المشاهد نت

“قراءة تحليلية ” علاقة معسكر خالد بمعركة الحديدة

خارطة جوية لمعسكر خالد في المخا
المشاهد -مازن فارس _خاص :
التطورات العسكرية الدراماتيكية التي شهدتها مؤخراً جبهة المخاء مؤشراً واضحاً عن بدء التحركات العملية على الأرض لمعركة تحرير الحديدة التي تعد مقدمة ضرورية لتضيق الخناق على المليشيات الانقلابية.
كذلك سيطرت قوات الجيش الوطني مسنودة بمقاتلات التحالف العربي على جبل النار الاستراتيجي و نابطة ووصوله إلى محيط معسكر خالد بن الوليد آخر معاقل الحوثيين في مدينة المخاء؛ جاءت هذه الانتصارات بالتزامن مع بلاغ التحالف العربي للأمم المتحدة ومنظماتها في اليمن عن تحول ميناء الحديدة إلى منطقة حرب ،عسكرية وهذا التوقيت بين التطورات و بلاغ التحالف يعزز ما قاله الناطق الرسمي للجيش بأن معركة الحديدة مسألة وقت ليس الإ.
بسيطرة قوات الجيش الوطني و التحالف العربي على معسكر خالد يعني ضمان وجود مناطق آمنه لإيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية عبر ميناء المخا و إزالة التهديدات عن المدينة والمتمثلة بالصواريخ البالستية و المقذوفات
بالإضافة إلى كونها الموطن الأقرب و الآمن التي يراهن عليها مواطنو الحديدة في حالة نزوحهم و هذا أمر لايستبعد حدوثه مع انطلاق عملية تحرير الحديدة. كما أن إمساك زمام المبادرة على المعسكر سيشكل ضربة قاصمة لجماعة الحوثي و سيعمل على قطع خط الإمدادات و تأمين الطريق الرابط بين المخا وتعز؛المؤدي إلى الحديدة.
أهمية معسكر خالد
في مطلع آذار/مارس الماضي شنت مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح هجوماً هو الأعنف على مواقع كانت قد سيطرت عليها وحدات الجيش الوطني في وقت سابق بالقرب من محيط معسكر خالد شرق مدينة المخا في محاولة منها تأمين و إحكام قبضتها للمعسكر.
الأهمية الجيوسياسية لمعسكر خالد بن الوليد ،معسكر اللواء 35 مدرع سابقاً، شكل دافعاً لدى جماعة الحوثي في الاستماته عليه و الدفاع عنه باعتباره يتمتع بموقع حصين تحيطه التلال من كل الجهات بالإضافة إلى أن كونه يعد مخزنا ضخما للقوة البشرية والأسلحة الثقيلة.
كما أن أهمية المعسكر الرمزية للرئيس السابق  صالح دفعته لإرسال المزيد من تشكيلات الحرس الجمهوري و النخبة و فرق القناصة للحفاظ عليه باعتباره أول معسكر يقوده صالح  قبل صعوده للحكم .
كما أن السرعة في إجهاز قوات الجيش الوطني المسنودة بالتحالف على المعسكر سيعمل على إزالة الكثير من التحديات في طريقها إلى معركة الحديدة والمتمثل ذلك بعدم إتاحة الفرصة لجماعة الحوثي لزرع حقول الألغام و تعزيز قوتها.
تطورات معركة الحديدة
تأتي هذه التطورات العسكرية بعد أن سبقتها تحركات دبلوماسية دخلت على خط الخلافات بين التحالف العربي ومنظمات الأمم المتحدة على خلفية المخاطر الإنسانية التي قد تنجم عن استهداف ميناء الحديدة التي حولته المليشيات الإنقلابية إلى قاعدة عسكرية ومنطلقا لهجمات على خطوط الملاحة في البحر الأحمر،،وتهريب الأسلحة، والإتجار بالبشر.
و في أواخر مارس الماضي كان، قد تقدم وزير الدفاع الأمريكي “جيمس ماتيس” بطلب إلى البيت الأبيض لرفع القيود المفروضة على مساعدات واشنطن العسكرية لدول الخليج المشاركة في الصراع الدائر في اليمن. ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” أن ذلك جاء متزامنا مع تلقي الإدارة الامريكية طلبا من دولة الإمارات لمساعدتها في العمليات العسكرية التي تعتزم القيام بها للسيطرة على ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة المليشيات الإنقلابية. ويرى خبراء عسكريين أن السيطرة على ميناء الحديدة، المنفذ الدولي الوحيد والاخير الذي تسيطر عليه المليشيات الإنقلابية ،يعني عزلهم عن العالم من خلال قطع الإمدادات عليهم من خارج البلاد وحصارهم عسكرياً في مناطق داخلية من البلاد.
و بحسب مصادر عسكرية فإن الشرعية والتحالف استكملت تجهيز 11 لواءً عسكريا بكل معداته وتجهيزاته استعداداً لمعركة تحرير محافظة الحديدة والساحل الغربي الممتد من المخا إلى ميدي في محافظة حجة.
مقالات مشابهة