المشاهد نت

دلالات وقوف «الكويت» إلى جانب «اليمنية»

الكويت تدعم اليمن بطائرات مدنية - متداولة

تعز – بشرى الحُميدي

احتجاز الحوثيين لأربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء، دفع دولة الكويت لإرسال ثلاث طائرات لدعم الحكومة اليمنية.

تأتي هذه الخطوة “المفاجئة” في وقت تشهد فيه جهود السلام في اليمن جمودًا، ممّا يثير العديد من التساؤلات حول دلالاتها وخلفياتها.

تعزيز قدرات “اليمنية”

سفير اليمن بالكويت، الدكتور علي منصور بن سفاع، شكر دولة الكويت على دعمها للخطوط االيمنية، والتبرع بثلاث طائرات ومحركين اثنين.

وقال لـ«المشاهد» إن المبادرة “تجسيد عميق للعلاقات الأخوية، وحرص كويتي على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في مختلف الظروف”.

واعتبر بن سفاع هذا الدعم بأنه سيعزز قدرات الخطوط الجوية اليمنية، وتمكينها من مواصلة دورها الحيوي وربط اليمن بالعالم الخارجي.

وأشار السفير إلى أن هذه الطائرات الجديدة ستسهم بتخفيف معاناة الشعب اليمني، وتسهيل حركة المسافرين، وتعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري بالبلاد.

وأضاف بن سفاع، أن هذه المبادرة رسالة دعم معنوية قوية للشعب اليمني، تؤكد وقوف الكويت إلى جانبه لمواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها.

إفشال مخططات الحوثيين

من جهته، قال مصدر بالخطوط الجوية اليمنية إن هذه الخطوة الكويتية جاءت نظرًا لتعرض إحدى الطائرات لعطل ميكانيكي في محركاتها.

وأضاف المصدر لـ«المشاهد»: هذا العطل جعل الطائرة غير قابلة للطيران من صنعاء، في ظل رفض الحوثيون إصلاحها.

مشيرًا إلى أن الحوثيين يحتجزون مبلغ 85 مليون دولار في حسابات اليمنية بصنعاء، ويطالبون الحكومة بإصلاحها مما عطّل عملها.

وثمن المصدر مساهمة الكويت في دعم أسطول “اليمنية” من خلال هذه الطائرات الجديدة.

لافتًا إلى أنه لا يتوقع أن يؤدي ذلك إلى انقسام في الشركة، فالمشكلة حد قوله، “أكبر من نقص الطائرات”.

وأضاف المصدر أن عودة جزء من الأسطول سيساهم بلا شك في تخفيف الأزمة.

كاشفًا عن أن الدعم الكويتي أفشل مخططات الحوثيين الذين كانوا يراهنون على تعطيل الخطوط اليمنية ومحاولة مصادرتها.

وقال: إن الحوثيين سيفشلون بتشغيل شركة طيران خاصة لأسباب كثيرة؛ تتعلق بالتراخيص الدولية فشركة الطيران وتشغيلها ليست مجرد امتلاك طائرة.

وتوقع المصدر: أن تسهم الطائرات الجديدة بإعادة مسار الشركة إلى طبيعته، وأن يحفز الحوثيين على جولة محادثات جديدة تحت سقف أقل.

إقرأ أيضاً  اليمن في أولمبياد باريس.. آمال رغم التحديات

“موقف الحوثيين قد يصبح أضعف بعد استعادة جزء من أسطول الشركة؛ مما قد يحفزهم على التفاوض بشكل جاد”، بحسب المصدر.

واختتم: خاصة وأن اليمنية ستستمر في الشتغيل دون مشاكل، فمبادرة الكويت تشكل نقطة قوة للحكومة في هذا الباب.

استجابة كويتية مُلحة

الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي، عايد المناع، ذكّر بتاريخ الكويت العريق في تقديم المساعدة لليمن.

مشيرًا لـ«المشاهد» إلى أن دعم الكويت شمل شطري اليمن منذ ستينيات القرن الماضي.

وأثنى المناع على استجابة الكويت لطلب رئيس المجلس الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، بتزويد الحكومة اليمنية بثلاث طائرات ومحركين.

ويصف المناع الخطوة بـ”الضرورة الملحة”؛ لتمكين الخطوط الجوية اليمنية من القيام بمهامها في نقل الركاب والبضائع من وإلى الأراضي اليمنية.

ويُشير الدكتور المناع إلى احتجاز حكومة الأمر الواقع في صنعاء لأربع طائرات يمنية؛ مما ترك الحجاج اليمنيين معلقين في جدة.

ويعتقد أن هذا التصرف ربما عجّل في تسريع الاستجابة الكويتية للطلب اليمني بالحصول على طائرات لصالح الناقل الوطني اليمني.

معتبرًا أن موقف الكويت الداعم لليمن ينبع من إيمانها بأهمية وحدة اليمن واستقراره، كما أنها ستظل إلى جانب اليمن في مختلف الظروف.

دافع قوي لـ”اليمنية”

بينما يرى الصحفي الإقتصادي وفيق صالح، أن دلالات المنحة تأتي في وضع حرج تعاني منه الخطوط الجوية اليمنية.

وأضاف صالح لـ«المشاهد»: خصوصًا في ظلال احتجاز جماعة الحوثي لأرصدة الشركة في بنوك صنعاء والمقدرة بمائة مليون دولار.

ويشير صالح إلى أن هذه المنحة الكويتية تسهم في تماسك الشركة واستمرارية عملها الملاحي، وتسيير الرحلات الجوية من وإلى اليمن.

وأوضح أن الشركة تعرضت خلال سنوات الحرب للعديد من الإشكاليات التي أضعفت قدرتها على تطوير خدماتها والنهوض بها.

لذلك كانت المنحة الكويتية دافعًا قويًا لاستمرارية عمل الشركة وتطوير أنشطتها في مجال الملاحة الجوية، وفقًا لصالح.

احتجاز 4 طائرات

وكانت شركة الخطوط الجوية اليمنية قد أعلنت الثلاثاء الماضي عن قيام الحوثيين باحتجاز 3 من طائراتها من طراز إيرباص 320.

وبذلك يكون عدد طائرات “اليمنية” المحتجزة لدى الحوثيين قد ارتفع إلى 4 طائرات.

حيث احتجزت الجماعة طائرة ركاب أخرى من طراز إيرباص 330 قبل أكثر من شهر.

مقالات مشابهة