المشاهد نت

أمهات المختطفين في سجون جماعة الحوثي .. عيون ارقها الحزن والظلم “تقرير”

صورة ارشيفية لوقفة إحتجاجية سابقة لامهات المختطفين في صنعاء

المشاهد-نهله القدسي / خاص:

 

تنحدر من عيني الحاجة أم محمد دمعة أسى وهي تنظر الى صورة ولدها المختطف في سجون الحوثي  ثم تتنهد بحسرة قائلة ” ابني معتقل منذ سنة وخمسة اشهر مرت دون أي تهمة رسمية أو دليل واضح هكذا جاء جنود على متن اطقم عسكرية واقتحموا المنزل ونهبوا بعض الاشياء مثل الكمبيوتر المحمول والهواتف و الاوراق المهمة وبطائق ابني وشهاداته ولم يعيدوا لنا شيء “.

منظمة العفو الدولية قد اتهمت جماعة الحوثي وحلفائها في اليمن بتنفيذ حملة اعتقالات وحشية بحق المعارضين لها في مناطق سيطرتها وإخضاع الموقوفين لعمليات تعذيب وإخفاء قسري.

وأصدرت المنظمة تقريراً يستند إلى ستين حالة احتجاز قام بها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح بين ديسمبر2014 ومارس 2016 في شمال البلاد وغربها خاصة في محافظات صنعاء وإب وتعز والحديدة.

وأوضحت المنظمة أن الاعتقالات استهدفت ” شخصيات سياسية معارضة ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين وأكاديميين وغيرهم” وأن العديد من هؤلاء احتجزوا بشكل سري ” فترات طويلة وعانوا من التعذيب وأشكال أخرى من المعاملة السيئة ومنعوا من التواصل مع محام أو مع عائلاتهم”.

لافتة إلى أن هؤلاء ” أوقفوا بشكل اعتباطي تحت تهديد السلاح وأخضعوا لإخفاء قسري”.

وكانت الحكومة اليمنية قد اتهمت في تصريحات سابقة على لسان مندوبها الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة خالد اليماني الحوثيين وقوات المخلوع صالح باحتجاز ما يزيد عن 4800 معتقل حتى نهاية العام الماضي.

تعذيب حتى الموت

يتعرض المختطفون في سجون الحوثي الى عمليات تعذيب تصل حد القتل جاء ذلك في رسالة وجهتها رابطة امهات المختطفين إلى مكتب الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في صنعاء خلال وقفة احتجاجية نظمتها الرابطة امام المكتب وقالت الرسالة إن هناك 72 معتقلاً قتلوا جراء التعذيب في سجون الحوثيين حتى نهاية فبراير الماضي كما طالبت الرابطة في رسالتها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالضغط على الحوثيين وقوات المخلوع صالح لإطلاق سراح أبنائهن والذين يزيد عددهم عن ثلاثة آلاف معتقل.

قلوب الامهات

بالرغم من القبضة الحديدة التي يفرضها الحوثيون على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم والتي جعلت من الصعوبة بمكان اقامة أي فعاليات او مظاهرات منددة بسياستهم الا ان امهات المختطفين في سجون المليشيا تحدين خوفهن وخرجن في وقفات كثيرة تطالب بالإفراج عن ذويهم .

ولم نعد نسمع في الوقت الراهن عن أي فعاليات ضد الحوثيين الا تلك الوقفات التي تنظمها رابطة امهات المختطفين للمطالبة بالإفراج عن ابنائهن بالرغم من الاعتداءات والقمع والتهديدات التي تطالهن جراء ذلك من مليشيا الحوثي .

لا عائل ولا راتب

( ف. ) ابنة أحد المختطفين تقول بحسرة ” أبي معتقل منذ سنة وهو إمام وخطيب جامع في وادي ظهر وتم اعتقاله اثناء ذهابه الى صنعاء وظل مخفياً لأسبوعين لا نعلم عنه شيئاً الى ان جاءنا واحد من طرفه واخبرنا انه معتقل في الامن السياسي وطلب مننا نقوداً وادوية لابي كون المرض اشتد عليه وليس معه شيء ”

“أبي كان عائلنا الوحيد والان نحن نعيش ظروف قاسية جدا ولدي 5 اخوان ولا عمل ولا رواتب .”

