجاز أو إيقاف طائرات اليمنية في مطار صنعاء يهدف إلى إجبار الطرف الآخر على التراجع عن قرار نقل مكاتب شركة اليمنية من صنعاء.

وتتهم وزارة النقل في صنعاء إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية في عدن بـ “استغلال معاناة الشعب اليمني ووضع فوارق في أسعار التذاكر في مطارات الجمهورية بشكل كبير وتمييزي الأمر الذي يتنافى مع قانون الطيران المدني واللوائح والقوانين ذات الصلة”.

وقالت الوزارة في بيانها، في 27 يونيو، إن إدارة الشركة في عدن عمدت إلى إقفال أنظمة حجز الرحلات وسحب الصلاحيات وتضييق الخناق على مكاتب ووكالات السفر في المناطق الخاضعة لحكومة صنعاء، وأقفلت كافة أنظمة بيع التذاكر.

مقالات مشابهة