المشاهد نت

خلف اللثام وفي الزحام…نساء يحترفن السرقة

بعض النساء يساعدهن اللثام على إخفاء هويتهن والانخراط في السرقة بشكل متكرر

تعز- محمد سعيد السامعي

لم يكن يخطر على بال أم محمد أن تتعرض للسرقة من تلك المرأة التي وقفت إلى جوارها في أحد محال سوق عرفة التجاري في شارع 26 سبتمبر وسط مدينة تعز قبل أسابيع. ولم تكن تعلم أيضًا أن بعض النساء أصبحن محترفات في سرقة حقائب ومقتنيات نساء أخريات، إلا بعد أن تعرضت للسرقة.

رصدت كاميرات المراقبة في محل تجاري لبيع الحقائب في سوق عرفة حادثة السرقة التي تعرضت لها أم محمد، واتضح أن امرأة كانت مسؤولة عن سرقة مبلغ مالي. في حديثها لـ “المشاهد”، تقول أم محمد: “ذهبت لشراء أحذية لأطفالي ، وكان لدي خمسين ألف ريال في حقيبتي. وعندما دخلت إلى محل يبيع الحقائب، لحقتني امرأة، وبدأت تسأل صاحب المحل عن أسعار بعض المنتجات وتدور حولي. لم يكن في بالي أنها تخطط أن تسرقني المبلغ الذي في حقيبتي. ظلت تلك المرأة بجانبي حتى انشغلت عنها، وبعدها مدت يدها إلى حقيبتي، وأخذت المبلغ وذهبت”.

بعد أن اتفقت أم محمد مع صاحب المحل على سعر حقيبة نسائية جديدة، أرادت أن تدفع القيمة. حينها أدركت أن المبلغ المالي الذي معها لم يعد موجودًا. تقول أم محمد: “أصبت بصدمة كبيرة، وتساءلت كيف اختفى المبلغ من الحقيبة في لمح البصر.  لم أستطع التحرك من مكاني. قام صاحب المحل بمراجعة الكاميرات، واكتشفنا أن تلك المرأة التي كانت تدور حولي قد سرقت المبلغ وغادرت”.

تتكرر السرقات التي تقوم بها النساء بخاصة في الأسواق المزدحمة، بحسب مسؤول أمني في مدينة تعز، حيث يساعدهن لبس اللثام على إخفاء هويتهن والانخراط في السرقة بشكل متكرر.

لم تذهب أم محمد إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ لأن المرأة التي سرقتها المبلغ المالي ترتدي اللثام، ما يجعل القبض عليها مهمة صعبة. تضيف أم محمد: ” إذا قدمت بلاغًا إلى قسم الشرطة، لن أستفيد شيئًا، ولن تستطيع الجهات الأمنية الوصول إليها”.

أم محمد ليست الضحية الوحيدة، وهناك الكثير من النساء تعرضن للسرقة في الأسواق والحفلات على أيدي نساء احترفن السرقة والاحتيال.

إقرأ أيضاً  الخطأ الذي أدى إلى احتجاز طائرات «اليمنية» في مطار صنعاء

غياب الخوف والوازع الديني

يملك حزام محمد محلًا لبيع الأحذية في في شارع التحرير بمدينة تعز، ويدرك مدى تفشي حالات السرقة التي تقوم بها النساء في المحال والشوارع المزدحمة. يقول حزام لـ “المشاهد”: “يستطعن النساء ممارسة السرقة دون خوف، أو بخوف أقل مقارنة بالرجال لأنهن ملثمات، وهذا يساعدهن على التهرب وإخفاء هويتهن”.

يتذكر حزام أحد حوادث السرقة، ويقول: “كانت إحدى الشابات تشتري احتياجاتها للتجهيز لعرسها في محل تجاري بشارع التحرير، وكان المحل مزدحمًا بالمتسوقات. ومع زحمة النساء في المحل التجاري، قامت امرأة بسرقة الشابة مبلغ مالي يقدر بـ 350000 ألف ريال. لم يستطع أحد القبض أو التعرف على السارقة”.

سامي عدنان، صاحب محل جوالات في شارع 26 سبتمبر بمدينة تعز، يقول إنه تعرض للسرقة في محله في شهر يونيو هذا العام، ويوضح أن مجموعة من النساء استطعن سرقته “جوال إس 23 الترا”.

يضيف سامي: “هؤلاء النساء لم يخفن من الله ولا من الكاميرات، وليس لديهن وازع ديني”.

يعتقد الكثير من المتابعين لحادثة السرقة التي تعرض لها سامي أنه من الصعب التعرف على هويات السارقات لأنهن ملثمات، وأجسادهن مغطاة بالكامل.

السرقة في حفلات الزفاف

تعد الأسواق وحفلات الزفاف من الأماكن المناسبة للنساء اللاتي احترفن السرقة، إذ يجدن في الازدحام الفرصة لنهب غيرهن من النساء. عبير سعيد، 25 عامًا، تقول لـ “المشاهد”: “إنها  تعرضت للسرقة في يوم عرسها قبل أشهر، ولم تستطع استرداد المبلغ المسروق أو التعرف على هوية السارقة.

تتذكر الحادثة، وتقول: “وضعت مبلغًا من المال في حقيبتي الخاصة بملابسي، وأثناء انشغالي بالزفة، قامت إحدى الحاضرات بسرقة المبلغ، ولم أكتشف ذلك إلا في وقت متأخر. حتى اليوم، لم أسترد المبلغ، ولم أعرف من الذي سرقه”.

تستغل السارقات الأماكن المزدحمة، ويستطعن سرقة النساء والرجال، وتجد الأجهزة الأمنية صعوبة في القبض عليهن، وعادةً ما تُقيد السرقات النسائية ضد مجهول.

مقالات مشابهة