المشاهد نت

اليمن في أولمبياد باريس.. آمال رغم التحديات

تعز – أسامة الكُربش

أعلنت اللجنة الأولمبية اليمنية عن قائمة الرياضيين الذين سيشاركون في الألعاب الأولمبية الصيفية الثالثة والثلاثين.

ويقام الأولمبياد في العاصمة الفرنسية باريس من 26 يوليو/حزيران حتى 11 أغسطس/آب 2024.

وسيشارك في هذا الحدث الرياضي العالمي أكثر من 10500 رياضي ورياضية من مختلف أنحاء العالم، في 33 لعبة أولمبية.

وأكدت اللجنة الأولمبية اليمنية مشاركة اليمن في أربع ألعاب، حيث يمثل البلاد ياسمين الريمي في الرماية مسدس 10 متر هوائي.

ويوسف مروان في السباحة 100 متر فراشة، وسمير اليفاعي في ألعاب القوى، سباق الجري 100 متر، وهشام مكابر في الجودو.

استعدادات غير كافية

تحدثت اللاعبة الأولمبية ياسمين الريمي عن استعداداتها للمشاركة في أولمبياد باريس.

وقالت لـ«المشاهد»: “استعديت بشكل مكثف للأولمبياد من خلال تدريبات يومية وشاركت في بطولات عالمية في القاهرة ودورة الألعاب الآسيوية.

وأضافت: الدعم الذي تلقيته من اللجنة الأولمبية اليمنية لم يكن كافيًا، حيث كنت بحاجة لمعسكرات تدريبية خارجية.

ياسمين تواجه تحديات، كنقص ميادين التدريب والمدربين ذوي الخبرة؛ لذا فهي تعتمد على التدريب الذاتي، واكتساب الخبرات من البطولات العالمية.

وتابعت: “رغم هذه الصعوبات، أسعى لتحقيق أداء مميز في الأولمبياد ورفع علم اليمن عاليًا، وأتطلع لتقديم مستوى مشرف لوطني”.

ولم تحظَ بمعسكرات كافية منذ أولمبياد طوكيو، فهي تحتاج للاحتكاك بلاعبين دوليين، داعيةً الجمهور الرياضي اليمني إلى دعمها.

وقالت: “نحن نرفع علم اليمن في هذا المحفل الرياضي الكبير رغم الحرب والظروف الصعبة”.

وفق الإمكانيات

من جانبه، أوضح هشام مكابر أنهم مستعدون للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 بأقصى ما نستطيع، وفق الإمكانيات المتاحة.

مكابر اعتبر أن التحضيرات “لم تكن كافية”، وأنها لم تصل حتى إلى 50% مقارنة بالدول الأخرى، بحسب حديثه لـ«المشاهد».

ورغم ذلك إلا أنه عبّر عن عزمه على تقديم أفضل ما لديه لرفع علم اليمن عاليًا.

وقال: لم نتمكن من إقامة معسكرات تدريبية كافية، وشاركت فقط في بطولة تأهيلية واحدة دون استعدادات مناسبة.

لكنه استدرك: سنستعد خلال المعسكر القادم في تونس، ونتمنى أن نقدم أداءً يليق ببلادنا.

تحضيرات متأخرة

ومن جهته، قال سمير اليفاعي: تم اختياري للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 مؤخرًا بعد اعتذار الكابتن عبدالله اليعري.

وأضاف لـ«المشاهد»: رغم التأخر في التحضيرات، لكني تلقيت دعمًا كبيرًا من اتحاد اللعبة واللجنة الأولمبية.

وشارك اليفاعي في بطولات غرب آسيا بالعراق والبطولة العربية في مصر، ولديه معسكر تدريبي في تونس قريبًا.

اليفاعي يصف المشاركة في الأولمبياد بأنها “حلم لأي رياضي”، واعتبرها شرف كبير له بتمثيل اليمن في هذا المحفل العالمي.

مواصلًا حديثه: رسالتي للجمهور هي أن نتحلى بالصبر وندرك التحديات التي تواجه رياضتنا في ظل الظروف الحالية.

واختتم: حققت إنجازات عديدة مع المنتخب الوطني ونادي الريان القطري، وأتطلع لتحقيق المزيد في المستقبل.”

تحديات وفرص

يقول الأمين العام اللجنة الأولمبية اليمنية، محمد الأهجري: “بالنسبة للاعبين اليمنيين، لم يحصل أي منهم على تأهل مباشر للأولمبياد.

ويُرجع الأهجري سبب ذلك إلى عدم تحقيق الأرقام المطلوبة في البطولات المؤهلة، وفق حديثه مع «المشاهد».

