المشاهد نت

“العائدون من الموت”..روايات الأطفال الذين جندهم الحوثيون.

اطفال كانوا يقاتلون في صفوص الحوثي
 
المشاهد-صنعاء-خاص:
عاد الطفل رائد الحكمي(14عاما)من جبهة نهم بنفسية مريضة جراء أهوال الحرب التي عاشها لمدة ثلاثة أشهر ضد قوات الجيش الوطني المسنود بالمقاومة الشعبية كما يقول شقيقه حامد.
ذهب الحكمي للقتال بعد أن تم استقطابه من قبل اللجان الشعبية التابعة للحوثيين دون معرفة أسرته، لكنه تركهم في نهاية المطاف بسبب شدة المعارك وسقوط زملاء له بين قتيل وجريح، ناهيك عما رأه من قبل القائد الميداني للحوثيين في جبهة نهم من الدفع بالأطفال في الصفوف الأولى للمعركة .
ويروي الحكمي قصته لــ”المشاهد”بالقول:”كان المشرف علينا يأمرنا أن نتقدم المعركة والطيران يقصف مواقعنا بكثافة دون أن يسمح لنا بالحديث أو الاعتراض ولا أحد يستطيع أن يرفض الأوامر”مضيفا أن قذائف جيش الشرعية كانت تستهدف كل من يتحرك وكأنهم يعرفون أماكننا واحدا واحد”وقادتنا يرفضون التقدم خوفا من القصف، مات خمسة أطفال خلال أسبوعين في الجبهة التي كنت به” ويستدرك بالقول:”الحمد لله أنني رجعت إلى أسرتي.
الأطفال عبد المجيد الارحبي وخالد القاضي تعرضوا للأمر عينه ويرفضون حاليا أي مغريات للعودة للقتال في صفوف الحوثيين.
الطفل الارحبي أصيب بشظية قذيفة مدفعية في قدمه اليسرى عندما كان يحارب في صفوف الحوثيين بجبهة ميدي ولم يجد حق العلاج حاليا كما يقول, ويضيف الارحبي:”في البداية يقنعوننا بالمشاركة في الحرب وبعد الإصابة ولا نجد أحد”.
ويروي الطفل القاضي لــ”المشاهد”ما حدث له بمرارة إذ يقول كانت الطائرات تقصف بكثافة ونحن لا ندري أين نجتبي في منطقة صرواح بمأرب”أنا خائف ولا أريد أن أتذكر مرة ثانية”.
وتؤكد أستاذة علم النفس الاجتماعي بجامعة تعز نبيلة الشرجبي لــ”المشاهد”أن الأطفال الذين يشاركون في الحروب يعيشون بقية حياتهم في صدمة نفسية، لان مشاهد الحرب التي عاشوها تظل ترافقهم في كل مراحلهم العمرية. وتقول:”لكي يتخلص الأطفال المشاركون في الحرب من آثار الصدمة النفسية لابد أن يخضعوا لعلاج نفسي يؤهلهم نفسيا حتى يعيشوا بقية حياتهم أسوياء وهذا التأهيل يكون في مركز متخصصة”.
لا توجد إحصائية حتى الآن لعدد الأطفال العائدون من جبهات القتال بعد مشاركتهم في صفوف الحوثيين غير أن محرر”المشاهد”رصد عودة عشرين طفلا خلال شهري آذار/مارس، ونيسان/إبريل من العام2017.
فيما شارك أربعة آلاف طفل في القتال بصفوف الحوثيين وفقا لتقديرات منظمة سياج لحماية الطفولة”المحلية”. ويعتقد أحمد القرشي في تصريح لــ”المشاهد”أن هذا العدد قابل للارتفاع لأنه لا توجد إحصائيات رسمية وكل الإحصائيات المنشورة عبارة عن تقديرات فقط.
وقتل المئات من الأطفال أثناء قتالهم في صفوف الحوثيين وفقا لرصد المنظمات المحلية من خلال صور القتلى الملصقة في جدران أسوار المنازل والجهات الحكومية وفي صالات المستشفيات، ويتفاخر الحوثيين بأنهم شهداء.
الصحفي بجريد الثورة الرسمية عبد الله الكبسي قتل اثنين من أطفاله نهاية العام 2016في جبهة شبوه أثناء مشاركتهم بالقتال في صفوف الحوثيين ويقول الكبسي أنه مستعد بالدفع بما تبقى له من أطفال لقتال”الدواعش”كما يسميهم.
الكبسي كان على علم بمشاركة أطفاله في القتال، غير أن الكثيرين من الأطفال يتم استقطابهم من قبل الحوثيين ودون معرفة عائلاتهم بحسب روايات الحكمي والقاضي والارحبي، وضع كهذا سيكلف المستقبل كثيرا في حال استمراره بحسب الشرجبي.

"العائدون من الموت"..روايات الأطفال الذين جندهم الحوثيون.
مقالات مشابهة