المشاهد نت

المستأجرون مهددون بالطرد في صنعاء

صورة ارشيفية

المشاهد -نهلة القدسي -خاص -صنعاء:

يزداد الوضع المعيشي للمواطن اليمني سوءاً مع مرور ما يقارب سبعة اشهر لانقطاع الرواتب الحكومية .

وفي حين يكابد المواطن الامرين للبقاء على قيد الحياة في ظل هكذا وضع نجده مسكوناً بهاجس الطرد من المنزل لعدم قدرته على سداد الايجارات المتراكمة عليه منذ انقطاع راتبه .

واصبح امراً مألوفاً لدينا ان نسمع من حين لأخر عن مستأجرين تم طردهم من منازلهم من قبل المؤجرين اصحاب النفوس الجشعة .

كادت الطبيبة اكرام صالح والتي تعمل بمشفى حكومي بصنعاء ان تدفع حياتها ثمناً لتأخرها عن سداد الايجار حين اقدم وكيل العمارة التي تسكن بها وعلى اثر مشادة كلامية بينهم الى طعنها عدة طعنات وكأنها المسؤولة عن تأخير رواتبها .

لا نعلم كيف يتجرأ ذاك المؤجر على المطالبة بإيجار المنزل وهو يعلم ان المستأجر موظف بدون راتب منذ شهور أو ليس الاجدر به أن يمد له يد العون بدلاً من التضييق عليه وتحميله فوق طاقته وكيف غابت عنه مفاهيم التعاون والتكافل التي دعانا اليها ديننا الاسلامي .

الله ارحم بنا

سليمان قادري معلم بإحدى المدارس الحكومية بصنعاء يقول ” منذ توقف راتبي وانا على خلاف دائم مع صاحب المنزل وكان يهددني بالطرد وانا اعده بالسداد حين استلم الراتب وقبل شهر فاض به الكيل وكاد ان يطردني فعلاً لولا تدخل اهل الحارة وطبعاً لا ألومه فهو رجل عجوز وتعتبر الايجارات مصدر دخله الوحيد ولكن الحمد لله اننا الموظف الحكومي الوحيد في العمارة اما بقية المستأجرين فيعملون في قطاع خاص ويسددون الايجار بانتظام واظن انه لوكنا كلنا في القطاع الحكومي لطردنا على الفور “.

الى حين ميسرة

عبد السلام شاكر موظف في مكتب السياحة بالامانة يقول ” اضطررت الى اخلاء البيت الذي كنت مستأجره وارسلت اسرتي الى القرية بعد ان انقطعت الرواتب وكثرت مضايقات صاحب البيت لي وتهديده بإغلاق البيت علينا فأعطيته ضمانة بالسداد حال تسلمنا الرواتب وحالياً اسكن مع اصدقاء لي في غرفة مشتركة الى حين يفرجها الله “.

وضع مؤقت

” الموظف الحكومي هذه الايام يعيش ازمة خانقة وما مرتاحين الا موظفو القطاع الخاص ” هكذا بدأ أحمد سهيل الموظف الحكومي بمشفى الثورة بصنعاء حديثه وتابع ” لم نكن نتصور ان يصل بنا الحال الى ما هو عليه الان فالرواتب منقطعة منذ شهور والحال لا يعلم به الا الله ”

إقرأ أيضاً  فتيات في العمل برواتب ضئيلة وساعات طويلة

“كنت مستأجراً ولكن بعد غياب الرواتب وعدم وجود مبشرات بانفراج الوضع وعدم قدرتي على تحمل اهانات صاحب البيت اضطررت الى اخلاء البيت وانتقلت للعيش في منزل اخي الذي يعمل في القطاع الخاص ونتمنى ان يكون وضع مؤقت “.

الصبر جميل

العقيد/ أحمد عبد الله الطاهري مدير قسم شرطة الجديري بأمانة العاصمة

يقول ” لا يحق لأي مؤجر ان يطرد المستأجر في ظل هذه الظروف الصعبة ويجب عليه الانتظار حتى يتم تسليم الرواتب الحكومية ولو بعد سنة و لا يحق له تشريد الاسر وطردها الى الشارع .”

ويتابع عقيد الطاهري قوله ” على المستأجر رفض اخلاء المنزل والتقدم ضد صاحب البيت بشكوى لدى اقرب قسم شرطة ليتم الزام صاحب البيت بعدم اخراج المستأجر والصبر عليه حتى تتحسن الاوضاع .”

دين الرحمة

” ديننا الاسلامي يدعو الى التكافل والتعاضد بين المسلمين ” بهذه العبارة استهل الشيخ / محمد دحابة خطيب بجامع عمار بن ياسر بأمانة صنعاء حديثه مضيفاً ” اذا غابت قيم الخير والتسامح بين افراد المجتمع تحول الى فوضى ونحن نمر بأزمة صعبة وجب على المسلمين فيها ان يتعاونوا ويتراحموا بينهم لينالوا رحمة الله .”

” وما نسمع به اليوم من طرد مالكي البيوت للمستأجرين فهو أمر غير مقبول اطلاقاً لما فيه من التضييق على المسلم الذي تأخر راتبه .”

” وانصح كل مسلم ان يساعد جيرانه ويحاول ان يفرج من كربهم قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»

مقالات مشابهة