لن نخاف

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

أم أحد المعتقلين لم تتمكن من الحديث لسوء حالتها الصحية فتحدثت لنا زوجته قائلة :

” زوجي معتقل منذ سنة وثمانية أشهر اعتقلته مليشيا الحوثي من بيته في الصباح الباكر بدون أي تهمة أو ذنب سوى انه خطيب جامع ومدرس للتربية الاسلامية ومن حفظة القران الكريم ”

” نشارك في كل الوقفات المنددة باعتقالهم والمطالبة بالإفراج عنهم ورغم ما نعانيه من اعتداءات وتهديدات وشتم الا اننا لن نتراجع او نخاف حتى تتم تلبية مطالبنا “.

ان تكون صحفي ليست جريمة

أم الحارث قريبة لاحد الصحفيين المختطفين تقول ” قريبي صحفي مختطف منذ سنتين دون أي ذنب سوى كونه صحفي وأمه مريضة جداً حتى ان أخر زيارة لها كانت بعد اختطافه بستة أشهر وبعد ان تفاقمت حالتها الصحية لم تعد قادرة على المجيء من قريتها لزيارته في الامن السياسي .”

” تعرض الصحفي وبقية زملائه لتعذيب وتجويع مستمرين وحدث ذات مرة انه تم منعنا من زيارته لأنه أخبرنا بأنه يتعرض للتعذيب وقمنا بإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام”.

رابطة أمهات المختطفين البداية والتأسيس

عن فكرة واهداف رابطة امهات المختطفين تحدثت لنا رئيسة الرابطة ( تحفظت على ذكر اسمها ) قائلة ” نشأت الرابطة في شهر إبريل 2016 من على ابواب السجون بعد تعارف بين امهات وبنات وزوجات المختطفين في سجون الحوثي وتكونت الرابطة نتيجة لشعورنا بالظلم واليأس من قدرة المنظمات الدولية على مساعدتنا كونها انحازت للانقلابين .”

“وتهدف الرابطة الى التعريف بقضايا المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون مليشيا الحوثي حيث يزيد عددهم بحسب تقارير موثقة الى اكثر من ثلاثة الف مختطف وان كان العدد الفعلي يتجاوز ذلك الرقم لوجود مخفيين لم يتم رصدهم “.

” كما تهدف الرابطة الى ايصال ورصد معاناة المختطفين ونشرها للعالم ومتابعة الجهات القضائية والقانونية في الانتهاكات التي تحدث لهم في المعتقلات وتقديم الدعم النفسي لأسر المختطفين وتنظيم الحملات التضامنية المحلية والدولية مع قضية المختطفين للمطالبة بإطلاق سراحهم.”

وعن انشطة الرابطة تتابع رئيسة الرابطة بقولها ” نظمنا كثير من الوقفات المطالبة بالإفراج عن المختطفين وبلغت الى الان ما يقارب خمسة وعشرون وقفة تم الاعتداء علينا في كثير من الوقفات مثل الوقفة التي كانت أمام مكتب النائب العام حيث اندست بيننا نساء تتبع مليشيا الحوثي ولم نشعر بهن وحين بدأنا برفع اللافتات وصور المختطفين حتى انتزعنها منا عنوة وتهجمن علينا وهن يؤدين الصرخة ويشتمننا بأقبح العبارات كل هذا وجنود الامن ينظروا الينا دون ان يحركوا ساكناً وبعد تفريقنا تمت ملاحقتنا من قبل مسلحين بلباس مدني”.

” كما لا انسى تلك الوقفة التي كانت امام القصر الجمهوري حيث تم احراق ضفائر الامهات في محاولة لاستجداء القبيلة والنخوة في اليمن وتم الاعتداء علينا من قبل جنود الامن .”

” كذلك الوقفة التي اقيمت عشية عيد الام حيث اردنا ان ننقل للعالم معاناة الام اليمنية والعالم يحتفي بهذه المناسبة وهي دموعها لا تجف حزناً على ابنها المختطف فمنهن من اصيبت بالعمى أو بداء السكري أو بالشلل أو بجلطة ومنهن أو توفيت دون ان ترى ابنها.”

 

 

مقالات مشابهة