المشاهد نت

القوات الحكومية تعلن ” الرمح الذهبي 2″ وموسكو تتهم الغرب بالتزام الصمت إزاء الوضع الإنساني في اليمن

قوات يمنية

المشاهد –متابعات
استأنف حلفاء الحكومة تصعيدا عسكريا كبيرا للعمليات القتالية عند الساحل الغربي، قبيل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي بطلب روسي لمناقشة تداعيات الأعمال الحربية نحو ميناء الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن.
كما يأتي هذا بالتزامن مع حراك أممي ودولي مكثّف لإحياء السّلام المتعثّر في اليمن منذ أغسطس آب الماضي.
ونفّذت مقاتلات التحالف وبوارجه الحربية في البحر الأحمر خلال الساعات الأخيرة، سلسلة ضربات واسعة على أهداف ومواقع متقدّمة للحوثيين وقوات الرئيس السابق على طول الشريط الساحلي بين مينائيْ المخا والحديدة على البحر الأحمر.
الحوثيين : 40 غارة جوية على مديريات شمال المخا
ورصد الحوثيون أكثر من 40 غارة جوية على مديريات التحيتا والدريهمي، وبيت الفقيه شمالي مديرية المخا على الطريق إلى مدينة الحديدة، حيث يقع ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد، تزامنا مع قصف عنيف من السفن الحربية التابعة لقوات التحالف في البحر الأحمر.
وقتل 7 أشخاص على الأقل، وأصيب 8 آخرين بغارة جوية يقول الحوثيون إنها استهدفت قارب صيد قبالة سواحل مديرية الدريهمي، جنوبي مدينة الحديدة.
وأمس الخميس تحدّث تحالف الحوثيين والرئيس السابق، عن إسقاط مروحية أباتشي تابعة لقوات التحالف في مديرية بيت الفقيه عند الساحل الغربي، غير أنه لم يصدر أي تعليق من قوات التحالف حول سقوط طائرة من هذا النوع فائقة الكفاءة.
مرحلة ثانية من عملية ” الرمح الذهبي”
وأعلنت مصادر عسكرية حكومية عن استعدادات لمرحلة ثانية من عملية “الرمح الذهبي” التي أطلقها حلفاء الحكومة مطلع العام الجاري لاستعادة مدن الساحل الغربي، في خطة تهدف لاقتحام ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يسيطر عليه الحوثيون منذ عامين.
ونقل موقع 26 سبتمبر الإخباري التابع للقوات الحكومية عن متحدّث عسكري أن عملية “الرمح الذهبي 2” ستكون أكبر وأوسع من تلك التي تمكن فيها حلفاء الحكومة من استعادة أجزاء واسعة من مديريتي ذو باب والمخا ومينائها الاستراتيجي على طريق الملاحة الدولية بين مضيق باب المندب وقناة السويس.
وحسب المتحدّث العسكري فإن العملية التي سيقودها وزير الدفاع اليمني الأسبق، اللواء هيثم قاسم طاهر وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللّواء فضل حسن، وستتزامن مع تحرّك وحدات عسكرية قتالية من محور ميدي عند الشريط الحدودي مع السعودية باتجاه مدينة الحديدة بغطاء جوي مكثّف من مقاتلات التحالف.
في السياق دارت معارك متفرّقة بين حلفاء الحكومة من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة أخرى في جبهات القتال عند الشريط الحدودي مع السعودية وفي محافظة مأرب والجوف ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء.
وتركزت أعنف المعارك في مديرية كتاف شمالي شرق محافظة صعدة الحدودية المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين، حيث يقول حلفاء الحكومة إنهم يحققون تقدّما ميدانيا في صحراء البقع قرب الشريط الحدودي مع السعودية.
لكن الحوثيين من جانبهم أعلنوا صدّ الهجوم الواسع لحلفاء الحكومة باتجاه جبال “عليب” قبالة منفذ الخضراء الحدودي في منطقة نجران جنوبي غرب السعودية.
كما أعلن الحوثيون، صدّ هجوم للقوات الحكومية بإسناد جوّي مكثّف باتجاه جبل هيلان في مديرية صرواح غربي مدينة مأرب.
وقال إعلام الحوثيين، إن الطيران الحربي ألقى أكثر من 15 قنبلة ضوئية اللّيلة الماضية على جبل هيلان ومنطقة المخدرة في مديرية صرواح على الطريق الممتد إلى العاصمة صنعاء.
إلى ذلك واصلت القوات الحكومية ضغوطها على موقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق عند الضواحي الشمالية والشرقية للعاصمة صنعاء.
