المشاهد نت

قصص من يوميات النازحين فى اليمن

صورة ارشيفية من نازحي الحرب في اليمن

المشاهد  – اشرف ابراهيم -خاص :

في ضل استمرار المعارك الدائرة منذ ما يقارب السنتين نزحت الكثير من الاسر من جحيم الحرب تاركة ممتلكاتها للنجاة من الموت ، لتواجه مصيرا اسوا من الحرب نفسها ، انه شبح النزوح والمجاعة التي تهدد حياتهم ،   فبحسب تقارير حديثة بلغ عدد النازحين من مناطق الحرب مليوني شخص يعانون بصمت في ظل تجاهل المعنين والمنظمات الدولية.

مريم الصعدي البالغة من العمر 65 عاما من محافظة صعدة  ، فبعد ان فقدت ثلاثة من ابنائها قررت الهروب مع  من تبقي من عائلتها، واتجهت صوب العاصمة صنعاء لتواجه شبحا اسوا من الحرب نفسها تروي مريم  ” للمشاهد ” قصة نزوحها الي العاصمة صنعاء: ” قبل سبعة اشهر تركت منزلي للنجاة بنفسي وبناتي، واتجهت صوب العاصمة صنعاء، فبعد ان وصلت صنعاء تفاقمت معاناتي ولم اجد من يمد لي يد المساعدة فزوجي توفي منذ فترة وابنائي الذين كانوا يعولون البيت من رواتبهم اخذهم الحوثي الي الجبهات ولم يعودوا الي جثث ، وذهبت مرتباتهم معهم”.

مريم وبناتها الشابات  يسكنون حي السنينة في غرفة ضيقة تفتقر الي ابسط مقومات الحياة، في ضل تجاهل سطلة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء والتي اخذت ثلاثة من ابنائها للقتال في صفوفها .

تضيف مريم ” لم يصل الينا احدا، وحتى مرتبات اولادي الذين كانوا مسجلين عساكر في الدولة لم يصرفوا مرتباتهم منذ ما يقارب سته اشهر، نحصل على وجبة واحدة في اليوم يقدمها لنا فاعل خير اما الحوثيين لم يقدموا لنا شي “.

من جانبه شهاب العزعزي احد النازحين من مدينة تعز التي تتعرض للقصف المستمر من قبل مسلحي جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق على صالح ، يتحدث شهاب  ” للمشاهد ”

” عانينا كثيرا بعد ان نزحنا للنجاة بأرواحنا، ونسكن انا ووالدتي وخواتي الست في غرفة ضيقة ، ومنذ ان نزحنا من تعز لا نجد قوت يومنا ونصارع من اجل البقاء على قيد الحياة، من لم يموت بالحرب ، تلاحقه المجاعة والظروف الانسانية الصعبة، ولا يكترث لمعاناتنا احد.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

 غياب للمنظمات الاغاثية

تتحدث مريم بحرقة وهي تجيب عن سؤالنا لها عند دور المنظمات الاغاثية فى دعم النازحين وتلمس اوضاعهم الانسانية المزرية

” لم نحصل أي مساعدة من المنظمات كل اللي يقدمه لنا انهم يأتون الينا وقت تسجيل الاسماء ولا ندري اين تذهب هذه الاسماء التي لم تعد منذ ان قدمت الي هنا وسجلت اسمي لم اجد أي مساعدة”.

من جانبه يضيف شهاب العزعزي ” سجلت اسمي  عند المكاتب التي تسجل النازحين في صنعاء وعند عقال الحارات لكن لا حياة لمن تنادي والا الان لم نحصل على شي فقط الوعود الكاذبة”.

 متاجرة بمعانأة النازحين ، وسوق سوداء لبيع مواد الاغاثة

يتهم العديد من المراقبين المنظمات الدولية بالمتاجرة بمعانأة اليمنين والنازحين تحديدا ، حيث تتداعي هذه المنظمات عند البحث عن تمويل لكنها لا تقدم شي للمحتاجين في الواقع، ومعظم المواد الاغاثية تذهب الي جيوب نافذين والمتاجرين بمعاناة الناس، حيث كشف تقرير لمركز الدراسات والاعلام الاقتصادي في اكتوبر من العام 2016م عن سوق سوداء في العاصمة صنعاء لبيع مواد الاغاثة ويشرف على هذه الاسواق مسؤولين في جماعة الحوثي التي  تسيطر على العاصمة صنعاء والمسؤولة عن توزيع مواد الاغاثة.

وكانت العديد من المنظمات الدولية اطلقت تحذيرات من مجاعة حقيقية في اليمن ، وكشفت هذه المنظمات ان اكثر من 19 مليون شخص من اصل 27 مليون غير قادرين على اطعام انفسهم، ومهددين بالموت جوعا، واطلقت خطة استجابة انسانية بمبلغ 2.1 مليار  دولار لمواجهة المجاعة في اليمن، وكشفت التقارير ان اكثر المحافظات المهددة بالمجاعة هي صعدة والحديدة، وتعز ، وحجة ، ومارب وحضرموت.

مقالات مشابهة