المشاهد نت

المعلمون في اليمن قصص من واقع الاعتداءات “تقرير خاص “

في احد مدارس صنعاء اثناء تهجير مدرس تم الاعتداء عليه من قبل طالب
 
المشاهد.صنعاء-خاص :
ما يزال أحمد غالب معلم اللغة العربية في مدرسة النهضة بمديرية شعوب التابعة إداريا لأمانة العاصمة يتذكر حادثة الاعتداء عليه من قبل خمسة طلاب يدرسون بالصف الثامن من التعليم الأساسي وهو في طريق العودة إلى المنزل.
ويصف غالب أن ما حدث له كان مروعا، والأشد مرارة من ذلك عدم إنصافه من قبل إدارة المدرسة والمنطقة التعليمية، ويقول لــــ”المشاهد”:”قبلت بالصلح بعد محاولة الجميع إقناعي بذلك، وتم تهجير المدرسة بثور من قبل أولياء أمور المعتدين”.
المعلم غالب واحد من ثلاثين معلما تعرضوا للاعتداء الجسدي من قبل طلاب الثانوية العامة في 11مدرسة للبنين بأمانة العاصمة وفقا لبيانات مكتب وزارة التربية والتعليم بالأمانة.
ويؤكد مصدر بمكتب التربية والتعليم بالأمانة لـــ”المشاهد”أن هذه الشكاوى هي التي وصلت إلى المكتب بعد أن وجهها المعلمون المعتدى عليهم إلى المناطق التعليمية والكثير منها لم تصل إلى الوزارة بل تحسم بالصلح في إطار المدارس، وهو ما يؤكده مدير عام الشئون القانونية بوزارة التربية والتعليم عبد الله الذبحاني.
ويقول الذبحاني لــ”المشاهد” “الكثير من مشاكل الاعتداءات على المعلمين تحل بالصلح والتحكيم والهجر من خلال إيصال”ثور”إلى المدرسة وإنهاء الإشكال”.
تزايدت الاعتداءات على معلمي مدارس أمانة العاصمة من قبل الطلبة على الرغم من حرص الكثيرين من المدرسين على الحضور اليومي للمدارس مع تواصل انقطاع الرواتب للشهر السابع على التوالي، في حين تكتفي مكاتب وزارة التربية والتعليم في المحافظات بإحالة شكاوي المعلمين إلى القضاء ما يدفع الكثير منهم إلى القبول بالصلح نتيجة لبطئ القضاء بالفصل بتلك القضايا وتأخرها لمدة طويلة بحسب الذبحاني.
وتعرضت معلمة الفيزياء بمدرسة”7يوليو”للاعتداء من قبل طالبة بالصف الثالث الثانوي دون أن ينصفها أحد كما تقول.
ويقول مصدر بكتب وزارة التربية والتعليم بالأمانة أن هذه المرة الأولى التي تتعرض مدرسة للضرب من قبل طالبة، وأغلب الاعتداءات على المعلمين تكون في مدارس البنات. مضيفا ل(المشاهد):”تزايدت الاعتداءات على المعلمين في مدارس البنين في العامين الأخيرين أكثر من السابق في ظل سيطرة الحوثيين على وزارة التربية والتعليم”.
ويقول لم تكن تتجاوز عدد الشكاوي التي تصل إلى مكتب الأمانة قبل سيطرة الحوثيين عدد أصابع اليد في العام الواحد.
معلمة الفيزياء-التي رفضت ذكر اسمها-لا تزال قضيتها معلقة منذ مطلع آذار/مارس الماضي رغم علم مكتب التربية والتعليم التابع لأمانة العاصمة بذلك في حين اكتفت إدارة المدرسة بإحضار ولي الأمر بغرض الاعتذار للمدرسة ومع ذلك رفضت الطالبة الاعتذار لها.
 
أمانة العاصمة في المقدمة.
وتأتي أمانة العاصمة في مقدمة المحافظات التي يتعرض فيها المعلمين للاعتداءات من قبل الطلاب منذ العام 2000م وفقا لدراسة الدكتور محمد أحمد الخياطي والدكتور عبد المجيد غالب المخلافي الصادرة عام 2000بعنوان”العنف في المدارس اليمنية”.
وتشير الدراسة إلى حدوث اعتداءات متكررة على المعلمين من قبل الطلبة وأولياء أمورهم في أمانة العاصمة وندرة حدوث اعتداءات مماثلة في محافظتي”تعز وعدن”. وتحمل إدارات المدارس وزارة التربية والتعليم مسئولية ما يحدث للمعلمين من اعتداءات.
وتعيد الدراسة ذاتها الأسباب التي تدفع الطلبة للاعتداء على المعلمين إلى عدم كفاءة الكادر الإداري المتمثل في غياب ضبط السلوك في المدارس، ناهيك عن موقف الطلبة من التعليم ورغبتهم في لفت الانتباه والشعور بالقهر من إدارة المدرسة والمعلمين على حد سواء.
ويقول الأخصائي الاجتماعي في مدرسة بمدرسة سيف أمانة العاصمة سامح الاثوري ل(المشاهد):”لا أعتقد أن الطلبة يتعرضون للقهر حتى يقدمون على الاعتداء على المعلمين ما يحدث بالضبط أن بعض الطلبة يفتقدون للتربية في منازلهم وليس لديهم رغبة للتعلم فيحاولون إثارة المشاكل هروبا من الدراسة”. مشيرا إلى أن ضعف الإدارة المدرسية ساعدت كثيرا على تنامي ظاهرة الاعتداء على المعلمين.
مقالات مشابهة