إقرأ أيضاً  هل تغير الموقف الأمريكي من جماعة الحوثي والسلام في اليمن؟

ويضيف: معظم بطاقات المشاركة حصلنا عليها عبر نظام البطاقات البيضاء، الذي يتيح فرصة المشاركة للدول التي لم تحقق تأهيلات مباشرة.

وأشار الأهجري إلى استعدادات اللاعبين منذ ثلاث سنوات بجهود محلية وبعض المعسكرات الخارجية، وشاركوا في بطولات مؤهلة ومعسكرات تدريبية.

وزاد: رغم الجهود المبذولة، فإن هناك عديد صعوبات، كعدم توفر الإمكانيات المالية والمعوقات الإدارية، واستخراج التأشيرات والتصاريح اللازمة للسفر.

وأوضح: واجهنا تأخيرًا باستخراج تأشيرات السفر لإقامة معسكر تدريبي بتونس؛ ما يهدد خطة سفر اللاعبين بالموعد المحدد في 5 يوليو الجاري.

لافتًا إلى أن وجود لاعبين يمثلون اليمن في الأولمبياد أمر ضروري، للحركة الرياضية العامة في البلاد، ويعطي المشاركين حافزًا كبيرًا.

كما يمثل فرصة للرياضيين للاحتكاك بالمستويات العالمية وتطوير مهاراتهم، فالمشاركة الدولية تعكس صورة اليمن الحقيقية، بحسب الأهجري.

ويختم: بالإضافة إلى إبراز التحديات التي يواجهها الرياضيون اليمنيون في ممارسة الرياضة والمشاركة في المحافل الدولية.

مجرد مشاركة رمزية

في المقابل، يرى الصحفي الرياضي يزيد الفقيه، أن “مشاركتنا في الأولمبياد غالباً تكون شرفية ورمزية، وليس للمنافسة الحقيقية.

ويقول رئيس تحرير صحيفة “شووت” الرياضية لـ«المشاهد» أن اليمن تحصل على بطاقات بيضاء بفضل مشاركات سابقة في بطولات عالمية.

ويعتقد الفقيه أن اللجنة الأولمبية اليمنية لم تنجح في تطوير رياضي أولمبي واحد منذ خمسين عامًا.

وأضاف: رغم البرامج المزعومة للواعدين وصرف الأموال، لم نرَ أي بطل أولمبي حقيقي.

الفقيه يعتقد أن اللجنة الأولمبية تعتمد على تقليد المشاركة دون السعي لتحقيق إنجازات.

مستشهدًا بعدم قيام اللجنة على تجهيز اللاعبين بمعسكرات خارجية واكتفائها بتدريبات داخلية متواضعة.

وينتقد الصحفي الرياضي قوام البعثة اليمنية المكون من 6 إداريين و4 لاعبين و4 مدربين، مع منسق إداري في باريس.

واعتبر الفقيه أن ذلك يعكس أولويات اللجنة الأولمبية في تقاسم السفريات والمحاصصة بدلًا من الرياضة.

وواصل: يؤسفنا أن اللجنة أهملت إعداد لاعبة الجودو أروى آل ياس رغم حصولها على منحة أولمبية بقيمة 50 ألف دولار.

وقال إن ذلك أدى إلى ضياع المبلغ وحرمان لاعبين آخرين من الفرصة، وهذه الإهدارات تعكس فشل الإدارة الحالية للجنة.

وردًا على ما قاله يزيد الفقيه بخصوص اللاعبة أروى آل ياس، أوضح محمد الأهجري أن اللجنة الأولمبية هي من أعدت اللاعبة ثلاثة أعوام.

وقال: تم إشراكها في الألعاب الإسلامية بتركيا، ثم إشراكها في الألعاب العربية بالجزائر، ثم في الألعاب الاسيوية بالصين.

وآخر مشاركة في هونغ كونغ، بالبطولة المؤهلة للأولمبياد، ولم تتوفق في أي من هذه المشاركات، وكل النفقات من اللجنة الأولمبية.

أولمبياد الأضواء

وتقام الألعاب الأولمبية الصيفية كل 4 أعوام، حيث أقيمت النسخة الماضية 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو.

ولعبت منافسات اولمبياد طوكيو عام 2022 بعد تأجيلها لعامين بسبب فيروس كورونا وسط إجراءات احترازية مشددة.

وتحتضن عاصمة الأضواء باريس الألعاب الأولمبية الصيفية هذه النسخة للمرة الثالثة في تاريخها.

حيث كانت قد استضافت دورتي باريس 1900 وباريس 1924، وتعود لاستضافة هذه النسخة الجديدة 2024 بعد قرن.

مقالات مشابهة