المشاهد نت

سيدة يمنية: هذا ما نحتاجه لتحقيق السلام

يمنيات في معرض فني نظمته مؤخرا ست شابات يمنيات

المشاهد – صنعاء- غمدان الدقيمي:
لا تنكر معظم الناشطات اليمنيات خفوت دور النساء في صناعة السلام في البلد المضطرب منذ أكثر من سبع سنوات، إلا أن أصواتاً ناعمة ما زالت تتحدى اليأس وتعوّل على دور رئيسي للمرأة في الفترة المقبلة.
وتصدرت النساء ثورة الربيع اليمني عام 2011، ما أهّل إحداهن للحصول على جائزة نوبل للسلام، وهي السيدة توكل كرمان، التي فازت بهذه الجائزة تقديراً لـ“نضالها السلمي من أجل حماية المرأة وحقها بالمشاركة في صنع السلام”.
لكن هذا الدور الريادي للمرأة اليمنية أخذ بالانحسار مع اجتياح جماعة الحوثيين للعاصمة صنعاء، في أيلول/سبتمبر 2014، غير أن مراقبين وأكاديميين محليين يحكمون بالفشل على أي جهود لإحلال السلام والتحول الديموقراطي الحقيقي في اليمن، ما لم يكن هناك دور رئيس للنساء اللواتي يشكلن حوالي نصف إجمالي السكان البالغ عددهم نحو 27 مليون نسمة.
التسامح
تقول ندى الأسودي، التي تخرجت عام 2013 من جامعة أهلية بصنعاء، لموقع (إرفع صوتك) “لا أحد يستطيع أن ينكر دور النساء تحديداً في عملية التغيير (ثورة 2011)”.
وأكدت ندى، 25 عاماً، على ان دور المرأة في المرحلة الحالية والقادمة “أكثر حساسية، وهي قادرة على صناعة السلام وتعزيز الحقوق ونبذ التطرف”.
أما أم إبراهيم، 36 عاما، وهي ربة بيت يمنية وأم لثلاثة أطفال، فقالت لموقع (إرفع صوتك)، “أحث أطفالي دائماً على العفو والتسامح مع كل من يسيء لهم، هذا ما ينبغي أن تقوم به كل الأمهات من أجل وطن يعمه السلام”.
التبعية
وترى بلقيس العبدلي، وهي رئيسة منتدى آفاق التغيير، وعضوة مؤتمر الحوار الوطني الشامل (2013-2014)، أن الحرب المستمرة في البلاد قوضت طموحات ومطالبات المرأة وبرامجها لنيل استحقاقات التغيير، خصوصاً تلك المكتسبات التي تم انتزاعها خلال مؤتمر الحوار الذي منح النساء حصة تمثيلية بنسبة 30 في المئة في كافة الهيئات العليا المعينة والمنتخبة، ومواقع صنع القرار.
وحسب منظمات محلية تسببت الحرب بإغلاق حوالي 26 في المئة من المنشآت والمؤسسات التي تمتلكها نساء في اليمن، وانتهاكات لا حصر لها لحقوقهن.
وتعتقد بلقيس، 32 عاما، أن المرأة يمكنها أن تلعب دوراً بارزاً في تحقيق السلام الشامل عندما “تتخلى عن تبعيتها السياسية وانتماءاتها الفكرية، لصالح الانتماء الوطني الذي يجمع كل اليمنيين”.
وتوضح لموقع (إرفع صوتك) أن كثيراً من القوى السياسية اليمنية تستغل المرأة لتحقيق مكاسب خاصة، وهو ما ظهر في ظل الحرب، التي كانت المرأة المتضرر الأكبر منها.
وأشارت إلى أن المرأة بفطرتها تجنح للسلم “لذا ينبغي إعطاءها ما تستحق من اهتمام على كافة الأصعدة”.
تضيف حول رؤيتها لمستقبل اليمنيات “قد يحمل فرص أخرى للحفاظ على مكاسبنا. نحتاج أولاً توحيد جهودنا كناشطات ومكونات”.
الأحزاب
من جانبه اتهم الباحث اليمني عبدالرحمن العلفي، في حديث لموقع (إرفع صوتك)، الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية بفرض هيمنتها والتحكم في مفردات الأنشطة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني وفي صدارتها المنظمات النسوية.
ومع ذلك يؤكد العلفي، وهو المدير التنفيذي لمركز منارات، أن عشرات المنظمات المدنية المحلية بينها أكثر من 20 منظمة نسوية وشخصيات اجتماعية بارزة شاركت في إعداد ما اسماها “مبادرة المجتمع المدني للسلم والمصالحة الوطنية في اليمن”، نهاية العام الماضي.
ودعا العلفي الأطراف المحلية المتصارعة بالاستجابة لنداء السلم.
وهو يعتقد أن للمرأة اليمنية قدرات خاصة تعطيها أحقية المشاركة في جهود إرساء السلام، “يجب أن تكون المرأة هي حمامة السلام في ظل أزيز الرصاص ودوي المدافع”.
المصدر : إرفع صوتك

مقالات مشابهة