عدن – بديع سلطان
الادعاء
اكتشاف كنز أثري قديم في ردفان بمحافظة لحج، جنوب اليمن.
الخبر المتداول
نشرت عدد من المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي “الفيسبوك والواتساب” في أواخر يونيو الماضي أخبارًا ومقاطع مرئية تتحدث عن اكتشاف كنز اثري في منطقة مليحة، الواقعة بين مديرية ردفان بمحافظة لحج، ومديرية الضالع بمحافظة الضالع.
وأشارت الأخبار والمقاطع إلى أن الكنز القديم، أثار خلافًا واشتباكات بين أهالي المنطقة والمناطق المجاورة للظفر بالكنز. الأمر الذي دفع إلى تدخل السلطات الأمنية في مديرية ردفان بلحج؛ للحيلولة دون وقع اشتباكات أهلية للحصول على الكنز.
وتحدثت الأخبار عن أسباب القضية، التي ترجع قدوم شخص من محافظة شبوة إلى منطقة ملحة بمديرية ردفان.
وقيام هذا الشخص بعرض خرائط قديمة على مشائخ المنطقة تدلهم على الكنز المزعوم، وطلب مساعدته لاستخراجه شريطة أن يتقاسموا الكنز معه.
وتضمنت الأخبار الإشارة إلى بدء مشائخ المنطقة بالحفر بحثًا عن الكنز، لكنهم اختلفوا عند ظهور المؤشرات الأولى للكنز.
حيث بدأ كل طرف تحشيد مسلحيه للسيطرة على الكنز، لكن تدخل السلطات الأمنية منع وقوع المواجهات، وفق ما ذكرته الأخبار.
وأشارت إلى أن السلطات الأمنية الموالية للمجلس الانتقالي بردفان، وضعت الكنز المُكتشف تحت تصرفها، حتى البت بشأنه من قيادة الانتقالي.
الناشرون
صفحة شركة الاتصالات الجنوب العربي
تحقق المشاهد
بعد تحقق المشاهد تبين أن خبر وجود كنز أثري بمنطقة في مديرية ردفان، محافظة لحج، جنوب اليمن كاذب ولا أساس له، حسب نتائج البحث العكسي للفيديو المتداول و حديث مدير الدائرة الإعلامية بقوات الحزام الأمني في عدن لـ«المشاهد»، رشدي العمري.
بعد تجزئة الفيديو المتداول إلى صور ثابتة تبين أن الفديو قديم ونشرت أجزاء من صور الفيديو في مصر في 13 أكتوبر 2016 إثر اعتقال فلاح مصري في محافظة الشرقية “قام بالتنقيب عن الآثار بمنطقة أثرية، وعثر بحوزته على تمثال أثرى وكمية كبيرة من العملات المعدنية الرومانية، حسب موقع صحيفة اليوم السابع المصرية .
وتم إعادة نشر الفيديو نفسه على قناة العالم الإيرانية في 21 أغسطس 2017 تحت عنوان “مواطن مصري يكتشف كنوز قارون ويقول اسجنوني لو أكذب”.
كما تم إعادة نشر صور من الفيديو نفسه على مواقع إيرانية في 10 و 11 ديسمبر 2016 عقب اعتقال مواطنين إيرانين يدعون وجود كنز في قرية “فاروق” في مرفدشت، محافظة فارس الإيرانية. وجاء في التفاصيل على موقع خبر أونلاين الفارسي أن المعتقلين هما شخصان ادعى وجود كنز في “فاروق مرو دشت” لأول مرة منذ نحو شهر، ما أدى إلى خلق صور ومقاطع فيديو مفبركة في هذا الموقع العريق ونشرها في الفضاء الإلكتروني”.
ونقلت التفاصيل ذاتها وكالة الإذاعة الإيرانية في 10 ديسمبر 2016.
وتم إعادة نشر الفيديو نفسه كاملا على اليوتيوب بتاريخ 22 أكتوبر 2018 بعنوان العثور على كنز كبير في إحدى مدن إيران,
وأصل الفيديو يعود إلى أبريل 2014 منشور على اليوتيوب بعنوان مغارة من الذهب.
وتحدث مدير الدائرة الإعلامية بقوات الحزام الأمني في عدن لـ«المشاهد»، رشدي العمري، عن تفاصيل ما جرى في ردفان. وقال: إن الأخبار التي تتحدث عن وجود كنوز في ردفان هي أخبار كاذبة وعارية عن الصحة تمامًا.
وأضاف: ما حدث أن أشخاصًا قدموا من خارج مديرية ردفان وقاموا بعملية حفر، يدعون وجود أسلحة مدفونة منذ حرب 1994.
وتابع العمري: عند انكشاف أمرهم قامت القوات الأمنية بملاحقتهم في محاولة لمعرفة الحقيقة، لكنهم فروا قبل أن تصل الحملة الأمنية.
عقب ذلك أُشيع بين المواطنين بوجود كنوز ذهب وأسلحة وغيرها وتوافد أبناء مديرية ردفان ومناطق أخرى بحثًا عنها، بحسب العمري.
وواصل: كادت تحدث إشكاليات كبيرة؛ ما دعا الأجهزة الأمنية بمديرية ردفان ممثلة بـ”اللواء الخامس دعم وإسناد”؛ للتدخل ونشر قوات أمنية.
مشيرًا إلى أن القوات منعت المواطنين الاقتراب من المنطقة؛ تجنبًا لحدوث أية إشكاليات أو فتن بسبب هذه الشائعات، حد وصفه.
ولفت العمري إلى أن القوات الأمنية مازالت تبحث عن الأشخاص الذين تسببوا بعملية الحفر وزعموا وجود كنز أو أسلحة.
وأوضح أن تعقب هؤلاء يأتي بهدف معرفة حقيقة قدومهم إلى مديرية ردفان، والقصد من اختيار هذه المنطقة تحديدًا.
العمري قال أن المنطقة تدور حولها خلافات بسبب التقسيم الإداري، بين مديرية الضالع في محافظة الضالع ومديرية ردفان بمحافظة لحج.
المصادر
البحث العكسي – تصريح مسئول أمني بقوات الحزام الأمني في عدن
