المشاهد- نهلة القدسي -خاص :
العلم سر نهضة الامم وتقدمها ومقياس تطورها فبالعلم ترتقي الشعوب لكن
في اليمن وبالذات بعد اجتياح العاصمة صنعاء من قبل مليشيا الحوثي ووضع التعليم ينحدر الى الأسوء .
ففي العام الاول لانطلاق عمليات التحالف ضد الانقلابين الحوثيين وبسبب الغارات والقصف تخوف الجميع من الذهاب الى المدارس فتم اعتماد درجات النصف الاول لكلا الفصلين ولم يتم تدريس الفصل الثاني في جميع مدارس اليمن وهكذا تم حرمان الطلاب من الفصل الدراسي الثاني اما في العام الذي يليه فتم تأخير الفصل الدراسي الاول بضعة اشهر ليأتي هذا العام ورواتب المعلمون منقطعة ما أثر سلباً على العملية التعليمية برمتها .
معلمون بلا رواتب
يعتبر المعلم هو الركيزة الاهم في العملية التعليمية في العالم اجمع لكن بالنظر الى اوضاع العلمين اليوم في بلادنا نرى انهم كعامة الشعب يعيشون اوضاعاً صعبة للغاية بسبب الحرب التي أثرت على جميع نواحي الحياة اضافة الى انقطاع رواتبهم منذ أشهر.
تلك الظروف أجبرت كثير من المعلمين على النزوح الى قراهم ما أدى الى نقص متزايد في الكادر التعليمي في مختلف مدارس اليمن وحتى الذين بقوا في اماكنهم لم يعد باستطاعتهم توفير اجرة المواصلات الى مدارسهم فذهبوا للبحث عن اعمال اخرى تؤمن لهم ولأسرهم لقمة العيش .
الراتب أو الاضراب
كثير من المدارس أعلنت الاضراب الجزئي أو المفتوح حتى يتم تسليم رواتب منسبيها الامر الذي خلق حالة من الفوضى فيها حيث يحضر الطلاب ويغيب المعلمون أو يغيب الاثنان معاً .
وذكرت حركة ” تربويون بلا حقوق ” أن الإضراب الكلي بتغيب المعلمين بدأ يشل سير العملية التعليمية في صنعاء ليبلغ لنسبة تجاوز 50% بينما الإضراب الجزئي يغطي النصف الآخر.
وافادت مصادر محلية بأن أكثر من 70% من مدرسي التربية والتعليم في أمانة العاصمة مضربين عن التدريس احتجاجا على عدم صرف مرتباتهم.
قمع الحوثي
منذ اعلان بعض المدارس حالة الاضراب سارع الحوثيون الى تهديد المعلمين بالفصل او باستبدالهم باخرين كما حدث في مدرسة حكومية بالعاصمة صنعاء حيث قامت مديرة مدرسة حفصة للبنات في حي عصر وسط صنعاء باستبدال طاقم المدرسين المضربين بطالبات خريجات ثانوية عامة .
كما اتهم الحوثيون المعلمين المضربين بانهم “خونة وعملاء للعدوان” حد قولهم ووجهت لهم تهديدات بالسجن في حال عدم رفع الإضراب واستئناف العمل.
وفي محافظة الحديدة تم طرد المعلمات المضربات ومنعهن من التوقيع في حوافظ الدوام من قبل مديرة مجمع الزهور بالحديدة “هناء بابقي” وقامت بالاعتداء بالضرب على عدد من الطالبات اللواتي رفضن البقاء في فصولهن احتجاجاً على منع دخول معلماتهن للمدرسة.
وضع الطلاب
وبين اضراب المعلمين وعدم تسليم الرواتب قد لا تلوح في الافق أي تباشير لاستكمال الفصل الدراسي الثاني كما يجب وان حصل فانه سيكون كسابقه غياب للمعلم واختصار للدروس واضراب وشلل للعملية التعليمية وامتحانات مبكرة والنتيجة جيل ناقص علم ومعرفة .
حال لا يصدق
( م . أ ) ولي أمر طالب بمدرسة 26 سبتمبر بأمانة العاصمة يتساءل قائلاً ” لا اعرف أي تعليم يتلقاه طلابنا في هذه الاوضاع فاغلب المدرسين لا يحضرون ويتم اختصار الحصص والمنهج كثيراً وبالنهاية تكون محصلة الطالب صفراً حتى وان نجح اخر العام ”
ويتابع حديثه ” لا اصدق ما اسمعه من ابني وهو يحكي عن اشياء يقوم بها بعض المعلمين تجاههم فقد وصل بهم الامر الى فرض مبالغ مالية على الطلاب المشاغبين في الفصل كما انهم يقومون بأخذ هواتف الطلاب المحمولة ولا يتم اعادتها الا بمبلغ مالي .”
مصير مجهول
” لا اظن أن طلابنا يتلقون العلم بشكل جيد ” هكذا بدأ عبد الله الخطابي حديثه لنا قائلا” لدي ولدين في المرحلة الاساسية وهذه الايام يعودون مبكراً الى البيت وعند سؤالهم يردوا بان المدرسين غير موجودون وطبعاً لا نلوم المدرسين فالراتب غائب”.
ويضيف متسائلاً بحيرة ” كيف سيكون مصير ابناءنا في مرحلة الشهادة الاعدادية والثانوية في ظل هذه الاوضاع ؟؟”.
جيل ناقص
أم سمير معلمة بمدرسة الشيماء بالأمانة تقول بمرارة ” صبرنا كثيراً على تأخر الرواتب لكن الى متى ؟ وفي النهاية نحن بشر ولنا متطلبات اساسية كيف تريدون منا ان نعلم الطلاب معنى العدل ونحن مظلمون ؟ وكيف نعلمهم معنى الشجاعة ونحن خائفون ؟ وكيف نعلمهم المطالبة بحقوقهم ونحن عاجزون عن المطالبة بحقوقنا؟.”
وتتابع ” التعليم في هذه الاوضاع صعب للغاية حيث يتم اختصار المنهج والدروس لان الامتحانات تم تقديمها ونتمنى ان تأتي السنوات القادمة وقد تغير الوضع الى الافضل .”
