المشاهد نت

“القات ” موزانة مالية عسكرية كبيرة فى الحرب باليمن “تفاصيل “

جنود يمنيين

المشاهد -فؤاد محمد -خاص :

تفاصيل الدعم المادي للحرب في اليمن لا يقتصر فقط على ما يتعلق بالعتاد العسكري او ما يتعلق التغذية والمصروفات الاخري من مشتقات نفطية وغيرها مثلما في اي حرب في اي مكان في العالم ؛ فى اليمن يقفز الدعم المادي لشراء القات ربما في المرتبة الثانية بعد الذخيرة .

فالقات في الحرب الدائرة في اليمن يوزع بشكل يومي  على المقاتلين  في الجهات ، يتم توزيع أكياس صغيرة من “القات” كمخصص يومي للمقاتلين.

والقات هو عبارة عن نبتة تزرع في اليمن بكثافة وتحتوي على مادة الكافيين المنشطة، ويتعاطاها اليمنيون خلال فترة الظهيرة والمساء، لاعتقاد متعاطيها أن لها تأثيرا في تحفيزهم على العمل والتفكير وباعث للشعور بالراحة.

وتنفق أطراف الحرب  في اليمن ميزانيات “باهضة” بشكل يومي لشراء القات لمقاتليها في الجبهات تصل إلى عشرات الملايين، وهي موازنات – بحسب قيادات ميدانية – تفوق موازنات الغذاء.

يؤكد أحد مجندي الجيش الوطني الموالي للرئيس هادي في مأرب – ويدعى (صهيب محمد) أنه يتعاطى القات بشكل يومي، وأن مخصصه من القات يأتي يوميا مع وجبة الغداء، وكذلك زملاؤه من المجندين.

ويضيف: “كانوا يصرفوا لنا 1000 حق القات لكن رجعوا يشتروا لنا القات ويوزعوه عن طريقهم لأنهم عندما يشتروه بالجملة يكون أرخص وأوفر”.

(صهيب) كمجند مقتنع تماما أن القات مهم وضروري للجنود لأنه – برأيه – يحفزهم وينشطهم خلال المعارك التي غالبا ما تشب نارها ليلا وتخفت نهارا وخصوصا خلال فترة الظهيرة والتي يكون فيها طرفي القتال في استراحة مع القات.

وبحسب صهيب فإن “القات” لديه أهم من الأكل. ويقول: إنه مستعد أن يتناول قطعة خبز وشاي فقط خلال وجبة الغداء لكن ليس باستطاعته التخلي عن القات.

خمسة ملايين

وفي حين ترفض قيادات الجيش الوطني في مأرب الحديث بشكل معلن لـ”المشاهد” عن مايتم إنفاقه على القات، يوافق أحد القيادات الميدانية الحديث بشرط نشر كنيته (أبو نصر)، وليس إسمه.

يتحدث أبو نصر بشكل مقتضب عن الموازنة، ويؤكد أن هناك ميزانية تصل إلى خمسة ملايين ريال بشكل يومي مخصصة لشراء القات في جبهات نهم ومأرب، وهي موازنة مكلفة وباهضة – حسب قوله.

إقرأ أيضاً  اتساع ظاهرة التسول الإلكتروني في زمن الحرب

ويضيف: “القات أصبح ضرورة خصوصا في المرحلة الحالية .. نحن في معركة ولابد من الاهتمام بالمقاتلين الذين يقدمون أرواحهم في الميادين، وأن نوفر لهم حاجياتهم الأساسية وعلى رأسها القات”.

ويتابع: “صحيح أنها تكلفنا موازنات باهضة لكن ليس أمامنا من خيار لتحقيق الاستقرار للمقاتلين في الجبهات سوى توفير حاجياتهم”.

الطرف الآخر

ولا يقتصر الأمر على جبهات القتال الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي بل يسري الأمر نفسه على جبهات القتال الموالية لجماعة الحوثي وصالح التي سيطرت على العاصمة صنعاء بالقوة في سبتمبر من العام 2014م.

وبحسب أبو هاشم الناشري – بائع قات موالي لجماعة الحوثي – سبق وأن التقاه المحرر بصنعاء في وقت سابق – فإن معدل مايتم شراءه من القات يوميا لجبهات القتال في نهم فقط يصل إلى سبعة ملايين ريال.

ويشير إلى أن من وصفهم بالمجاهدين (مقاتلو الجماعة في الجبهات) ليس لديهم دخل منتظم خصوصا بعد انقطاع الرواتب، لذا فإنهم يحرصون كل الحرص على توفير المتطلبات الأساسية لهم وأبرزها القات والأكل”.

إقبال واسع

ويقبل اليمنيون على تعاطي القات بشكل واسع، ويقدر متعاطيه بأكثر من 50% من النسبة السكانية للمجتمع اليمني، في حين تؤكد منظمة العمل الدولية أن اليمنيين يتعاطون ماقيمته 1 مليار و600 مليون دولار سنويا أي بأكثر من أربعة مليون دولار يوميا.

وتؤكد المنظمة أن القات يشكل ما يقارب ثلث الناتج المحلي الاجمالي الزراعي ويوفر العمل لشخص واحد من بين كل 7 يعملون في اليمن، مؤكدة بأنها سلعة لا تضيف أية قيمة حقيقية للإنتاج والدخل القومي للبلاد.

وحسب دراسة أجرتها الحكومة اليمنية في 2014م فقد جاء الإنفاق على شراء القات في المرتبة الثانية بعد الإنفاق على الحبوب في الريف، كما يتعاطى القات مجموعة من “المخزّنين الفقراء” ذوي الدخل المحدود الغير القادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم وحرمانهم وعدم حصولهم على الضرورات الحياتية.

كما أظهرت الدراسة الرسمية أن القات يضيع على الدولة اليمنية 20 مليون ساعة عمل يومياً مهدورة على الأقل.

مقالات مشابهة