في الأثناء، دفعت قوات التحالف بتعزيزات عسكرية ضخمة عبر الحدود السعودية دعما للقوات الحكومية في محيط صنعاء، حسب ما أفادت مصادر عسكرية لمونت كارلو الدولية.
وأفادت المصادر بأن تعزيزات تشمل أسلحة ثقيلة ومتوسّطة وصلت إلى مأرب عبر منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية في طريقها إلى جبهة القتال بمديريتي صرواح ونهم، استعدادا لمعركة فاصلة باتجاه معاقل الحوثيين والرئيس السابق في العاصمة صنعاء ومحافظات عمران وصعدة شمالي البلاد.
ويواجه حلفاء الحكومة صعوبات كبيرة في التقدّم نحو مديرية نهم عند البوابة الشرقية لمدينة صنعاء، مع استماتة الحوثيين وقوات الرئيس السابق في الحفاظ على مواقعهم بالاستفادة من الطبيعة الجبلية الوعرة للمديرية الاستراتيجية الواقعة عند مفترق طرق بين ثلاث مديريات.
يأتي هذا التصعيد في وقت أعلن فيه نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اليوم الجمعة بطلب روسي اجتماعا لمناقشة الوضع في اليمن.
ونقلت وكالة “سبوتنيك “الروسية عن سافرونكوف قوله إن بلاده” تدعو لعقد إجتماع مجلس الأمن الدولي في إطار المشاورات، ونرغب في الاستماع إلى الأمانة العامة بشأن خططها للتسوية السياسية في اليمن”.
وأضاف: تم إبلاغ أعضاء مجلس الأمن الدولي والدول الإقليمية، خاصة المملكة العربية السعودية، بهذه المبادرة.
وعادت روسيا قويا على خط الأزمة اليمنية نهاية الأسبوع بالتحذير الإثنين، من ما وصفتها ب”التداعيات الكارثية” لخطط اقتحام ميناء الحديدة على البحر الأحمر، من قبل التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
واتهمت موسكو الدول الغربية بالتزام الصمت إزاء الوضع الإنساني الكارثي في اليمن، على عكس نشاطها “المفرط للغاية بشأن سوريا”، حسب ما جاء في البيان.
وقالت الخارجية الروسية، إن هذه “الفوضى في اليمن يستفيد منها إرهابيو تنظيميْ داعش والقاعدة، الذين عزّزوا مواقعهم في مختلف أنحاء البلاد وفي جنوبها على وجه الخصوص”.
وفي السياق يواصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد تحرّكات مكثّفة لحشد الدعم الدولي لخطة أممية معدّلة لإنهاء النزاع الدامي في اليمن.
وأجرى الوسيط الدولي الخميس في برلين مشاورات مع وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، حول فرص التهدئة العسكرية في اليمن، واستئناف مشاورات السلام المتعثرة هناك.
وذكرت وزارة الخارجية الألمانية في حسابها الرسمي على تويتر أنها “تؤيد الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لحلّ النزاع اليمني”.
وعلى مدى الأيام الأخيرة أجرى المبعوث الأممي مشاورات واسعة، شملت الكويت والرياض ولندن وباريس وبرلين، تحضيرا لجولة مفاوضات جديدة لإنهاء الصراع الدامي الذي يمزّق البلد العربي الفقير منذ عامين.
وكان الوسيط الدولي أعرب في تصريحات اعلامية لمونت كارلو الدولية، عن تفاؤله في التوصّل إلى حلّ للنزاع اليمني خلال الأسابيع المقبلة، لكنه قال إن الحلّ يجب أن يكون سياسيا مستداما، وليس عسكريا.
وأكد المبعوث الأممي، أن الحلّ الممكن في اليمن هو الحلّ السياسي وليس العسكري، داعيا جميع الأطراف المتصارعة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات.
وتأمل الأمم المتحدة في تشجيع الأطراف المتحاربة على الانخراط في جولة مفاوضات حاسمة للتوصّل إلى “اتفاق نهائي” بموجب خطة جديدة للسلام، ترتكز على انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وتسليم أسلحتهم البالستية إلى “طرف محايد” مقابل المشاركة في حكومة وحدة وطنية.
وفشلت أربع جولات من المفاوضات منذ اندلاع الحرب الطاحنة، في إحراز أي اختراق توافقي يضع حدّا للصراع الدامي في اليمن، مع تصاعد المخاوف الدولية من انزلاق البلد العربي الفقير نحو مجاعة وشيكة خلال الأشهر المقبلة، مع اقتراب المعارك عند الساحل الغربي على البحر الأحمر من ميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ الاقتصادية في البلاد.
المصدر : مونت كارلو – صنعاء – عدنان الصنوي

مقالات مشابهة